مقالات
حمصي الحمادة: التقويم الرقي .. سنة قرضة الشبل
التقويم الرقي (1).. سنة قرضة الشبل عام 1709 م
من خلال تتبعي (للتقويم الرقي) وجدت أقدم تقويم يتداوله أهل الرقة هو (سنة قرضة الشبل) ، ماقصة هذه القرضة ، وما أسبابها ، وفي أي عام وقعت .
ذكر الأستاذ محمد عبد الحميد يرحمه الله في كتابه القيم عن عشائر منطقة الفرات والجزيرة معرفا بقبيلة الشبل : هم أولاد محمد الحسن الشعبان، وعشيرة الشبل تتوزع في عدة محافظات الرقة وحلب وحماة وبعضهم عائلات كثيرة تعيش خلف الحدود السورية في تركيا.
وأردف قائلا : فخذ التيسان من الشبل ، ويقال : إن فيهم كانت وجاهة البوشعبان .
وذكر الأستاذ وصفي زكريا في كتابه عن عشائر الشام : إن عشيرة الشبل من البوشعبان إحدى عشائر الرقة ، أبناء محمد الحسن الشعبان ، يقيمون في حزيمة وحلو عبد والهيشة شمال الرقة .
و (قرضة الشبل) وقعت عام 1709 م ، والقرضة في لهجة أهل الرقة تعني القضاء شبه الكامل .
وسبب القرضة هذه ذكرها ( الأستاذ محمد عبد الحميد) ملخصا آياها قائلا : كانت قبيلة الشبل تسكن هذه المنطقة وكان شيخهم.يدعى ( تيسان ) ، استطاع أن يحكم المنطقة المحيطة بالرقة ، ولكنه كان ظالما ، لدرجة أن رجاله كانوا يعتدون على من يجاورهم من قبائل البوشعبان ، وبلغت بهم السفاهة أنهم اعتدوا على امرأة كانت تحتطب ( إذ علقوا ذيل ثوبها من الخلف بحزمة الحطب التي كانت تحملها على رأسها فظهرت عورتها إذ كانت النساء آنذاك لايلبسن السراويل ) ، فقصدت تلك المرأة مجلس رجال البوشعبان، وهي بوضعية تخدش حياء الرجال الذين طلبوا منها أن تغطي سوأتها ، فأجابتهم بقولها : ( أين الرجال الذين أستحي منهم) ، وروت لهم ماحدث من رجال تيسان ، فقاموا قومة رجل واحد وأبادوا الشبل ، فسميت تلك السنة (بسنة قرضة الشبل) .
ويؤكد الأستاذ (أحمد الحمود الجابر) وقوع تلك الحادثة بقوله : نتيجة لتصرفات بعض أفراد من الشبل فهي تصرفات مشينة تجاه جيرانهم من عشيرة العيس الظاهر ، فقد قرروا ذبح أفراد عشيرة الشبل، المجاورين لهم ، وأولموا وليمة فدعوا إليها فقطعت أجسامهم وهم يأكلون، وعدد القتلى لايتجاوز من ثلاثة أشخاص آلى أربعة.
وذكر ( الأستاذ محمود الذخيرة) يرحمه الله الرواية التالية :
عندما جاء الحاكم العسكري (كوساباشا) ، واستمع لما قاله ذياب ولد محمد الذياب عن فصول الشبل وتعديهم على أعراض المسلمين ، وبنصيحة وال من الموالي فقد قرر كوسا باشا إعدام تيسان كبير الشبل ، وعندما رأى رجال الشبل ماحصل لشيخهم هربوا جميعا ، وذكر الأستاذ الذخيرة أن الذين قتلوا من الشبل ثلاثة فقط .
قال أبو حازم الحمادة : هذا مجمل الروايات التي وردت في الذاكرة الشعبية عن قرضة الشبل .على افتراض صحة الرواية التي ذكرها الأستاذ ( أحمد الحمود الجابر ) فهي تذكرنا بمذبحة القلعة التي قام بها والي مصر محمد علي باشا في حق المماليك ،
وعقب الأستاذ ( حسن الطعمة.) على ماسبق ذكره، وهو من عشيرة الشبل ،
أن هذه الحادثة المعروفة ب( قرضة الشبل) كثرت فيها الأقوال التي لاتستند في أغلبها إلي حقائق ، وقدأكدلي أحد الثقاة المعمرين بدرايته المعهودة الحقائق التالية :
– لم يكن الشبل على هذه الطباع من العدوانية مع غيرهم أما حادثة المرأة فهي صحيحة قام بها قلة من الصبية السفهاء .
– كانت حادثة (المذبحة) على وليمة وهي أشبه ماتكون بمذبحة المماليك في القلعة كما ذكرت وقد جانب زميلنا محمود الذخيرة رحمه الله الصواب عندما ذكر جيشين متقابلين برايات وعتاد وأذكر أنني تحدثت معه في ذلك وطلبت منه حذفها للأمانة التاريخية.
– كان إعدام (تيسان) بسبب رفضه دفع الضرائب التي فرضتها الدولة العثمانية وأعدم شخص آخر من وجهاء الشبل للسبب نفسه ربما كان اسمه محمدالحسن (غير الجد)
– لم تقم بعض عشائر (العفادلة) بخدعة الوليمة كما ذكرت بعض المصادر وإنما قامت بها أصغرها وهم محدودون من (البوعيسى) وليس كلهم لمشاعر أخرى لن أذكرها شاركتهم فيه بقية القبائل وما حادثة المرأة إلا القشة التي قصمت ظهر البعير.
– عدد القتلى كان أربعة على الأغلب .