من الصحافة
صحيفة 1961 – مصلحة سورية الوطنية تتطلب عودة خالد بكداش
اتخذ الحزب الشيوعي السوري وأمينه خالد بكداش موقفاً معارضاً للحكم في عهد الوحدة، واتخذ بكداش موسكو مقراً له بعدما غادر دمشق بعيد الإعلان عن الوحدة في شباط عام 1958م.
بعد الانفصال حاول خالد بكداش العودة إلى سورية أكثر من مرة، إلا ان السلطات في سورية حينها كانت ترفض عودته.
صحيفة الأخبار الصادرة في بيروت والقريبة من الحزب الشيوعي نشرت خبراً في الثاني عشر من تشرين الثاني عام 1961 دعت فيه إلى عودة بكداش واعتبرتها مصلحة وطنية.
عنوان الخبر:
مصلحة سوريا الوطنية تتطلب عودة خالد بكداش
نص الخبر:
دمشق – لمراسلنا:
نشرت الصحف الاستعمارية والإذاعات الاستعمارية وراديو إسرائيل تصريحات عزيت إلى مأمون الكزبري مفادها عدم السماح لخالد بكداش بالعودة إلى سوريا. ونحن لا نعرف حتى الآن مدى صحة هذه التصاريح.
ويظهر من سكوت المسؤولين السوريين وعدم إجابتهم الصريحة على هذا السؤال الذي يشغل الرأي العام في سوريا، ومن إبقاء المعتقلين في العهد البائد من السجون حتى الآن، والقيام باعتقالات جديدة، من كل ذلك يظهر أن المسؤولين يسعون للحؤول دون عودة خالد بكداش الذي شردته الديكتاتورية عن وطنه، والإسراع بإجراء الانتخابات النيابية بغيابه.
إن عودة خالد بكداش هي إحدى القضايا الرئيسية الكبرى التي تهم الشعب السوري بعماله وفلاحيه ومثقفيه، بل كان الوطنيين المخلصين الشرفاء الذين يريدون حتى خير بلادهم ومصلحتها واستقرارها.
فعودة خالد بكداش لا ينظر إليها الشعب السوري كقضية حزبية، وإنما ينظر إليها كقضية وطنية عامة، فأسم خالد بكداش ارتبط بنضال الفلاحين في سبيل توفير الأرض والبذار والمياه، وبنضال مثقفينا الوطنيين في سبيل حرية الفكر والنشر واحترام الكرامة.
ان اسم خالد بكداش مرتبط بنضال شعبنا ضد المشاريع الاستعمارية المختلفة، وفضحها. هو مرتبط بالنضال من أجل صداقة وطيدة أمينة مع المعسكر الاشتراكي وطليعته الاتحاد السوفياتي الطمانة القوية للحفاظ على استقلالنا وحريتنا.
ان كل تدبير أو محاولة لمنع خالد بكداش من العودة إلى وطنه هو تدبير موجه ضد كل مناضل وطني وضد كل من يعمل من أجل مصلحة بلاده وخيرها. وإن كل حكومة تحاول الحد من حرية خالد بكداش وتتخذ التدابير الإدارية لمنع ترشيحه وسد أبواب المجلس النيابي بوجهه عن طريق الإرهاب والاضطهاد لا ينظر إليها شعبنا السوري بل وكل الشعوب العربية بل والرأي العام العالمي نظرة اطمئنان وثقة.
ومثل هذه التدابير لا تتفق ومصلحة سوريا الوطنية العليا. إن وجود خالد بكداش في سوريا هو ضرورة وطنية، لا ينزعج من وجوده سوى الاستعمار وعملائه وسوى الرجعية.
لقد عرف الشعب السوري بتجربته التاريخية وبحسه الوطني المرهف أن كل تدبير إداري أو إرهابي ضد خالد بكداش ما هو إلا خدمة للاستعمار وتراجعاً أمام ضغطه، وهو لا يخدم مصلحة سوريا الوطنية بل يلحق الضرر بها.
إن الشعب السوري يطالب بعودة بكداش إلى وطنه لممارسة نشاطه الوطني والديمقراطي وخاصة وأن سوريا على ابواب انتخابات نيابية، وأن نتائج هذه الانتخابات فيها إذا جرت في جو من الحرية والديمقراطية فيها وتأمين الاستقرار فيها.
إن عمال سوريا وفلاحيها وكل وطنييها الشرفاء لا يطمئنون إلى انتخابات نيابية تجري في جو من الإرهاب، ومحال فيها دون عودة خالد بكداش إلى وطنه ومنعه من خوض هذه الانتخابات.