وثائق سوريا
رسالة نزيه مؤيد العظم إلى عبد الرحمن الكيالي عام 1928
رسالة نزيه مؤيد العظم إلى عبد الرحمن الكيالي عام 1928
القاهرة 8 تشرين الأول عام 1928
حضرة الأخ الدكتور عبد الرحمن كيالي المحترم!
تحية وسلاماً وبعد، أبدي أنه كان للبيان الذي أصدرته الجمعية التأسيسية عقب نداء اللجنة التنفيذية في مصر(1)، وقع حسنٌ حداً ص على الجميع، لإظهارها حيادها التام في الاختلافات الحزبية الحاضرة. ولا نشك أن الأخبار التي بلغنا عن موقفكم أنتم خاصة تدل على أن هذا الموقف الحيادي هو مما شجعتم عليه.
وغني عن البيان أن مقدرات سورية في الوقت الحاضر موضوعة في ميزان الأقدار. فلا يجوز لمن يتولى شؤوننا أن يضع في الكفة التي تخالف مصلحتها أثقالاً. وليس أشد ثقلاً عليها من جلب التحزبات والمقاومات عليها بغير فائدة. لذلك فحياد اللجنة التأسيسية حياداً صحيحاً ف يظاهره وباطنه يُخفف الأعباء ويُسهل العمل ويزيل العراقيل.
وقد بلغنا في الآونة الأخيرة أن بعض الذين يعملون لخدمة الاستقلاليين يروجون فكرة عقد مؤتمر من رجال الكتلة، يوكلون فيه الوفد المعزول بملاحقة القضية من غير أن يكون لهم شأن في الاختلافات، وهذا لعمري منتهى ما يثير الاختلاف، لأن الأمير شكيب وإحسان بك الجابري ورياض بك الصلح، هم الذين أسسوا هذا الاختلاف. ورسائلهم في هذا الباب أكثر من أن تٌحصى، وهي تبتدئ من أول سنة 1927 (2).
وفعلاوة على ما سلّحوا به الفرنسويين من أسباب طعن الميثاق في الصميم، كما هو ثابت عليهم بتواقيعهم وخطوط أيديهم، فتوكيل مثل هؤلاء الناس سيؤدي بجميع الذين يعرفونهم معرفة تامة، ولاسيما أيام الاتحاديين الترك، إلى إثارة ضجة تعود بأوخم العواقب، لأنهم يعتقدون أن تفويض مثل هؤلاء الناس هن التنازل عن حقوق سورية المقدسة، وبيع وحدتها واستقلالها في سبيل المصالح الشخصية.
وقد دفعني حب المصلحة العامة، وما بلغني عن موقفكم المشرف لما حاول بعضهم أن يقنعكم بضرورة توكيل رياض بك الصلح، أن أشكركم وألفت نظركم إلى ضرورة الابتعاد عن كل مثال للخلافات في مثل موقف سورية الحاضر.
(1) المؤتمر السوري – الفلسطيني
(2) في أول حزيران 1926، جاء في نشرة حزب الشعب بالقاهرة أن الاستقلاليين أحبطوا مفاوضات اللجنة التنفيذية للمؤتمر السوري – الفلسطيني لعقد معاهدة مع فرنسة. وحمّل البيان هذه المسؤولية للسادة: هاشم الأتاسي، شكري القوتلي، لطفي الحفار، خير الدين الزركلي، عادل أرسلان وأسعد داغر.
انظر:
رسالة نزيه المؤيد العظم إلى الجنرال ديغول عام 1941
انظر ايضاً:
وثائق وبيانات سورية 1900 – 2000