شهادات ومذكرات
من مذكرات أكرم الحوراني – بدء النفوذ البريطاني في سوريا
من مذكرات أكرم الحوراني (11 /91)
من مذكرات أكرم الحوراني – بدء النفوذ البريطاني في سوريا:
كان الفرنسيون يبذلون نشاطاً كبيراً لتهيئة بناء العهد الجديد بما يخدم مصالحهم في سورية، وفي الوقت ذاته بدأت بريطانيا تبرز على المسرح السياسي السوري بشكل قوي شيئاً فشيئاً، ونشط ضباط المخابرات البريطانيون في جميع أنحاء سوريا وأصبحت منافستهم للنفوذ الفرنسي واضحة جلية، كما استأجر الجنرال سبيرز، وزير بريطانيا المفوض بدمشق، منزلاً في شارع أبو رمانة يستقبل به الناس. ونشرت الصحف وصفاً لحفلة الاستقبال الكبرى التي أقامها فقالت إن أبهاء دار المفوضية غصت على رحبها بالرجال الرسميين والوطنيين، وكان الجنرال سبيرز والليدي سبيرز يستقبلان الوفود بالترحاب.كما كان الكولونيل غاردنر وكبار الضباط يستقبلون المهنئين.
وعندما استقبل الجنرال سبيرز نقيب الصحافيين نصوح بابيل وأعضاء مجلس الصحافة قال إنه مسرور من دمشق وسروره أكثر أن يكون له بيت فيها.
ومن حسن المصادفة أنه منذ 150 سنة عين أول قنصل بريطانيا بدمشق وسكن فيها، والآن هو سعيد بأن يكون هو أول وزير بريطاني يتخذ دمشق مقراً له، وتكون لبريطانيا مفوضية سياسية ترمز رمزاً عملياً للاعتراف باستقلال سوريا..
ثم أعرب عن أمله بأن يكون لسوريا وفد رسمي بمؤتمر الصلح بعد الحرب ينبثق عن حكومة شرعية ديمقراطية تكون وليدة انتخابات حرة إلى أقصى حدود الحرية.
دعوات للقومية العربية في مصر
ما إن رجحت كفة الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، في عام 1943، وتهيأ للحركات الوطنية بعض الانفراج في الأقطار العربية إلا وأخذت تشق طريقها القومي، فكانت هذه اليقظة القومية العربية في مصر موضع استغراب ودهشة في الصحف السورية جعلت إحداها تقول:
“في مصر وفي برلمانها وحكومتها وأحزابها تسابق هائل على بحث الوحدة العربية أو الاتحاد العربي، حتى ليكاد المتتبع للصحف المصرية يدهش لهذا التطور السريع بالنسبة للمصريين الذين كانوا قبل هذه الحرب لا يذكرون الوحدة العربية أو الاتحاد العربي إلا مجاملة وبمناسبة من المناسبات السياسية الطارئة. بل كان المصريون إذا ذكروا سوريا ولبنان وفلسطين والعراق يطلقون على هذه البلاد عبارة واحدة هي: الدول الشرقية”.
كانت بريطانيا تشجع هذا الاتجاه الذي بلورته في إطار جامعة الدول العربية، للمحافظة على مصالحها ونفوذها في المنطقة العربية.
انظر
من مذكرات أكرم الحوراني (90) – القوتلي ينطلق من سياسة التعاقد مع فرنسا
من مذكرات أكرم الحوراني (89) – عودة الحياة الدستورية للبلاد
من مذكرات أكرم الحوراني (88) – انهيار الكتلة الوطنية في عهد الشيخ تاج
انظر ايضاً مذكرات أكرام الحوراني: