وثائق سوريا
كلمة الكتلة الوطنية في حفل إزاحة الستار عن تمثال الملك فيصل في حيفا عام 1934
احتفل في حيفا في الثامن من تشرين الأول عام 1934 بإزاحة الستار عن تمثال الملك فيصل بن الحسين.
جرى الاحتفال بحضور شخصيات بارزة منها الملك علي والأمير عبد الله، وشارك الكتلة الوطنية بهذا الاحتفال وألقى ممثل الكتلة كلمة نشرتها الصحف في الحادي عشر من تشرين الأول عام 1934م.
نص الكلمة:
(أرادت الكتلة الوطنية أن لا يفوتها فخر الاشتراك باحتفالكم هذا الذي تجتمعون له الساعة بمثل هذا الجمع الحاشد، تحيون به ذكرى الملك الذي استن للعرب طريقهم لتحقيق أمانيهم ومثلهم العليا وعلمهم النهوض لذلك بالإخلاص والتضحية وضرب لهم الأمثال على ذلك من تفكيره وصحته.
لقد نهض حضرة صاحب الجلالة الملك فيصل لتحقيق قضية العرب وكان أول من لجأ إلى القوة يوم خابت وسائل الحصول على حقنا في الحياة كشعب ذي تاريخ وحضارة قائم بهذا العمل النبيل الذي تجتمعون له اليوم تقيمون الدليل على إعتراف العرب جميعاً بفضل جلالته وعمله المخلص الخالد لتحقيق أهداف العرب في الحرية والاستقلال وتخلدون للملك العامل في جميع الساحات ذكراه التي هي في قلب كل عربي المثل المضروب للقيادة الحسنة والعمل المفيد والإرادة القوية التي لا يفل لها عرب ولا تهن لها عزيمة.
وإن إقامتكم هذا النصب في فلسطين يدل على أن عرب هذا الإقليم العزيز من أرض الوطن الأكبر، لم ينسوا ما بذله حضرة صاحب الجلالة الملك فيصل من الجهود الجبارة والتضحيات الغالية لبقاء فلسطين عربية ودفع غائلة الصهيونية عنها واردتم أن يبقى أن يبقى هذا النصب مبعث العزائم الصادقة لتحقيق إرادة الملك المرحوم في بقاء فلسطين عربية خالصة العروبة.
فسوريا الشمالية التي لا تزال ماضية في جهادها الوطني على الطريقة المثلى التي اختطها لها فقيد العرب الغالي تقدر لكم سبقكم إلى إقامة هذا النصب، اعترافا وتمجيداً لذكرى الرجل العظيم وحثاً للهمم على المضي على غراره والاقتداء بعمله النافع.
فنحن الساعة وفي وسط هذا المكان الذي يخلد لجلالة الملك فيصل ذكراه ويمجد له عمله الكبير نرسل إلى روح جلالته باسم السوريين جميعاً تحية لسوريا المقدرة لجهاده المعترفة ببيض أياديه سائلة الله له الرحمة ولبلاد العرب ما تريد من حياة حرة واستقلال صحيح ووحدة جامعة).