في يوم السبت الخامس عشر من أيار عام 1948 قام الرئيس شكري القوتلي بزيارة إلى القطعات العسكرية في المنطقة الحدودية مع الأراضي الفلسطينية.
رافقه في الزيارة كلاً من وزير الداخلية ووزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش السوري.
واطلع الرئيس القوتلي على وضع القوات العسكرية والتي وصلت يومها إلى صفد في فلسطين، وقضى وقتاً عند خط القتال الأول(1).
وفي زيارته ألقى كلمة على الجنود أشار فيها إلى أن ما يقومون به من عمل هو شرف عظيم وأمانة غالية في أعناقهم.
وبعيد عودة الرئيس شكري القوتلي إلى العاصمة دمشق صدر البلاغ التالي حول الزيارة:
غادر حضرة صاحب الفخامة رئيس الجمهورية المعظم العاصمة بعد ظهر اليوم برعاية الله نحو الحدود السوري يرافقه صاحبا المعالي وزير الداخلية ووزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش السوري، وقد تفقد فخامته مراكز الجيش التي بلغها ضمن الأراضي الفلسطينية، وأطلع على تفاصيل المعركة الأولى التي خاضها وأشرف بنفسه على خريطة العمليات القائمة، وأبدى ارتياحه لضباط الجيش لما شاهده فيهم من حماسة ومالمسه في أعمالهم من نجاح وتوفيق.
وقضى بينهم عدة ساعات من الزمن كان لها وقعها العظيم في نفوس الضباط وأفراد الجيش، وتفضل فخامته فوجه إلى رجال الجيش كلمة جاء فيها:
(أيها الجنود من نعم الله عليكم أن أوجدكم في هذا الموقف المشرف الذي تقفونه اليوم للدفاع عن عرض العروبة في فلسطين، وإن لكم الشرف العظيم أن توسد إليكم هذه الأمانة الكبرى إنها أمانة عزيزة وغالية فحافظوا عليها وأعلموا أن الأمة العربية جمعاء تنظر إليكم وترقب أعمالكم أنتم أبطال المعركة الأولى.
أيها الجنود ثبتوا أقدامكم في هذه الأرض المقدسة التي هي أرض آبائكم وأجدادكم منذ آلاف السنين واذكروا دائماً أن سبعين مليون عربي يرقبون أعمالكم ويتتبعون خطواتكم الظافرة وستبقى الأمة مدينة لكم أجيالاً في ما تبذلونه في سبيل إنقاذها وتطهير أرضها)(2).
(1) صحيفة البلاغ- القاهرة، العدد 8126 الصادر يوم الأحد السادس عشر من أيار عام 1948م.
(2) صحيفة ألف باء- دمشق، العدد 7759 الصادر في يوم الأحد السادس عشر من أيار عام 1948م.