مقالات
حمصي فرحان الحمادة: طقوس عيد الأضحى في الرقة
حمصي فرحان الحمادة- التاريخ السوري المعاصر
كان لعيد الأضحى المبارك في السابق بهجة مختلفة، حيث تختصر مظاهره في تقاليد دينية محببة إلى النفس، وعادات اجتماعية تجمع الأهل والأقارب، حيث تنتفي الخصومات والمشاحنات، وتعقد جلسات الصلح بين المتخاصمين.
يستعد أهل الرقة لاستقبال عيد الأضحى مبكراً، فإذا كان أحد من العائلة مسافراً لأداء فريضة الحج يقوم أهله بإعداد الزينة لاستقبال الحاج، ومن يريد أن يقدم أضحيته قرباناً لوجه الله يشتريها قبل عدّة أيام.
” يصوم معظم أهل الرقة في يوم وقفة العيد (الوقوف في عرفة)، وتقوم النسوة بتنظيف البيوت وتعزيلها، وتكنيس الشارع ورشه بالماء.
يذهب الأهالي في صبيحة يوم العيد، وقبل شروق الشمس، لزيارة القبور، وحين يؤوبون يذهب الرجال والصغار لتأدية صلاة العيد، وفي هذه الأيام حتى النسوة يؤدين صلاة العيد في المساجد التي خصصت قسماً خاصاً للنساء.
أما من الناحية الرسمية فكانت هناك ثلة من الشرطة تقف عند (الجامع الحميدي) لتقديم التحية الرسمية للقائمقام الذي كان يحضر الى المسجد لأداء صلاة العيد وبرفقته قائد الشرطة وكبار المسؤولين الحكوميين، ويحضر كذلك مفتي الرقة ومدير الأوقاف وعدد من علماء الشريعة الإسلامية . وبعد انتهاء الصلاة والخطبة يقف القائمقام والمفتي وقائد الشرطة عند المحراب فيمر المواطنون للسلام عليهم ثم يخرج القائمقام حيث تؤدي له ثلة الشرطة التحية الرسمية .
بعد الصلاة تنحر الأضاحي، وتوزع لحومها بحصص متساوية على الأهل والجوار والأقارب، ويجتمع أفراد العائلة الواحدة في منزل كبيرهم، حيث تقدم الأطعمة والحلويات.
من أشهر الأكلات التي تقدم في اليوم الأول، الثريد بنوعيه مع المرق وخبز الصاج، أو مع الرز أو البرغل، والنوع الثاني السييايل، وهي من الأكلات الشعبية التي اختصت بها الرقة، وتتألف من خبز الصاج الثخين، على شكل طبقات ويدلق فوقه السمن العربي والسكر المذاب، وترش عليه القرفة، ويوضع فوقه المكسرات، كالجوز والفستق الحلبي، وتؤكل الكبة النيئة إلى جانبه للتخفيف من حلاوتها.
كانت تقوم النسوة بإعداد حلوى العيد، ومن أصناف الحلوى التي تقدم في أيام العيد (الكليج)، وغالباً ما كانت تصنع في البيوت، أما الآن فتشترى من المحلات “. ألعاب العيد في الرقة..
كانت ألعاب العيد في السابق قليلة جداً، كانت تسير رحلات بالعربيات التي تجرها الأحصنة في محورين محور يبدأ من وسط الرقة باتجاه باب بغداد ومقام التابعي أويس القرني، ومحور آخر يتجه إلى ما بعد جسر الرقة القديم، وكان معظم أهل الرقة يتجمعون بجوار مقام أويس لمشاهدة الامتحان بين الفرق الصوفية، حيث يتبارى أتباع هذه الفرق بضرب أنفسهم بالسيوف (الشيش).
وتعد المراجيح من أبرز ألعاب العيد، وكانت تسمى في الرقة (الليلي)، حيث تنصب في كل حارة أرجوحتها الخاصة، و عند الجلوس في المرجوحة يقف طفلان على طرفيها وكل يدفعها باتجاه الاخر ويردد الاطفال:
ياحج محمد يويا
والديك مصمد يويا
مصمد مصرية يويا
حد الربعية يويا
والربع غالي يويا
مافي مصاري يويا
مصاري العيد يويا
عمي سعيد يويا
سعيد مامات يويا
خلف بنات يويا
بناته سود يويا
شكل القرود يوما
عندي هالوزة يويا
تلقط هالرزة يويا
والرز غالي يويا
مافي مصاري يويا
مصاري العيد يويا
عمي سعيد يويا
سعيد مامات يويا
خلف بنات يويا
وتعاد الارجوزة على هذه الشاكلة