وثائق سوريا
نداء الجميعة السورية العربية في باريس إلى الشعب الفرنسي عام 1926
نداء إلى الشعب الفرنسي الكريم
مع إندلاع الثورة السورية الكبرى في سورية ضد الاحتلال الفرنسي في عام 1925م، نشرت الجمعية السورية العربية في باريس نداء إلى الأمة الفرنسية بعد أن طبعته بحروف كبيرة واضحة على إعلانات كبيرة وألصقته في جميع شوارع المدينة.
نص النداء:
“أيها الفرنساويون:
إن سوريا اليوم تستصرخ حبكم للحرية والعدل وتلتمس مساعدتكم لتأييد مطالبها الوطنية الحقة ولها رجاء قوي بأن صوتها سيسمع، وأن ثقتها بكم لا تخيب.
أيها الفرنساويون:
إنهم يخفون عليكم الحقيقة عن سوريا، وأن بعض الصحف المأجورة من كبار أصحاب الأموال تصور لكم هذه البقعة الصغيرة من الشرق مأهولة بأناس متعصبين متأخرين تمزقهم المنازعات الداخلية، وهي تصب على الشعب السوري الذي كانت تمتدح فيما مضى ذكائه كل أنواع التهم والشتائم.
إن هذا الشعب الذي كان يستحق كل اكرام وعطف قبل الحرب العالمية لم يعد يستحق اليوم في نظر تلك الصحف لا حرية ولا استقلالاً!
أيها الفرنسيون!
إنكم تعلمون جيداً أسباب هذا الإنقلاب فلا نزيدكم به علماً، وإنما أذكروا فقط أنكم عند أول دعوة اذعتموها في العالم المتمدن لبى دعوتكم 15 ألف سوري فجاؤا يقاتلون إلى جنبكم على الأرض الفرنساوية دفاعاً عن حق وحرية الشعوب. وإن 100 ألف غيرهم خدموا في الشرق في صفوف الحلفاء فكانوا في حربهم معكم يعملون أيضاً لتحرير وطنهم واستقلاله ولم يخطر على بالهم أبداً بأنهم جاءوا يستبدلون سيداً بسيد أو سلطة بسلطة.
أيها الفرنساويون!
أن السوريين يتوقون إلى الحرية ويرغبونها بكل حرارة، فإذا ما قاموا يحاربون اليوم أصدقاءهم وحليفتهم بالأمس كان ذلك على كره منهم وهم بكل مرارة يرون أنفسهم مضطرين لأن يطالبوا بحريتهم تلك الأمة العظيمة التي ما فتئت خلال القرون الأكثر ظلاماً في التاريخ تحمل دائماً لواء الحرية واستقلال الشعوب.
إننا نتطلب الاستقلال التام فوضعنا تحت حكم انتداب ينم عن روح فتح واستعمار.
كانت سوريا واحدة، فأصبحت مقسمة.
كانت تعتقد بالحق، فخدعت
أيها الفرنساويون!
إن هذه الحالة لا يمكن أن تدوم، إنها لا تطاق، انكم لا تريدونها أيضاً، ونحن لا نستطيع احتمالها. فساعدونا على إيجاد سوريا واحدة غير مقسمة ضمن حدودها الطبيعية تتمتع بسيادتها واستقلالها التأمين وبذلك:
تقتصدون في أموالكم
وتحقنون دم أولادكم الثمين
وتصلن مصالحكم
وتكتسبون إلى الأبد صداقة الشعب السوري واعترافاته بالجميل
فتحي سوريا المستقلة
ولتحمي فرنسا الكريمة
الجميعة السورية العربية في باريس
51 شارع سان مارسيل