يعد الشيخ سالم الحلو من السلفين الأوائل في الرقة وعلى يده انتشر الفكر السلفي فيها.
ينتسب الشيخ سالم الى عشيرة السبخة وهي عشيرة شعبانية جاءت الى الرقة حوالي عام 1540م ولد في قرية المقلة عام 1947م.
كان بداية تلقيه للعلم الشرعي في الثانوية الشرعية بحلب وتتلمذ علي الشيخ نسيب الرفاعي.
التحق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في السعودية وتخرَّج منها 1972م، وهناك التقى بأهم مشايخ السلفية منهم ابن باز والشيخ ناصر الدين الألباني 1914- 1999 الذي زار الرقة عدة زيارات في سبعينيات القرن العشرين ومن زارهم في الرقة الشيخ حسين العفيش، وقد أسس مذهبا فكريا أسلاميا يقوم على أساس ان الحديث النبوي هو المرجع الوحيد للاجتهاد الديني. وتأثر بهم تأثيرا شديدا واتبع مذهبهم، حتى أنه تبنى جميع أفكارهم تقريبا.
أصبح سالم الحلو مدرِّسًا لمادة التربية الإسلامية عند عودته من المملكة العربية السعودية ودرَّس في مدرسة عمر بن الخطاب التي تقع في حارة البوسرايا وبعدها انتقل إلى مدرسة منير حبيب في حي الرميلة والقريبة من مكان سكنه.
عُرِف بموقفه المعارض لتصرفات الصوفية ومشايخها، وكان له دور بارز في انتشار الوعي الديني المتعلق بمسائل العقيدة الإسلامية ونبذ الخرفات والشعوذات والبدع التي كانت منتشرة بكثافة في الرقة خصوصاً الطرق الصوفية وابزر تلك الطرق طريقة الشيخ الشعبوي خلف الشوعة، 1914- 2004التي يدعيها بعض المتكسبين من خلال الدين ودخل معهم في مساجلات حادّة أدت إلى شهرته في الرقة.
يعد الشيخ سالم من أبرز الشخصات (السلفية المدخلية) والتي تتميز بولائها الشديد للحاكم ما دام مسلماً، وحرمة قتال الأعداء بغير أمر من الحاكم، حتى أنه سأل في سنة 2004م عند احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق عن حكم قتال الأمريكان كونها دولة محتلة للعراق، فأجاب بالمنع حيث كان يعتبر أن قتال المقاومة العراقية للقوات الأمريكية هو قتال غير مشروع مبررا ذلك بعدم وجود راية للجهاد.
هذه الآراء التي كان يتبناها دفعته للاصطدام مع الحركات الإسلامية الأخرى (السلفية الجهادية – الإخوان – الحركات الثورية)
فيما يتعلق بمسألة منابذة الحاكم المسلم بالسلاح لم يكن رأي الشيخ غريبا عن الفكر الإسلامي عموما، لكن المتأمل يجد اختلاف دقيق له ارتباط بمذهبه فكل ما يتعلق بالسعودية وحلفائها السياسيين لهم خصوصية عن التيار المدخلي وهو التيار الذي يتبناه الشيخ سالم مما ظهر مذهبا مضطربا أما عامة الناس.
كان نظرة العامة للشيخ نظرة متباينة فالمعجبون بالسلفية كانوا شديدي به وبأرائه كون فقه هذه المدرسة قريب من فكر المدرسةالظاهرية وهي أسهل المدارس فهما على العامة أما السلفية الجهادية فكانت ترى فيه شخصا ضالا ومضلا وقريب من منهم باقي الحركات الإسلامية، أما الصوفية فرأوا في منهجهة خروجا عن المألوف وعن السواد الأعظم في ظنهم
من ابرز تلاميذ الشيخ سالم الحلو نصر اللجي الذي سافر الى السعودية بمباركة من الشيخ سالم الحلو .
توفي في الرقة عام 2019م.
