وثائق سوريا
كلمة حقي العظم في حفل تخريج طلاب مدرسة الشرطة في دمشق عام 1921
أقيمت في دمشق في أواخر كانون الثاني عام 1921 احتفالاً لتخريج طلاب من مدرسة الشرطة.
وألقى حقي العظم حاكم دمشق كلمة في الاحتفال، هذا نصها:
خطاب حقي العظم حاكم دمشق في مدرسة الشرطة في الحفلة التي أقيمت لتوزيع الجوائز والشهادات:
أيها السادة:
اجتمعنا هنا لغرض وطني شريف يسر لعواقبه الحسنة كل وطني واعني بذلك الاحتفال بتخريج أول فوج من الذين أتموا دروسهم في هذا المعهد. قل في العاقلين من الناس من لا يعرف مكانة الشرطة من الحكومات والأمم فالفئة التي تدير الأمن وتسهر عليه وتضبط الوقائع لتكون اساساً في اجراء العدل بين العباد والتي قد تكشف الخطر قبل وقوعه فتتداركه وتوفر على الشعب دماء وأموالاً هذه الفئة جديرة بالاحترام وجدير بأبنائنا على اختلاف طبقاتهم ان يدخلوا في سلكها ويتأدبوا بآدبها.
لاشك في أن هذا المعهد – والقائمون بأمره من الأكفاء الممتازين من رجالنا- سيخرج رجالاً لهذا السلك يبلون بحول الله البلاء الحسن في خدمة أمتهم ويكونون من أهم العوامل في رقيها ونظامها لأن الأمة التي تفقد الأمن تفقد كل سلامة وسلام وتحرم من كل نظام وانتظام بين الانام.
ان رجال الشرطة ولا جرم حجر الزاوية في ارتقائنا في سلم الاجتماع البشري ولذلك وجب عليهم ان يعرفوا أعظم وظيفتهم المقدسة وان يجبروا كل نقص في تربيتهم العلمية والعملية فهم صورة تعكس عليها اخلاق المجتمع واذا كانوا كما هم أهل سلكهم في البلاد الراقية من الكمال والتهذيب على جانب فاحكم على الأمة بأنها كاملة مهذبة والعكس بالعكس.
ان هذه الدار تعلم ابنائنا الذين يتمحضون لخدمة الأمن والأمان ان ليس الارتقاء بحسن الميزة والهندام بل بالفضائل والغيرة الوطنية الصحيحة ستعلمهم ان الشرطي هو مستودع أسرار الحكومة والأمة والأمين ينبغي أن يتجرد من كل ما فيه رائحة الخيانة وهذا سيتم بفضل ما يتلقنه ابناؤنا من الدروس المفيدة هنا ومن ولديهم وبيوتهم ولذلك يتحتم ان يختار لهذه الوظائف كل شريف في طينته ذكي مستعد لقبول آداب الشرطي الحقيقي وحسن تربيته.
وبعد فعلينا والأمر على ما ذكر ان تنشر هذه الفكرة ونحبذ عمل المناهضين بها.
وكونوا على ثقة أيها السادة والاخوان أن الحكومة لا تألوا جهداً في مد يد المساعدة لهذا المعهد حتى يساوي أمثاله من معاهد الغرب وكلما قام المعلمون والمتعلمون بواجبهم وعرفوا تأثير الاخلاق والعلم في أعمالهم يزيد انتفاع أبناء الوطن منهم ويتحسن سير دولاب الحكومة متى شعر المرؤوس والرئيس بعبء المسؤولية الملقاة على كواهلهم تدخل البلاد في الطور المقدر لها من السعادة فالمسؤولية هي جماع ما يجب ما يجب أن يعرفه طبقات الآمرين والمأمورين على السواء.
ان بلادنا اليوم تحت الانتداب الفرنساوي ومتى تثبت أهلية أهلها حقيقة للحكم الذاتي والاستقلال التام المطلق تمنحه الحكومة المنتدبة المعظمة مختارة فواجب كل عامل اليوم ان يحسن سيرته وينقي سريرته من الشوائب ويعمل لمصلحة وطنه كما يعمل لمصلحة بيته وذويه وانتظام الشرطة برهان كبير على تدرج الأمة في مدارج الحضارة والسلام.
انظر:
قرارات السلطات الفرنسية في سورية 1920 – 1946
مراسيم وقرارات محمد علي العابد
مراسيم وقرارات تاج الدين الحسني
مراسيم وقرارات نور الدين الأتاسي
مراسيم وقرارات عبد الحليم خدام
انظر ايضاً:
وثائق وبيانات سورية 1900 – 2000