وثائق سوريا
رسالة أوليفاروجيه إلى الرعايا الفرنسيين في سوريا بمناسبة رأس السنة الميلادية عام 1943
في الساعة التاسعة والنصف مساء يوم الحادي والثلاثين من كانون الثاني عام 1943 أذاع الكولونيل أوليفاروجيه المندوب الفرنسي في دمشق وقائد منطقة سوريا الجنوبية رسالة من إذاعة دمشق بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة، وهذا نصها:
يا فرنسيي سوريا
للمرة الخامسة منذ أن بدأت الحرب يجدنا عيد الميلاد وعيد رأس السنة بعيدين عن وطننا.
عيد الميلاد ورأس السنة، هذان العيدان العائليان، اللذان كانا في الماضي مملوءين بالبهجة والغبطة، قضيناهما في السنوات الأخيرة، في الوحدة، وفي الآلام معتمدين فقط على آمل كبير وهو أن الجنرال ديغول قد نهض بنا فوق العزلة، محتفظين بإيماننا بعدالة الآله.
ولكننا هذا المساء ننتظر مبتهجين السنة الجديدة، لأن العالم ينتظر نهاية الشر، كما تنتظر فرنسا نهاية ليلها.
فتحت ضربات الحلفاء بدأت قوى الاستبعاد تنهار، وقبس التحرير بدأ يشع، وتحرير بلادنا بات قريباً.
أما نحن فرنسيي سوريا، فلم يبق أمامنا سوى ظل بسيط هو خشيتنا ألا نكون.. عمال الحرية. لقد وضعنا القدر بعيداً عن ميادين المعركة، ولكن أمامنا مهمة أخرى أقل فخراً حتماً، ولكنها قد تكون أكثر صعوبة على أنها على كل حال ذات فائدة كبرى لبلادنا. يجب أن نحتفظ بصداقة لفرنسا هي صداقة سوريا.
لقد عرفت سوريا استقلالها المعترف به، وهي تنال من فرنسا ومن فرنسا وحدها صلاحيات سيادتها.
وقد سلم الجنرال كاترو باسم زعيم فرنسا الجديدة المخلصة لتقاليد فرنسا الدائمة لهذه الدولة الفتية التي تدخل في مجموعة الشعوب الحرة، الصلاحيات التي كانت بيدنا.
ونحن الآن ضيوف شعب دللناه على الحرية، ضيوف شعب نريد أن نكون له عوناً لا عقبة.
وعلينا نحن، فرنسيي سوريا كل في مركزه، أن نبرهن لأصدقائنا السوريين مدى إخلاص وكبر الخطوة التي خطتها سوريا.
أريد أن أقول اليوم أكثر من أي وقت آخر أنه يجب أن نقوي إرادتنا لنظل أهلاً للأمة الكبرى التي نتشرف بالإنتماء إليها.
في علاقاتنا مع السوريين لن ننسى أن فرنسا إذا كانت كريمة، فإن سوريا فخورة، وأن العرب وصفوا الإعتراف بالجميل في مقدمة فضائلهم ومزاياهم.
إنني أطلب إلى أصدقائنا السوريين، وأطلب إلى فرنسيي سوريا، أن يحيوا جميعاً بصوت واحد السنة الجديدة. فهذه السنة تسجل الإعتراف باستقلال سوريا ونحن ننتظر بعد هذا انبثاق العظمة الفرنسية من جديد.