من الصحافة
صحيفة 1966- تطورات النزاع بين سورية وشركة نفط العراق
في شهر آب عام 1966 قامت الحكومة السورية بنقل كميات من النفط الخام من أنابيب شركة نفط العراق وخزانات الشركة في بانياس إلى مصفاة البترول في حمص، وزاد هذا العمل من الخلاف بين الحكومة السورية وشركة نفط العراق.
صحيفة الحياة نشرت خبراً عن هذه التطورات في العدد الصادر في الثالث والعشرين من كانون الثاني عام 1966م.
عنوان الخبر:
تطورات النزاع بين سورية وشركة نفط العراق
“استعارت” سورية النفط الخام من خزانات الشركة لسد الاحتياجات
توقيع إعادة الضخ في الأسبوع المقبل بعد الوصول إلى حل سلمي
نص الخبر :
بدأت السلطات السورية بنقل كميات من النفط الخام من أنابيب شركة نفط العراق ومن خزانات الشركة في بانياس إلى مصفاة البترول في حمص على سبيل “الاستعارة” وذلك للمحافظة على إنتاج مصفاة الحكومة في حمص.
ومما يذكر أنه يربط مصفاة حمص بخزانات الشركة أنبوب بترولي خاص تنقل فيه كميات البترول العائدة لحصة سورية والتي تستعملها المصفاة السورية لتكرير البترول الخام بموجب عقد موقع بين الشركة والحكومة السورية.
وقد توقف سيل البترول الخام إلى المصفاة بعد أن توقف الضخ من أبار كركوك إلى مصبي بانياس وطرابلس يوم 12 كانون الأول الحالي بعد أن فرضت سورية الحجر التنفيذي على ممتلكات الشركة.
والمعروف أن خزانات المصفاة تتسع لما يكفي لانتاج العادي لمدة عشرة أيام.
سورية والمصفاة:
وأعلنت مصادر نفطية غربية أن السلطات السورية فتحت الأنابيب في حمص وفي خزانات بانياس “للإبقاء على سير العمل في المصفاة” التي تزود البلاد بأغلبية ما تحتاج إليه من المنتجات البترولية.
رفع طاقة الإنتاج:
وأضافت :أنه يفترض أن تأخذ سورية بعين الإعتبار كمية النفط الخام التي “ستستعار” للمصفاة عندما تدفع شركة نفقط العراق القسم القادم للحكومة.
وكانت سورية قد وقعت في دمشق في 17 كانون الأول الحالي عقداً مع تشيكوسلوفاكيا لتوسيع مصفاة حمص وسترفع طاقة الإنتاج بموجب هذا العقد من مليون طن إلى 2,7 مليون طن. وستكون المصفاة عند إنتهاء وتوسيعها بعد حوالي سنتين أكبر مصفاة في الشرق الأوسط كما تقول مصادر سورية رسمية.
دالي يسافر إلى لندن:
وغادر المستر كريستوفر دالي المدير العام لشركة نفط العراق بيروت إلى لندن صباح أمس “الخميس الثاني والعشرين من كانون الأول عام 1966″ ليطلع مجلس إدارة الشركة هناك على آخر تطورات النزاع.
وكان المستر والي قد وصل إلى بيروت من بغداد يوم الثلاثاء الماضي”العشرين من كانون الأول” بعد أن قابل المسؤولين العراقيين هناك بما فيهم السيد ناجي طالب رئيس الوزراء ووزير النفط بالوكالة.
الشركة تدفع الرواتب:
وأعلن ناطق بلسان شركة نفط العراق في دمشق أن الشركة دفعت أمس “الثاني والعشرين من كانون الأول” رواتب جميع موظفيها العاملين في سورية وعددهم حوالي 4880 موظفاً وعاملاً وبلغت قيمة هذه الرواتب مليوني ليرة سورية.
وكان قد ثار قلق حول إمكان دفع هذه الرواتب إثر فرض الحكومة السورية حجزها التنفيذي على موجودات الشركة إلا أن وزارة المالية السورية أبلغت أخيراً الممثل العام للشركة في دمشق أن الأموال التي تدخلها الشركة من لندن إلى سورية لدفع الرواتب للموظفين والعمار لا تخضع للحجز المفروض على موجودات الشركة.
رسالة من دالي إلى طالب:
وذكر راديو القاهرة الليلة الماضية “الخميس الثاني والعشرين من كانون الأول” أن السيد ناجي طالب رئيس وزراء العراق تلقى صباح اليوم “الجمعة” رسالة من المستر كريستوفر دالي المدير العام لشركة نفط العراق.
وقال الراديو أن السيد طالب عقد بعد ذلك إجتماعاً مع عدد من خبراء النفط العراقيين وأن محتويات الرسالة لم تنشر.
وقال الراديو أنه يتوقع أن يقوم المستر دالي بزيارة ثانية لبغداد غير أنه لم يحدد موعد هذه الزيارة.
رأي العراق:
وفي بغداد قدمت الحكومة العراقية مذكرة جديدة إلى شركة نفط العراق أكدت فيها حق العراق بالتصدير المتنامي للنفط، كما أكدت بأن العراق ليس طرفاً في النزاع الحالي القائم بين سورية والشركة.
ضخ حصة العراق:
وقالت صحيفة المنار العراقية نقلاً عن مصادر موثوق بها أن اقتراحاً طرح على بساط البحث يدعو لقيام العراق بضخ حصته المعينة من النفط عن طريق موانئ البحر الأبيض المتوسط لبيعها لمن يرغب بذلك في حال استمرار أزمة النفط وعدم التوصل إلى حل حاسم لها.
وتبلغ حصة العراق العينية من النفط 12,5 بالمئة من مجموع الإنتاج الكلي للنفط الخام.
وتقدر مصادر شركة نفط العراق مجموع إنتاج النفط العراقي بما يتراوح بين 60 مليون طن و65 مليون طن في السنة تنتج شركة نفط البصرة المتفرعة عن شركة نفط العراق من أصله حوالي الثلث.
وبعد توقف ضخ النفط على ساحل البحر الأبيض المتوسط لم يبق للعراق سوى منفذين لتصدير نفطه الذي تنتجه شركة نفط البصرة في جنوب العراق هما ميناء الفاو والصغير ومصب أقامته شركة نفط العراق على جزيرة اصطناعية يعرف باسم خور العماية وهو قريب من الفاو، ويتلقى حوالي 140 مليون جنيه أسترليني في السنة كعائدات عن النفط المصدر أي ما يعادل حوالي 80 بالمئة من دخله القومي.
الإعلان عن حل وسط:
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية بأن الأوساط المطلعة تتوقع احتمال إعادة ضخ النفط إلى مينائي طرابلس وبانياس خلال الأسبوع القادم وأشارت هذه الأوساط أن حلاً وسطاً سيعلن قبل إعادة الضخ).