من الصحافة
صحيفة 1927 – الداماد والوطن القومي الجركسي
كلفت السلطات الفرنسية الداماد أحمد نامي بتشكيل الحكومة ثلاث مرات ما بين عامي 1926 و1928م.
صحيفة الجامعة العربية نشرت خبراً عن الدماد أحمد نامي وتفاصيل عن حياته في العدد الصادر في الثالث والعشرين من ايار عام 1927.
عنوان الخبر:
الداماد والوطن القومي الجركسي
نص الخبر:
دمشق في 18 مارس سنة 1927
لمراسل الجامعة
(ننشر هنا بعض الشئون التي يأتيها الداماد أحمد نامي بك رئيس الحكومة السورية كيلا يكون الرجل غريباً عن القراء فنعرفه لهم باختصار هو أحمد نامي بن فخري المصري بن خورشيد الجركسي، كان جده مملوكاً للمرحوم المغفور له محمد علي باشا خديوي مصر جاء به من بلاد القوقاس وقد تمكن هذا المملوك الذكي أن يكتنز الأموال ويحرز ثقة سيده وخلف لولده فخري بك أموالاً طائلة دون أن يخفف له شيئاً من مجد ورفعة فجاء الرجل بماله الطائل إلى سورية ونزل بيروت وبنى فيها خان فخري بك المعروف ثم تقرب من كامل باشا الصدر العثماني الذي كان زعيماً للائتلافيين، وذلك حينما كان كامل باشا والياً على بيروت، ولما وسدت الصدارة لكامل باشا استدعى مقربيه وأحسن إليهم وتوسط لأحمد نامي بك نجل فخري بك بالانتساب إلى البلاط العثماني زمن عبد الحميد وقد تم لأحمد نامي الإقتران بعائشة سلطان واستولدها أولاداً وبعد إعلان الدستور رأت سوء أخلاق أحمد نامي وإفراطه باللهو والطرب والمقامرة ودس الدسائس فسعت حتى طلقت منه وأبقت أولادها لديها.
جاء الرجل بعد دخول الافرنسيين إلى سورية وقد كان يمت إليهم بروابط كثيرة حينما كان يتردد على السفارة الأفرنسية في الأستانة ويطلعها على أسرار البلاط، على ما يؤكد عارفوه، والظاهر أن الأفرنسيين أرادوا أن يفوه جميله فأنزلوه في بيروت على الرحب والسعة ولما شبت نار الثورة في حوران عام 1920 طلب أن يتدخل لإخمادها وللصلح بين الحورانيين وجيش الاحتلال الأفرنسي لينال حظوة لدى الإفرنسيين فرفض طلبه، ثم قام بعض أذنابه بتختيم مضابط له ليكون أميراً أو مليكاً على سورية فرفض الشعب هذه المضابط بازدراء وباء الساعون بها بالفشل.
ولما جاء سراي كان مأموراً للتشريفات في حفلة استقباله وقد دعاه جوفنيل لتولي رئاسة سوريا مشترطاً عليه إدخال ثلاثة في حزب الشعب في الوزراة فجاء سوريا مشترطاً عليه إدخال ثلاثة في حزب الشعب في الوزارة. فجاء الداماد لا يحمل شيئاً من تحقيق الأماني بل قبل الحكم بلا قيد ولا شرط ورفض حزب الشعب الإشتراك في الوزارة ولكن البرازي والحفار والخوري قبلوا الوزارة بغير رضى الحزب ثم لأسباب يطول شرحها سقطت الوزارة تلو الوزارة وظل الداماد محافظاً على كرسيه دون أن يقدم للأمة أقل خدمة بل كان خراب المدينة الأكبر في زمانه وأكثر ما انتاب الغوطة من الاضرار في زمنه أيضاً.
هذا هو أحمد نامي وقد سر الجراكسة في سورية بتعيينه كثيراً للمطالبة بحقوق منها الإعتراف بلغتهم كلغة رسمية والسماح بإنشاء جريدة لهم على أن تدفع لها الحكومة راتباً سنوياً يكفيها ودفعة أولى لإنشائها خمسماية ليرة عثمانية واعطاءهم قرى وأملاك الدولة المجاورة للقنيطرة مجاناً بعد إخراج مزارعيها وحصر وظائف الشرطة والدرك في البلاد بهم والإعتراف بوطن قومي جركسي في البلاد وجلب الجراكسة الذين حاربوا الأتراك في صفوف اليونان وهم الآن في سلانيك يقاسمون شظف العيش إلى غير ذلك من المطالب التي وعدتهم السلطة بتحقيقها.
وقد جاءت سباحة الداماد “إذا صح أن يقال عنه حتى الآن أنه داماد” مقدمة لتحقيق هذه الأماني كما يقولون، وقد ارتاع الناس لهذا الخبر الذي لا نشك بأن الحكومة ستكذبه جهراً وتعمل على تحقيقه سراً وسنوافيكم بما يتم من شأنه).