وثائق سوريا
تصريحات شكري القوتلي حول مصر والجامعة العربية عام 1947
تصريح الرئيس شكري القوتلي الذي نشر في النشرة الصحفية التي تصدرها أمانة الجامعة العربية في كانون الثاني عام 1947
تناول الرئيس شكري القوتلي في التصريح موقف سورية من القضية المصرية والقضايا العربية الأخرى عامة، فقال:
إن قضية مصر تجتاز اليوم أدق مراحلها، وإننا معشر السوريين شعباً وحكومة نتتبع تطوراتها بمزيد من الإهتمام والقلق معتقدين أن بذل أقصى الجهد في تأييد مصر هو من أقدس واجباتنا القومية.
وتابع:
وإذا قيس استحقاق الشعوب للسيادة والإستقلال بالكفاية والوعي القومي والجهاد ووفرة مقومات السيادة فإن شعب وادي النيل في طليعة شعوب العالم جدارة بالاستقلال والحرية.
ثم استطرد فقال: إن التسليم لمصر بحقوقها الكاملة وأمانيها القومية هو البرهان على مدى اعتناق العالم -بعد الحرب- للمبادئ الديمقراطية والدليل على مبلغ إيمانه بالحريات.
وأضاف:
إن سوريا لتذكر اليوم أن مصر وعلى رأسها جلالة مليكها قد نصرتنا في محنتنا، وإن لها فضل الشقيقة الكبرى عليها، فمن الوفاء – فضلاً عن الحافز القومي والمصلحة العربية العامة لقضيتنا- أن نقف من الشقيقة الكبرى موقف النصير المؤازر إلى ابعد حدود النصر والمؤازرة. وتطرق إلى الحديث عن القضايا العربية الأخرى، فقال:
إن قضية فلسطين كانت الشغل الشاغل للجامعة العربية وللدول الممثلة فيها. وقد قلت في خطابي بمهرجان الطيران السوري ما أؤكده الآن، وهو أن سوريا لن ترضى لفلسطين بغير ما ترضاه لنفسها من حرية واستقلال.
وتحدث بعد ذلك عن قضايا المغرب وخص منها قضية ليبيا فقال: إن هذه القضية تتطلب كل عناية وإهتمام من الدول العربية وأجمل موقف سوريا من مختلف القضايا العربية بتأييده ما سبق أن أعلنه يوم انتخبت سوريا عضواً في مجلس الأمن وهو: (أننا لن نكون في هذا المقام الدولي الذي تبوأناه إلا عمالاً لمصلحة العرب جميعاً يستوي في ذلك عرب المشرق وعرب المغرب وشعوب عربية ظفرت باستقلالها وشعوب عربية أخرى تعمل له، وتجاهد في سبيله).
وعندما سئل عن الكتلة الشرقية وما يدور حولها من أقول وشائعات وما تناقلته البرقيات عنها من أحاديث وأنباء قال: لا يوجد شي اسمه الكتلة الشرقية، وإنما هنا في هذا الشرق منظمة واحدة هي الجامعة العربية، وهي وحدها التي تدين بالولاء لميثاقها ومبادئها ونحرص على تقويتها، ولعل في وقولي “أننا نحوط الجامعة بهالة من القداسة لتظل في منجاة من كل قيد وفي مأمن من كل شر ما فيه الجواب على هذا السؤال”.