أحداث
إغلاف الحدود السورية مع لبنان عام 1962
في شهر كانون الأول عام 1962 اندلعت اضطرابات ومظاهرات في درعا ودمشق، وتصاعد خلافات بين كتل سياسية وعسكرية في سورية، وعلى أثر تلك التطورات أجرت الحكومة عدة اجراءات منها إغلاق الحدود مع لبنان منعاً لوصول عناصر متورطة في تطور الأحداث من لبنان إلى سورية.
أغلقت السلطات الأمنية السورية الحدود مع لبنان إعتباراً من الساعة السابعة من مساء الثالث عشر من كانون الأول عام 1962م.
وصرح مصدر رسمي في قوى الأمن بأن إغلاق الحدود السورية مع لبنان هو تدبير احترازي مؤقت، وقالت أن الغاية منه هي منه ما وصفته بأنه :(تسرب هدام تغذيه وتشرف عليه الأجهزة الناصرية المعادية وراء الحدود).
واضافت المصادر تقول أن الحدود السورية مع لبنان الأخرى والمطارات السورية والموانئ لم تغلق وأن أعمال السفر سائرة فيها كالمعتاد، وأكدت أن سلطات الأمن اتخذت تدابير شديدة واسعة لقمع أية فتنة واحباط أية محاولة للتسرب أو التسلل عبر الحدود.
وأعلنت مصادر حكومية سورية أن تعليمات صدرت إلى المخافر السورية على الحدود اللبنانية تقضي بالسماح لغير السوريين بمغادرة الأراضي السورية إلى لبنان إذا رغبوا في ذلك إعتباراً من بعد ظهر الرابع عشر من كانون الأول.
وفي بيروت صرح فيليب تقلا وزير الخارجية مساء الرابع عشر من كانون الأول بأن إغلاق سوريا لحدودها مع لبنان هو تدبير أمني داخلي لا يتعلق بلبنان. وأكد أن الدكتور فؤاد عمون الأمين العام لوزارة الخارجية اتصل أمس بوزارة الخارجية السورية واتفق معه على السماح لسيارات الشحن التي تنقل المواد الغذائية بين البلدين بدخول الحدود والخروج منها.
وذكرت مصادر إعلامية في عمان نقلاً عن مصادر وزارة الخارجية أن الوزارة أجرت أمس اتصال مع السفارة الأردنية في دمشق للوقوف على الحالة في سوريا.
وجرى اتصال بين وزارة الخارجية الأردنية والسفار الأردنية بدمشق بغية السماح لرعايا الأردن ووسائط النقل الأردنية باجتياز الحدود اللبنانية – السورية في طريقهم إلى بلدهم.
وقام سفير الأردن بدمشق باتصالات مع وزارة الخارجية السورية لاستثناء الأردنيين من منع اجتياز الحدود اللبنانية السورية.
وصرح الدكتور حازن نسيبة وزير الخارجية أن السفير الأردني بدمشق قابل ناظم القدسي رئيس الجمهورية حيث بحث معه موضوع تأمين مصالح الأردنيين في دمشق والمسافرين من الأردن إلى لبنان عن طريق سورية إثر إغلاق الحدود بين لبنان سورية(1).
فتحت الحدود بوجه السوريين المقيمين في لبنان والراغبين في العودة إلى بلادهم في الخامس عشر من كانون الأول.
افتتحت الحدود من جديد، واستؤنفت عمليات السفر بين البلدين بطريق السيارات إغتباراً من ظهر يوم السادس عشر من كانون الأول.
أعلن نبأ فتح الحدود اللواء عزيز عبد الكريم وزير الداخلية، وقال أن السلطات السورية تسمح الآن للسوريين الذين لهم علاقات ضرورية أو اضطرارية بالسفر إلى لبنان.
وأعلن في بيروت في السادس عشر من كانون الأول أن الحدود السورية فتحت في وجه الأجانب من غير العرب بالإضافة إلى السوريين وقال مصدر رسمي لبناني أن الحدود السورية كانت حتى الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم السادس عشر مقفلة في وجه اللبنانيين وغيرهم من رعايا الدول العربية(2).
(1) صحيفة الجهاد، العدد 2917 الصادر في الخامس عشر من كانون الأول 1962
(2) صحيفة الجهاد، العدد 2919 الصادر في السابع عشر من كانون الأول 1962