من الصحافة
صحيفة 1913 – رفع أسعار تأمين الحريق في دمشق
اشتكى تجار دمشق من رفع شركات ضمان الحريق لأسعار التأمين.
صحيفة البشير نشرت تقريراً لمراسلها في دمشق في العدد الصادر في التاسع عشر من أيلول عام 1913م، يتناول هذه الشكوى، كما يتحدث فيه أيضا عن موسم الفواكه في دمشق وغوطتها.
نص الخبر:
دمشق – الشام في 15 أيلول
مراسل البشير-
أفادني أحد التجار أن الدمشقيين يشكون من شركات ضمان الحريق لأنها بعد حريق نيسان السنة الماضية رفعت سعر الضمان من 2 او 3 بالألف إلى 10 و12 بالألف وذلك لأن سقوف الأسواق كانت خشبية فكانت تسهل امتداد الحريق.
أما الآن فقد زال هذا الخطر أو كاد بعد أن أمر ناظم باشا والي الشام سابقاً برفعها وتحويلها إلى سقوف حديدية أو تنكية.
فمع ذلك لم تزل للشركات تطلب ممن يلجأ إليها مالاً فاحشاً بصد كثيرين من أصحاب البيوت والمخازن والتجار عن الاكتتاب فيها.
ولا يخفى على اللبيب ما في ذلك من الخسران للتجار والشركات معاً.
وبما أن هذه الحال الجائزة لا تنطبق على المصلحة الاقتصادية أخذ بعض وكلاء الشركات الدمشقيين أنفسهم ينكرون عليها هذه المعاملة المجحفة ويتمنون تخفيف المطلوب ليتمكن الجميع من نقده فيكسب الضامن والمضمون وتزيد الأشغال التجارية ثقة وثباتاً.
ثم قال محادثي أن مدير المصرف العثماني في بيروت هو وكيل شركة الضمان العثمانية فيها وأن أسعارها هناك وإن كانت أرفع من الماضي فإنها لم تزل أقل منها في دمشق كثيراً.
ويطلب المصرف العثماني في دمشق من شركات الضمان أسماء المضمونين لئلا يشتغل مع غيرهم على قدر الإمكان احتياطاً على ماله. ونحب أن هذا المصرف الشهير نظراً إلى ماله من العلاقة بشركة الضمان العثمانية يسعى في تخفيض القيمة المضروبة على المكتتبين فتتحسن الحال ويربح مالاً وثناء.
وقد طلب مني أن أنشر أفكاره هذه في جريدة البشير تنبيهاً لوكلاء الشركات والتجار إلى الخلل ووجوب إصلاحه.
وسألت أحد التجار عن موسوم الفواكه الدمشقية هذا العام فأجاب أننا منذ سنين لم نر لها إقبالاً كهذه السنة، فإن الفواكه كلها حسنة وكثيرة. فالمشمش مثلا عدا ما أكل منه وربي بلغ “قمر دينه” عشرين ألف قنطاراً وكل قنطار يباع بست ليرات.
والمشمش المجفف (النقوع) بلغ 4000 قنطار وسعر الرطل 8 قروش والبزر المر بلغ 7000 كيس يحتوي كل واحد على 80 أقة تباع بـ 5 قروش تقريباً.
والبزر الحلو بلغ 250 كيساً تباع اقته بـ 15 قرشاً.
وهكذا قد أثمر المشمش وحده ما تبلغ قيمته نحو 4 ملايين فرنك، ولا عجب أن أثرى أصحاب الأملاك في دمشق. فسبحان الله.
صحيفة البشير – بيروت، العدد 2305 الصادر في يوم الجمعة التاسع عشر من أيلول عام 1913