أعلام وشخصيات
أحمد الملاح
أحمد آغا الملاح:
هو يوزباشي الجاندرما (قائد قوات الدرك برتبة نقيب) بقضاء حمص في العهد العثماني، وذلك في فترة العقد الأخير من القرن التاسع عشر (1890).
ذكره في الصحف:
صحيفة لسان الحال العدد الصادر في الثامن من أيلول عام 1890م:
منذ أربعة أشهر ونيّف سرق أربعة صناديق ونصف من الذخائر الحربية الموضوعة ضمن الطوبخانة (مقرّ المدفعية) العسكرية، فتشكل مجلس عسكري من الضباط الموجودين بحمص وبحثوا في شان المسروق وحضر بينهم يوزباشي جندرمة القضاء رفعتلو (صاحب الرفعة) أحمد آغا الملاح، الذي أعمل الفكرة وبذل جهده لإظهار المسروق والسارقين، إلا أنه بهمته وثمرة إقدام الضباط الذين اهتموا لهذا الأمر كثيرًا صار التوصل لمعرفة السارقين الذين هم من بعض أنفار العسكرية المشترك معهم بعض الأهالي، وقد نالوا المجازاة الصارمة، كما وأنه قد تمكن جناب الآغا من إيجاد المسروق الذي أرجع لمحله. الأمر الذي دعا سعادة متصرف اللواء أن يبدي تشكراته من حضرة الآغا الموما إليه من همته بإلقاء القبض على أصحاب الجرائم والسرقات ومرتكبي الموبقات وتحصيله الأموال الأميرية (الحكومية) مع معاملته الأهالي المعاملة الودادية لهو جدير بالنشر، جعلنا أن نلتمس بواسطة جريدتكم الغراء من أولياء الأمور حسن مكافاته تنشيطًا له.
صحيفة لسان الحال العدد الصادر في الأول من حزيران عام 1891:
عندما تكاثرت سرقات دكاكين أنوال الحياكة في شهري كانون الثاني وشباط الماضيين اضطربت لذلك خواطر أكثر التجار مع فريق من الأهالي وعرضوا ما حاق بهم لسعادة قائمقامنا فشمر عن ساعد الجد وأخذ في البحث عن مرتكبي هذه الفعلة السوداء وأمر حضرة يوزباشي ضابطة القضا [المقصود هو أحمد آغا الملاح] بأن يبث الأرصاد ويتخذ جميع الوسائل الآيلة لإظهار السارقين، إلى أن حان الوقت وقيّض الله من كشف لهما الحال وأخبرهما سرًا بأن رئيس عصابة اللصوص اللئيم هو عبد الحليم السقا، ثم وردت لهما ورقة من مخبر صادق بأنه يوجد في إحدى الدكاكين المعينة في الورفة [لعله تصحيف كان يقصد به حي الورشة في حمص القديمة] أربعة أرشاق (أسلحة للرماية) تشغل له جهرًا، فسار الآغا الموما إليه على الفور وصحبته بعض الضبطية (الظابطية، قوات حفظ الأمن)، ولكن لما شعر عبد الحليم بوقوع العين عليه أخذ الأرشاق وفر مسرعًا إلى داره، فتاثره الآغا ومن معه وأخرج الضبطية إلى أسطحة الدار بعد أن طوقها بكوردون (طوق أمني) حتى لا يستطيع الفرار، ووقف على الباب مناديًا صاحبها بأن يخرج، وعند ذلك نبّه أحد الضبطية على السطوح رئيسه الآغا بأن يحترس على نفسه من غدر الشقي عبد الحليم العازم على الخروج من باب داره وبيده الأسلحة النارية، فصرخ الآغا الباسل: أخرج يا عبد الحليم إليّ فأني لا أهتز لك ولو كان معك سبعة مدافع تطلقها عليّ. ففتح المذكور الباب هاجمًا على الآغا وموجهًا الريفولفير (مسدس دوّار) إلى صدره، ولما فتح الباب قبض الآغا على يد الشقي وأخذ السلاح منه وألقى القبض عليه ودخل إلى داره، حيث أخرج من الصناديق والخلايا سرقات شتى متنوعة من ديمة وملس وبرنجك (رز) وحرير مشغول وغير مشغول وأمتعة، فوضعها ضمن أكياس وأخذها معه إلى دار الحكومة (السرايا) حيث حفظت في محل أمين ليصير إرجاعها إلى أصحابها من التجار والأهالي، وهناك زُجّ ذلك الردي في السجن لينال ما جنته يداه، إذ لم يكفه ما قضاه في السجن سابقًا منذ بضعة سنوات عندما ظهرت أيضًا عنده تلك السرقات حتى عاد إلى غيّه ورداءته.
صحيفة البشير العدد الصادر في الثامن من تموز عام 1891:
لقد كثرت التعديات وتعددت السرقات في هذه الأيام الأخيرة، وقد أبان في هذه الأثناء حضرة صاحب الرفعة أحمد آغا الملاح يوزباشي الضابطة من البراعة والفطنة والهمة ما هو جدي بالتقدير والمدح، فإنه بحكمته ونشاطه قد توصل إلى معرفة المعتدين والسارقين وإلقاء القبض عليهم ليلقوا جزاء ما صنعوا، ورجّع (أعاد) الأمتعة المسلوبة إلى أصحابها في مدة يسيرة، فبلسان جريدتكم الغرّاء نثني على همته ودرايته ونرجو له حسن المكافأة.