وثائق سوريا
بيان شكيب أرسلان حول قبوله منصب قائمقام الشوف عام 1908
بعد الإنقلاب التركي الذي جرى عام 1908 صدر قرار بتعيين شكيب أرسلان قائمام في الشوف، الأمر الذي آثاء الكثير من ردود الأفعال على قبول شكيب أرسلان هذا المنصب وهو الذي كان يعارض سياسات الحكومة العثمانية.
على آثر ذلك نشر شكيب أرسلان بياناً في صحيفة لسان الحال شرح فيه ظروف قبوله بهذا المنصب.
نص البيان:
كيف قبلنا المأمورية
صوبت علينا بعض الجرائد سهام الملام بقبولنا المناصب بعد أن كنا طالبين الإصلاح والدستور وبعد أن أقسمنا بزعمها جهد إيماننا بأننا لا نقبل وظيفة ولا ندخل في الحكومة.
فالجواب أننا لا نعلم في أي زمان ولا في أي مكان ولا أمام أي من الناس أقسمنا هذه اليمين وهي أننا لا نقبل ولن نقبل منصباً هكذا على الإطلاق والتأييد.
وغاية ما هناك أننا كنا نقول بعضنا لبعض أننا لا ندخل في عمل في الحكومة قبل أن يقبل المتصرف مشروعنا الإصلاحي ويعلن الدستور وهذا قد كان منا تأميناً لإجراء مشروعنا وحفظاً لكلمتنا المجموعة أن تتفرق.
وما عرفناه أن من شروط الحرية رفض المناصب بتاتاً والكبر على الوطن بترك خدماته بل عهدنا أشد غلاة الحرية في أوربا يقبل المنصب مع الافتخار وهو قد كان بالأمس أشد المنافقين تسخطاً على الحكومة وإنما يرفض الحر أن يدخل في الحكومة في حالة عدم توفر شرطه والرضى بمشروعه فهو لا يبيع المبادئ بالمناصب.
فأما نحن وقد أعلن دولة المتصرف الدستور وباشر العمل به وتلقى مشروعنا بالقبول التام وانتدبنا لإجرائه فلم نجد مانعاً من الإجابة لأننا أحرص على إجراء مشروع نحن وضعناه أو ممن لبثوا ينادون بمقاومته نحواً من شهرين.
وإن ان للشعب إرادة في هذا الوقت كما هو معلوم ومحسوس فما كان المنكر إلا أن يخالط الشعب الذي هو وحده صاحب المصلحة وله وحده حق الطلب فيعلم حينئذ ما هي إرادة الشعب.
هذه هي الحقيقة إن أراد المعترض حقيقة. فأما إذا كان المقصود من نحت أسلتنا فتح أبواب المناظرات في الجرائد تسلية القراء ووسيلة للأخذ والرد فقد دخلت المسئلة في دور آخر لا يتعلق بمصلحة الأهالي ونكون حينئذ معذورين في الأمساك عن الجواب.
قائمقام الشوف