وثائق سوريا
بيان الحزب الشيوعي السوري حول انفصال سورية ومصر 1961
رحب الحزب الشيوعي السوري بإعلان انفصال سورية عن مصر في الثامن والعشرين من أيلول عام 1961م، وأصدر بياناً في الثلاثين من أيلول عام 1961 بهذه المناسبة:
نص البيان:
أيها المواطنون
يا أبناء سورية العربية الأبية
لقد انهار عهد الطغيان والتسلط المصري، فقد سحق الشعب السوري والجيش الباسل حكم الفراعنة الجدد، وتسير سوريا الآن في طريق جديدة، نحو آفاق أوسع وأرحب.
ان الانتصار الذي حققه الشعب السوري، بالتعاون مع الجيش خلال الأيام القليلة الماضية، هو انتصار تاريخي، وقد أحدث دوياً عظيماً في الشرق العربي وفي جميع أنحاء العالم، وسيكون له أثر كبير.
تعبير عن حقد الشعب
لقد وجد الشعب السوري في دمشق وحلب واللاذقية وفي كل مكان من سوريا في حركة الجيش الأخيرة تعبيراً عن حقده على الاستعمار والتحكم الفرعوني.
عبد الناصر يتحمل وزر اراقة الدماء العربية
وآزر الجيش الشعب، وأبدى وحدته وتآخيه مع أبناء وطنه. ولكن حكام القاهرة لم يعجبهم هذا المصير فأرسلوا جيوشاً ومظليين لإعادة الاحتلال إلى سوريا، ولكن الجيش السوري، كان بالمرصاد للجنود الذين وضعهم عبد الناصر في وضع غزاة. وهكذا يتحمل عبد الناصر وز اراقة الدماء العربية بأيدي الجنود العرب كما يتحمل وزر إراقة دماء عشرات المناضلين في سجون سوريا وفي كل مكان.
تسلط واستعمار
ان حكام القاهرة يتباكون اليوم على مصير العروبة، وعلى الوضع الذي آلت إليه سوريا، ولكن الشعب يعرف ان علاقتهم بسوريا كانت تسلطاً واستعماراً، وقد تسترت زمناً طويلاً بستار الوحدة العربية والوحدة العربية منها براء.
التنكيل بجميع الفئات الوطنية
لقد نكل الحكم الناصري بالسوريين بالجيش، بالعمال، والفلاحين والمثقفين والطلاب، وبجميع الفئات الوطنية الأخرى، وقام بتخريب الاقتصاد، ومهد للسيطرة عليه سيطرة تامة لمصلحة البورجوازية المصرية.
وفي عهد الناصرية، وعرقل تنفيذ الاتفاقية الاقتصادية مع الاتحاد السوفياتي، وفي عهدها أيضاً فتحت السجون للألوف وقتل المواطنون الشرفاء في أقبية المباحث واستخدم الأخ ضد أخيه.
وفي عهد التحكم الناصري خربت الجبهات الوطنية المناضلة ضد الاستعمار، وضرب التضامن العربي ضد الاستعمار، وجرى التساوم مع المستعمرين، وفتحت الأبواب أمام رساميلهم.
شهداء كفاح الشعب السوري ضد الديكتاتورية
وكان من الطبيعي أن يقاوم السوريون ذلك ببطولة، وكان من الطبيعي أن يكون الحزب الشيوعي السوري في الطليعة بين الذين قدموا الضحايا وخاضوا معارك النضال ضد الديكتاتورية الناصرية وتحدوا ارهابها منذ أول عهدها، فقد استشهد في أقبية المباحث تحت التعذيب القائد العربي الكبير الرفيق فرج الله الحلو، وهز مقتله العالم العربي والتقدمي بأسره، كما استشهد ايضاً تحت التعذيب الرفاق الأبطال سعيد الدروبي ومحي الدين فليون وجورج عدس.
وبقي عشرات السجناء في سجن المزة يقاسون التعذيب الجهنمي طوال عهد الديكتاتورية الناصرية، وقد عبروا بصمودهم عن مقاومة الشعب السوري وعن روحه البطولية واعتزازه بكرامته.
خير وسيلة لصيانة الانتصار التاريخي
ان الشعب السوري الذي قاسى محنا كثيرة والذي حقق انتصاره التاريخي ضد الديكتاتورية يرى أن خير وسيلة لصيانة هذا الانتصار هو في إقامة حكم وطني دمقراطي معادي للاستعمار يستند إلى انتخابات نيابية حرة ينبثق عنها مجلس وحكومة للجمهورية العربية السورية، حكم يستند إلى الشعب وقواه الوطنية والتقدمية ويطلق الحريات الدمقراطية “حرية الرأي والصحافة والأحزاب والجمعيات والنقابات” ويلغي جميع المراسيم والقرارات والقوانين الاستبداية التي أصدرها الحكم الفرعوني، ويظهر أجهزة الحكم والإدارة من عملاء الديكتاتورية الناصرية، ويعاقب المجرمين الذين أذلوا الشعب وقتلوا خيرة المواطنين فهي سراديب وأقبية المباحث، ويطلق سراح المعتقلين الوطنيين، ويعيد إلى الخدمة العسكرية الضباط الوطنيين الذين سرحتهم الديكتاتورية الناصرية. حكم ينهج سياسة وطنية معادية للاستعمار وأحلافه ويعمل للتضامن العربي ضد الاستعمار ومن أجل السلم، ومساندة كل حركة وطنية تحررية. حكم يبعث الاقتصاد الذي خربه ونهبه حكام القاهرة بسير سوريا في طريق التصنيع الحقيقي الذي يدعم الاستقلال السياسي.
حكم يوطد مكاسب العمال والفلاحين ويعيد لهم ما سلب من حقوقهم وحرياتهم، ويعمل على رفع مستوى الشعب المادي والروحي، ويؤدي إلى ازدهار العلم والثقافة والاخلاق ويقضي على بقايا التفسخ والانحلال التي نشرها الحكم الفرعوني في سوريا، حكم يكون حكم الشعب حقاً وصدقاً.
ضرورة الجبهة الوطنية
والحزب الشيوعي الذي ناضل ابداً ودائماً في هذا الاتجاه يرى أن مثل هذا الحكم لا يمكن قيامه إلا بالاستناد إلى جبهة وطنية تضم مختلف القوى والاتجاهات الوطنية من أي حزب أو فئة.
اليقظة ورص الصفوف
وهو يدعو الشعب وجميع الوطنيين لمضاعفة يقظتهم ورص صفوفهم من أجل مقاومة وسحق مؤامرات المستعمرين ومنع تدخلهم في شؤون سوريا، وحماية منجزات الشعب الوطنية والدمقراطية، كما يدعوهم للوقوف بالمرصاد لتحطيم أية مغامرة تلجأ اليها الديكتاتورية الناصرية المهزومة ضد الجمهورية العربية السورية.
عاش شعبنا السوري الأبي!
عاشت ذكرى شهداء الشعب السوري في نضاله ضد الديكتاتورية والاستعمار!
عاش نضال الشعب السوري من أجل الاستقلال والدمقراطية والتقدم الاجتماعي!
انظر:
قرارات السلطات الفرنسية في سورية 1920 – 1946
قرارات كامل القدسي في دولة حلب
قرارات مرعي الملاح في دولة حلب
مراسيم وقرارات محمد علي العابد
مراسيم وقرارات تاج الدين الحسني
مراسيم وقرارات نور الدين الأتاسي
مراسيم وقرارات عبد الحليم خدام
انظر ايضاً:
وثائق وبيانات سورية 1900 – 2000