بطاقات بحث
طاحونة رحى الغزالة في حماة
تميزت مدينة حماة بتنوعها التاريخي عموماً و بالعديد من المزايا الرائعة كالأبنية التاريخية ومنها الطواحين والنواعير وقد وصل عدد الطواحين فيها وحولها إلى إحدى وثلاثين طاحونة أو رحى للطحن يسيرها الماء ، ومن هذه الطواحين طاحونة رحى الغزالة.
تقع طاحونة رحى الغزالة على الجهة الشرقية من مقهى الروضة عند جسر المراكب المؤلف من 8 قناطر وطوله 46 متر تقريبا و عرضه ما يقارب 7.5 امتار تقريبا الذي بناه الملك المنصور الآول الذي توفي في 617 هـ و دفن في الجامع الاعلى و من ثم بجواره ابنه المظفر الثاني , و هو محمد بن المظفر الآول تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب مع سوق المنصورية ( سوق الطويل حاليا).
تتكون هذه الطاحون من طابقين الطابق الاول القبو في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي تم تحويل القبو الارضي للطاحون الى مسبح مغلق و شعبي وبسيط جدا ذو احواض يرتاده العامة والخاصة من اهل حماه مع حلول فصل الصيف واشتداد الحر وكان باجر زهيد وعلى جدرانه دقت مسامير ليعلق عليهم ثياب السابحين وسمي باسم مسبح ابو علو او حمام ابو علو وكذلك يأتيه الناس لاستئجار القوارب الخشبية الصغيرة و تسمى بـ (حسكه) من اجل التنزه بنهر العاصي و لذلك كان يظن بعض الناس انه سمي بجسر المراكب لهذا السبب.
أما الطابق الثاني فهو مكون من قاعة كبيرة ذات عدة نوافذ مطلة على العاصي وشرفة من جهة ناعورة الجسرية و حول الى مقهى يجتمع فيه كبار الزوار والضيوف من ساسة و مثقفين وعلماء وأدباء و شعراء ليستمتعوا بمنظر بهي أخاذ قل نظيره مقابل بستان أم الحسن وإطلالته البديعة على العاصي وناعورة المأمورية وحجريتها وقناطرها العالية ثم ناعورة الجسرية.. ثم تم هدم الطابق الثاني الحجري وتم بنائه من جديد بشكله الحالي وحول الطابق الارضي الى صالة لعرض اللوحات الفنية والمعارض والنشاطات الثقافية.
قام ببنائها العالم الفلكي و المهندس الشيخ الفقيه علم الدين قيصر تعاسيف بأمر من الملك المظفر الثاني محمود ابن الملك المنصور محمد بن تقي الدين عمر وقد صممت هذه الرحى بحيث عمل لها صورة أسد (كما بالصورة المرفقة ) من حجر نافر وذلك بالقرب من سطح الماء من الجهة الغربية للطاحون و حجز الماء بحواجز ليعلم أصحاب الرحى من هذا الحجر سير رحاهم إذا طغى النهر فمتى غمر هذا الحجر بالماء لا تبقى رحى دائرة ومتى غيض الماء عنها علموا أن الرحى مشت (1).
(1) مهدي وليد الشققي، المدينة المنورة 10 /3 /2022، المصادر والمراجع التي تم الإعتماد عليها ايضاً:
– المدن والآثار الإسلامية في العالم المؤلف: أحمد الخالدي ص 161 و الويكيبيديا الموسوعة الحرة
– أعلام المهندسين في الإسلام، أحمد تيمور باشا، مؤسسة هنداوي، 2012، ص37
– و تصنيف مواليد 574 هـ و تصنيف وفيات 649 هـ
– كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان – ج ٥ – الصفحة 315 و بعض المقالات بصحف دورية
– تاريخ ابي الفداء)