شهادات ومذكرات
من مذكرات أكرم الحوراني – ترشيح عثمان الحوراني لانتخابات عام 1943
من مذكرات أكرم الحوراني (11 /93)
من مذكرات أكرم الحوراني – ترشيح عثمان الحوراني لانتخابات عام 1943:
إثر عودة القوتلي إلى دمشق عقدت اللجنة العليا لحزب الشباب اجتماعاً في منزل الأستاذ عثمان الحوراني قررت فيه بالاجماع ترشيحه للانتخابات باسم الحزب، وكان تقييمنا للموقف الانتخابي أن الأستاذ عثمان لن يلقى معارضة كبيرة لأنه رجل معروف بجهاده ونضاله على المستويين السوري والعربي، وله شعبية واسعة في أوساط المعلمين والطلاب بعد المدة الطويلة التي قضاها في التدريس في حماه وفي دمشق بمدرسة العائدي..
وعلى هذا الأساس بدأنا نعد للمعركة الانتخابية التي أصبحت على الأبواب. وكان موقف رئيف الملقي وجماعته حيال حزب الشباب موقفاً ودياً، ولكنهم كانوا لا يحبون الأستاذ عثمان ويرتابون بعلاقته بنجيب البرازي.
خلال شهر حزيران بدأ موضوع ترشيحي بدلاً عن الأستاذ عثمان يتردد صداه في أوساط جماعة الملقي وحزب الشباب في آن واحد، وكانت هذه الدعاية تتسع يوماً بعد يوم. ثم فاتحني الأستاذ سعيد الخاني وبعض رفاقه بهذا الأمر فعرضوا علي أن أكون مرشح الحزب فرفضت ذلك وأجبتهم بأن اللجنة بتت بالموضوع سابقاً وكان قرارها صحيحاً، فقال الأستاذ الخاني إنه من المشكوك فيه أن ينجح الأستاذ عثمان في هذه المعركة التي بدأت طلائعها قاسية عنيفة، وعلى فرض نجاحه فإنه غير قادر على تمثيل حركتنا تمثيلاً حقيقياً، إذ من السهل على الكتلة الوطنية احتواءه نظراً لبساطته وخجله وعجزه عن مقارعتهم. وسيكون ضعيفاً أمامهم نظراً للصلات المؤثرة التي تجمعه بهم، وهو على كل حال غير قادر على أن يكون ممثلاً ناجحاً لحركة الشباب.
كنا قد تركنا للأستاذ عثمان حرية المناورة، فظل على صلاته بنجيب البرازي الذي كانت الأخبار تنتشر عن نشاطاته الواسعة مع آل العظم والأسر الإقطاعية لتشكيل قائمة واحدة، ولم يدر في خلدي أي شك أو ارتياب في موقف الأستاذ عثمان.. ولذلك رفضت اقتراح الخاني ورفاقه ولت لهم: إذا أردتم أن ترشحوا رفيقاً ففتشوا عن شخص غيري.
بدأت بوادر الانهيار تظهر سريعاً في الصفوف الشعبية، ولاسيما في حي الحاضر حيث راح آل العظم يبذلون المال بسخاء منذ بداية المعركة، كما راحوا يستغلون الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها رئيف الملقي في السابق والتي أدت إلى سفك الدماء البريئة (1) على غير طائل. لذلك أخذ الملقي وجماعته يلحون بضرورة تحديد موقف حزب الشباب بموضوع الترشح. وكانوا يرتأون ترشيحي بدلاً من عثمان.
وهكذا أخذت القضية تتسع في أوساط الشباب وفي أوساط جماعة الملقي. وأصبحت الغالبية العظمى من أعضاء الحزب تضغط على الأستاذ عثمان ليستقيل ويتولى بنفسه اقتراح ترشيحي.
(1) بعد وفاة زعيم الكتلة الوطنية والحركة الشعبية في حماه الدكتور توفيق الشيشكلي تولى رئيف الملقي قيادة الكتلة الوطنية في المدينة، مما أدى في صراعه مع خصوم الكتلة ومع السلطة إلى مظاهرات اتضفت احياناً بالعنف وأدت إلى سقوط بعض القتلى. ومنها المظاهرة التي وجهها ضد عائلة الزعيم متهماً إياها باحتكار القمح، مما أدى إلى هجرة قسم من هذه العائلة إلى مدينة حلب.
انظر
من مذكرات أكرم الحوراني (92) – جولة شكري القوتلي الانتخابية عام 1943
من مذكرات أكرم الحوراني (91) – بدء النفوذ البريطاني في سوريا
من مذكرات أكرم الحوراني (90) – القوتلي ينطلق من سياسة التعاقد مع فرنسا
من مذكرات أكرم الحوراني (89) – عودة الحياة الدستورية للبلاد
من مذكرات أكرم الحوراني (88) – انهيار الكتلة الوطنية في عهد الشيخ تاج
انظر ايضاً مذكرات أكرام الحوراني: