شهادات ومذكرات
من مذكرات أمين أبو عساف: مدرسة سومير للفرسان والمدرعات (11)
من مذكرات أمين أبو عساف: مدرسة سومير للفرسان والمدرعات
تطورت مدرسة سومير مع الزمن حيث كانت للفرسان وأصبحت تضم المدرعات وهي في تطور مستمر.
إن الضباط الذين تخرجوا من سان سير “الكلية المعادلة للكلية العسكرية عندنا” يتبعون دورة فروسية ومدرعات نظري وعملي وقد اتبعات الدورة معهم. عددهم ثلاثون ضابطاً موزعون على فئتين الخامسة والسادسة وكنت مع الفئة الخامسة.
وُزعت علينا مراجع الأنظمة التي سندرسها ضمن جدول عام. لاحظتُ أن الكتب التي سُلمت لي لا تضم كل الأنظمة. وعندما راجعت بهذا الخصوص قالوا: إن هذه الأنظمة لا تعطى للأجانب لأنها سرية. أقنعتهم بأن قطعات الشرق الخاصة تابعة للقيادة الفرنسية وأسلحتها هي أسلحة الجيش الفرنسي وأنا أتبع الدورة حتى أطلع على الأسلحة الحديثة والاضطلاع بدور المدرب فيما بعد. وافقوا على إعطائي كل الأنظمة.
جرى امتحان خطي بمادة نظام الرمي ولم أعط ورقة الفحص! سألتُ عن السبب قالوا: الضباط الأجانب مستمعون ولا يشتركون في الامتحانات.
شرحتُ لهم أننا قد تلقينا علومنا العسكرية باللغة الفرنسية وأنا أتبع هذه الدورة من أجل الفائدة ولا أريد أن يفوتني شيئ. أجبتُ إلى طلبي واشتركت بكل الامتحانات الخطية والعملية.
في كل فروع التعليم شعرتُ أن المستوى لا يختلف بين كلية “حمص” في سوريا و”سان سير” في فرنسا إلا في الآليات فهو معدوم في سوريا. أما ضابط الفرسان خريج “سان سير” فإنه يحمل شهادة قيادة سيارة ومصفحة ودراجة نارية والدبابة مع معرفة ميكانيك هذه الآليات والإصلاحات الأولية.
طلبتُ أن أتخصص مثل أفراد دورتي أجاب الضابط المدرب: هذا صعب إذ ينقصك الكثير من المعلومات ولا تفقه شيئاً في السيارة. اعترضتُ وقلتُ: يجب أن تكون الدورة تامة.
وصل الأمر إلى رئيس الفرع فقام في الوقت المعين لهذه الدروس.. بتعيين مدرب خاص لي للسواقة والميكانيك ودراسة أجزاء السيارة وبعد ستة أشهر أمكنني الحصول على شهادة سوق سيارة ومتابعة دروس الآليات مع رفاقي واتباع برنامج إصلاح السيارات مع الزملاء.
كانت إمكانيات التدريب ممتازة، لكل نوع من الآليات يوجد نموذج للتعليم، المحرك مكشوف وأجزاؤه ظاهرة وفي آخر السنة كان المدرب يعطُل آلية عن قصد. وبطلب من الطالب إصلاحها، ويتمكن أكثرية الطلاب من الإصلاح.
وبالنسبة لدروس الفروسية توجد أماكن واسعة ومسقوفة، حيث السقف مرتفع ويوجد نوافذ من البلور فوق مستوى رأس الخيال من أجل التهوية. الأرض من زبل الخيول الناشف طرية يمكن نكشها باستمرار وكل مكان من هذا النوع يوجد به مستودع لكل أنواع حواجز القفز. يوعز المدرب أن تكون المساحة معدة حسن التمرين المطلوب. كل ضابط يتدرب له حصان خاص بالعمل وعليه أن يدرب حصاناً آخر غير مركوب من قبل ويجعله صالحاً للركوب ويجري فحصاً في آخر السنة تشمل كل الحركات ومنها القفز.
في نهاية العام الدراسي يجري مهرجان عام للفروسية يحوي على سباقات وقفز حواجز فردي وجماعي لكل طلاب المدرسة تشترك فيه فرق من كل قطعان الفرسان في منطقة “تور” العسكرية ضمن مجموعات. وقد اشتركت به في مجموعة أفراد دورتي وحصلت على الجائزة الثانية وهي جائزة رمزية للذكرى أبرزُ صورة عنها في نهاية الكتاب أما بالنسبة للمواد الأخرى فيوجد غرف فيها لوحات تبين كل أجزاء السلاح أو الجهاز.
وفي الخارج الأراضي مناسبة للعمل من أجل التدريب على القتال والتمارين الشاقة في النادي وجدت لائحة لضباط الموقع المتقاعدين. وفيها عنوان الكولونيل “ماسييت” وعلمت أنه أخ الجنرال “ماسييت” أرسلت له بطاقة أطلب مقابلته. عين الوقت وأثناء المقابلة أخبرني أنه كان مدرباً للملازم “حمد الأطرش” عندما كان في المدرسة ولديه أفكار غامضة عن الجبل وأعطاني عنوان أخيه الجنرال “ماسييت” وهو رئيس هيئة التفتيش للفرسان والمدرعات مركزه “الأنفاليد” أي القيادة العامة للجيش بباريس.
اقرأ:
من مذكرات أمين أبو عساف: الثورة العربية الكبرى (1)
من مذكرات أمين أبو عساف : بدايات الحكم الفرنسي في السويداء (2)
من مذكرات أمين أبو عساف : أسباب الثورة السورية الكبرى 1925 (3)
من مذكرات أمين أبو عساف: اشتراك حوران وعرب اللجاة في الثورة السورية الكبرى (4)
من مذكرات أمين أبو عساف: متابعة دراستي وانتسابي إلى الصف الخاص (5)
من مذكرات أمين أبو عساف: الدخول إلى الكلية العسكرية (6)
من مذكرات أمين أبو عساف: الدراسة في الكلية العسكرية (7)
من مذكرات أمين أبو عساف: التخرج من الكلية العسكرية وتعييني في الكوكبة الثالثة (8)
من مذكرات أمين أبو عساف: نقلي إلى كتيبة شمال سورية الكوكبة /25/ (9)
من مذكرات أمين أبو عساف: إجراءات السفر إلى “سومير” (10)