بطاقات بحث
موقف العراق من إنقلاب الثامن من آذار 1963
أيد المجلس الوطني لقيادة الثورة العراقي الإنقلاب الجديد في سورية الذي جرى في صباح يوم الجمعة الثامن من آذار عام 1963م.
وأصدر المجلس بياناً في الثامن من آذار، اعترف فيه بالحكومة الجديدة التي قامت، ووصف الإنقلاب بالثورة وذكر أنها منبثقة من الحركة الثورية العربية. كما أكد البيان استنفار الجيش العراقي يسانده الملايين من أبناء الشعب دفاعاً عن (الثورة السورية) وحمايتها من الأخطار. وأوضح البيان أيضاً إلى أن المجلس الوطني لقيادة الثورة في العراق يعتبر أن أي عدوان على الثورة السورية عدواناً على العراق يرده بشدة ويعتبره إعلاناً للحرب على العراق(1).
وأرسل المجلس الوطني لقيادة الثورة في العراق وفداُ رسمياً رفيعاً إلى دمشق. وفي يوم الأحد العاشر من آذار وصل الوفد العراقي الذي ترأسه صالح السعدي نائب رئيس الحكومة العراقية،ووزير الداخلية، وعضوية كلاً من:
الفريق الركن صالح مهدي عماش وزير الدفاع
طالب حسين شبيب وزير الخارجية
اللواء الركن طاهر يحيى رئيس الأركان العامة للجيش العراقي
الزعيم الركن عبد الغني الراوي قائد الفرقة المدرعة السادسة
العقيد الركن المظلي عبد الكريم مصطفى قائد الفرقة المدرعة الرابعة
المقدم الركن صبحي عبد الحميد مدير الحركات العسكرية
مقدم الجو منذر توفيق الهنداوي القائد العام لقوات الحرس القومي وزعيم الشرطة
فاضل السامرائي آمر القوة السيارة
الدكتور حمدي عبد المجيد
جعفر قاسم حموده عن صحيفة الجماهير العراقية
كان في استقبال الوفد العراقي لجنة رسمية على رأسها نهاد القاسم نائب رئيس مجلس الوزراء، وكلاً من:
جمال الأتاسي وزير الإعلام
سامي الدروبي وزير التربية والتعليم
العميد أركان حرب محمد الطوخي وزير الدفاع
الفريق أركان حرب لؤي الأتاسي القائد العام للجيش والقوات المسلحة
اللواء أركان حرب راشد قطيني نائب القائد العام
اللواء أركان حرب زياد الحريري رئيس الأركان العامة
أعضاء السفارة العراقية بدمشق
ميشل عفلق، ورؤساء البعثات الدبلوماسية وعدد كبير من المسؤولين.
وممثلون عن المجلس الوطني لقيادة الثورة.
تبادل القاسم والسعدي كلمات الترحيب ثم اتجه الوفد بعد ذلك إلى قاعة الإجتماعات في مبنى رئاسة الأركان حيث وصل أيضا صلاح الدين البيطار رئيس الحكومة.
قدم رئيس الوفد العراقي أثناء كلمة ألقاها بحضور البيطار ثلاثة إقتراحات لتعزيز التعاون في المجالين العسكري والسياسي بين العراق وسورية والجمهورية العربية المتحدة واليمن والجزائر. وقال أن المجلس الوطني لقيادة الثورة في العراق هو الذي أعد هذه الاقتراحات وكأنه يعرضها للبحث مع الحكومة السورية لتوثيق العربية.
وكانت هذه الاقتراحات :
أولاً – مشروع بيان مشترك مع الجمهورية العربية المتحدة، الجزائر، اليمن وسورية بإعطاء الجيوش في هذه الدول حق التدخل دون إنذار وإجتياز حدود أي بلد من البلدان الخمسة عند تعرضه إلى عدوان خارجي أو مؤامرة داخلية يساعدها للإطاحة بالحكومات التقدمية.
ثانياً – تشكيل قيادة عسكرية مشتركة يلحق بها ضباط ارتباط يمثلون أركان الجيوش الخمسة يكون اختصاصها وضع الخطط للتطبيق العملي ووضع سياسة التسلح والتدريب والتجهيز والتخطيط لهذه الجيوش.
ثالثاً – تشكيل قيادة سياسية عليا للتخطيط السياسي في الدول الخمس.
ووصف السعدي في كلمته هذه الاقتراحات بأنها ليست إلا لبدء السير في طريق الوحدة العربية من المحيط إلى الخليج. وقال أن المجلس الوطني لقيادة الثورة في العراق يعلن أنه آن لأمتنا أن ترفع عن ظهر وطننا العربي كل آثر من آثار التخلف والاستعمار.
وأذاع راديو دمشق تسجيلاً للكلمة التي ألقاها البيطار رداً على كلمة السعدي، وأشار البيطار في كلمته إلى اقتراحات السعدي، وقال ثقوا بأن ما ذكرتم من مقترحات هو نفس ما يجيش به صدر المجلس الوطني لقيادة الثورة في سورية ولن نجد أية صعوبة في الإلتقاء على هذه المبادئ، والإلتقاء على تنفيذها. فإهلاً بكم العراب والجمهورية المتحدة والجزائر واليمن. وأشار البيطار إلى موقف العراق من الثورة فقال أننا لم نفاجأ بهذا الموقف من العراق الشديد، لم نفاجأ بهذا الدعم الكبير من العراق. لقد كان منتظراً طالما أن ثورة 14 رمضان كانت ثورة قومية على الإنعزالية والشعوبية والإقطاع والرجعية والإنتهازية. ثورتنا هنا تحمل ذات الطابع، خطوة العراق كانت الأولى وخطوتنا الثانية.
وبعد تبادل الكلمات بين البيطار والسعدي أخليت القاعة وعقد إجتماع بين الجانبين العراق والسوري واستمر من الساعة 11 صباحا وحتى 11.45 دقيقة ثم غادر الوفد العراقي مبنى القيادة العامة إلى قصر الضيافة وسط جمهور كان يحمل أعلام العراق وسورية والجمهورية العربية المتحدة واليمن والجزائر(2).
عقد علي صالح السعدي نائب رئيس الحكومة العراقية مؤتمراً صحفياً بعد ظهر الاثنين الحادي عشر من آذار في قصر الضيافة بدمشق أجاب فيه على الأسئلة التي وجهت إليه من الصحفيين ومراسلي الإذاعة ووكالات الأنباء. أجاب في مستهل المؤتمر على سؤال يدور حول المقترحات التي حملها الوفد العراقي، بقوله أن هذه المقترحات التي طرحت في دمشق إنما طرحت على الدول العربية الخمس الاشتراكية. فالمشروع موجه للجميع ومن الطبيعي ألا نتلقى رداً على المقترحات بهذه السرعة وإن كنا نتوقع الرد عليها في الأيام القادمة عليها في الأيام القادمة. وبعد ذلك رد على سؤال حول الاقتراح الخاص بتوحيد القيادات العسكرية بين العراق وسورية والجمهورية العربية المتحدة والجزائر واليمن، فقال أن هذا الاقتراح في الواقع مشروع، وعندما يبحث المشروع ستظهر كل القضايا التي يمكن أن تتعارض معه وعند ذلك يكون الحل(3).
(1) نص بيان قيادة المجلس الوطني لقيادة الثورة في العراق بمناسبة قيام ثورة الثامن من آذار في سورية، نقلاً عن الحصري وخوري، الوثائق العربية، مرجع سابق، الجزء الثاني ، ص 42.
(2) صحيفة المنار، عمان، العدد 843 الصادر يوم الاثنين 11 آذار 1963
(3) صحيفة المنار، عمان، العدد 844 الصادر يوم الثلاثاء 12 آذار 1963
انظر:
نص اعتراف الحكومة السورية بثورة 8 شباط في العراق