بكري الكردي
مطرب وملحن
النشأة والولادة
ولد بكري الكردي في جسر الشغور في محافظة ادلب عام 1909م.
ينتمي لأسرة كانت تقطن في حلب وغادر والده حلب واستقر في جسر الشغور طلباً للعمل.
التعليم والدراسة
أمضى بكري طفولته في جسر الشغور، ودرس فيها الابتدائية.
بدل اسمه من بكار إلى بكري عندما دخل على الحياة الفنية.
ارتاد بكري وهو في سن مبكر المساجد والتكايا والزوايا ولم يكن دافعه القيام بواجباته الدينية فحسب، بل حضور الأذكار والاحتفالات الدينية الأخرى، جذبه إليها ما يصحبها من أناشيد، وتراتيل، وأنواع الغناء الديني من قصائد، وموشحات، وقدود..
تلقى على يد الشيخ عبد الحميد الموري مؤذن المسدد العمري في حلب بعض الموشحات والقدود، وشيئاً من علم النغمة، وأصول الإيقاعات.
وأخذ الكردي عن سامي صندوق، عازف القانون الحلبي أصول العزف بآلة العود.
أكمل علومه الأخرى إلى جانب دراسة قواعد التدوين الموسيقي على يد الموسيقار الشيخ علي الدرويش.
لم يتوقف تعليم الكردي عند هذا الحد، لأنه تلقى على نحو مباشر وغير مباشر كثيراً من أنواع الموسيقى والغناء من فناني حلب المشهورين الكبار.
صدح صوته من على مئذنة التكية المولوية بالأذان، إذ كان صوته جميلاً يقطر عذوبة وحناناً يتفرد بنبرات شديدة الخصوبة، تعرفه الأذن غير المدربة بكل يسر وسهولة.
الحياة العملية
اشتغل في بداية حياته مؤذناً، ثم تحول على العمل في المسارح والملاهي، إلا أن هذه الخطوة لاقت معارضة شديدة من أهله دفعته بداية إلى تغيير اسمه الأصلي.
اضطر إلى أن يتوقف عن الغناء في الملاهي الليلية، وافتتح محلاً تجارياً لبيع الأقمشة لم يدم عمله به طويلاً، فقد حنَّ إلى العمل الفني فأغلق المحل وعاد إلى الغناء في الملاهي الليلية.
بعد أن تزوج الكردي وأنجب أبناءً زاد استنكار أفراد عائلته لعمله ذاك، فاضطر إلى ترك الملاهي الليلية نهائياً، وعاد إلى جلسات الذكر والاحتفالات الدينية، وكان آخر أعماله الأذان في جامع بني أمية الكبير في حلب.
اقتصر نشاطه الفني بعد ذلك على التلحين، وتقديم المعونة الفنية لمن يرغب من هواة النغم في المعرفة والعلم.
اتبع بكري الكردي المذهب التعبيري في التلحين وسار معه في الطريق نفسه كميل شمبير.
كما تبنى الكردي الاتجاه ذاته ونقل الجملة الشعرية إلى جملة أو جمل لحنية، وطوّعَ ألحانه، فكانت ألحانه متفردة في بنائها وصياغتها.
لحن الكردي لعدد من الشعراء، منهم: الدكتور فؤاد رجائي، وأبو القاسم الشابي، وعبد الكريم الناعم، وصديقه حسام الدين الخطيب الذي لحن له عدداً من القصائد باللغتين الفصحى والمحكية، وغيرهم كثير.
كما غنى من ألحان الكردي عدد كبير من المطربات منهن فيروز الحلبية، وماري جبران، وليلى حلمي، والنجمة السينمائية المطربة نور الهدى، وهي واحدة من تلاميذه، وهدى العطار، وغيرهن.
كما غنى له عدد كبير من المطربين، منهم صبري المدلل، ومصطفى ماهر، ومحمد خيري، وصباح فخري، وسمير حلمي وغيرهم.
وقد غنَّى عدد من المطربين منذ ثلاثينات القرن العشرين أغنية «إبعت لي جواب وطمّني»، أطلقها مجدداً المطرب صباح فخري، ومازال يرددها عدد كبير من المطربين والمطربات في الوطن العربي حتى اليوم. ولحن على قالب الدور المصري «القلب مال للجمال» من كلمات حسام الدين الخطيب وغناء صباح فخري، غير أن طابع اللحن كان سوري المنبت والهوية.
الجوائز والتكريم:
كرمه مهرجان الأغنية السورية الثاني في حلب عام 1995، وقدم له موشح «أقبل الصبح يغني للحياة الناعسة» من شعر أبي القاسم الشابي وغنته المطربة هدى العطار.
كتُب عن بكري الكردي
ورد عند العلامة خير الدين الأسدي في «موسوعة حلب المقارنة» أن بكري الكردي كان واحداً من مجموعة ضمت الفنانين: الشيخ علي الدرويش، وأحمد الأبري، وعمر البطش، والشاعر حسام الدين الخطيب الذين كانوا يجتمعون ليلاً في دار واحدة من هواة الفن في حلب بهدف تدوين موسيقى الموشحات، وضبط خلل الإيقاعات في كتاب مؤتمر الموسيقى العربية الأول الذي عقد في القاهرة سنة 1932(1).
الموشحات والأغاني
من أغانيه:
دور القلب مال للجمال
دور القلب مال للجمال 2
دور القلب مال للجمال 3
إبعتلي جواب
إبعتلي جواب 2
ليه القمر سهران
موشح أحن شوقا
قصيدة صاح في العاشقين
قصيدة صاح في العاشقين 2
قصيدة يا سعد لك السعد
قصيدة ياسعد لك السعد 2
أنا هويته و انتهيت
أنا هويته و انتهيت -تسجيل مختلف
سلم الله على
موشح أقبل الصبح يغني
موشح أنا لا اسمع المليم
موشح رماني بسهم هواه
وفاته:
توفي في حلب عام 1979م.
(1) جميل ولاية، الموسوعة العربية، وخير الدين الأسدي، موسوعة حلب المقارنة، المجلد السادس (جامعة حلب 1987).