اللجان الشعبية والسياسية في سورية
اللجنة الوطنية – الشعبية العليا 1919- 1920
اللجنة الوطنية – الشعبية في سورية:
تأسيس اللجنة الوطنية:
أسس أعضاء في حزب الاستقلال وعلى رأسهم الشيخ كامل القصاب، بالتعاون مع بعض الوطنيين من داخل الحزب وخارجه.
تشكلت اللجنة من عامة الناس واستطاعت أن تدخل بين طبقات الشعب جميعاً، وخاصة في دمشق، وأن تتسلم قيادتها.
أطلق عليها اسم اللجنة الوطنية وذكرت في بعض المصادر والمراجع بأسم اللجان الوطنية او الشعبية.
أهداف اللجان وغايتها:
غايتها الدفاع عن البلاد.
وعملت على توحيد آراء الناس لدعم الاستقلال ومقاومة أطماع الفرنسيين.
وجمع القصاب زعماء الأحياء والتجار وأرباب الحرف والصناعات من الشيوخ، والشباب ورجال الدين وغيرهم.
واستطاعت هذه اللجنة أن تمثل قطاعاً كبيراً على المستوى الشعبي لدهم الحكومة العربية.
وكانت اللجنة تعقد الندوات الشعبية والخطب والكلمات والاجتماعات تعقد بشكل مستمر في الأحياء لتوضيح الموقف السياسي.
النشاط الإجتماعي:
لم ينحصر مجال نشاطها في الجانب السياسي او العسكري فقط بل شمل عدة مجالات تمس المواطنين، مثل محاولات تدخل اللحنة في أزمة تصاعد أسعار الحبوب. ففي مطلع شهر كانون الثاني عام 1920 قام وفد من أعضاء اللجنة بزيارة إلى وكيل دولة الحاكم العسكري العام وطلب منه ورجاه أن يصدر قراراً يقضي بمنع تصدير وبيع الحبوب إلى خارج المنطقة الشرقية مساهمة في ضبط أسعارها ولتخفيف العبئ على الفقراء(1).
النظام الداخلي للجنة:
وضع دستور اللجنة في السابع والعشرين من تشرين الثاني عام 1919م.
جاء في نظام اللجنة الوطنية أنها تتألف من سبعة وعشرين عضواً جرى انتخابهم في مساء يوم الأربعاء الخامس من تشرين الثاني عام 1919م، بالإضافة إلى ثمانية وأربعين عضواً يمثل كل واحد منهم حياً من أحياء دمشق الثمانية والأربعين حينذاك.
وكل عضو جرى انتخابه مساء السبت الأول من تشرين الثاني من افراد في حيه.
جاء في النظام الداخلي أن الغاية من انتخاب أعضاء اللجنة العليا بالصورة المتقدمة هي:
1- اتخاذ كل الوسائل لحفظ وحدة البلاد السورية، والذود عن استقلالها التام، ومقاومة كل مبدأ يرمي إلى تأسيس قومية غريبة تهدد كيان البلاد السياسي والوحدة السورية.
2- تنمية كل قوى البلاد المادة والمعنوية، وتنظيم تلك القوى وحسن الإستفادة منها في سبيل الغاية المشار إليها.
3- انعاش روح القومية العربية.
4- توثيق روابط التضامن والتعاون فيما بين الأفراد والجماعات والطوائف(2).
لجان وفروغ اللجنة:
انبثقت عن اللجنة الوطنية عدة لجان فرعية، اقتضتها الظروف الراهنة، وهي:
1- لجنة الدعاية للوحدة العربية، وضمت العرب من مختلف الأقطار كالسوريين والعراقيين والحجازيين واللبنانيين والمغاربة وكانت مهمتها بث فكرة الوحدة العربية عن طريق شد الجماهير وحشدهم حولها.
2- لجنة العمل للوحدة السورية: وكانت تتألف من السوريين واللبنانيين والأردنيين وكان تأليفها رد فعل ضد تجزية سورية بين فرنسا وبريطانيا، كما ظهر في مؤتمرالصلح حفاظاً على الأقل على وحدة سورية، بعد أن تعثر أمل الوحدة العربية.
3- لجنة الإخاء الوطني لحفظ الوحدة الوطنية بين مختلف طبقات الناس ومذاهبهم.
4- لجنة الاحتفاء بالزائرين، لتسهيل مهمة القادمين من المدن الأخرى وخاصة من لبنان لإقناعهم بالمساهمة في القضية الوطنية، وتفشيلاً لسياسة فرنسا.
5- لجنة الدفاع عن الاستقلال، وهي أهم هذه اللجان، وبدأت عملها فعلياً، عندما توضحت الأمور في مؤتمر الصلح، وكانت مهمتها جمع المتطوعين وإمدادهم بالسلاح والذخيرة من الجيش العربي، أو عن طريق الشراء وخاصة من فلسطين وكان القصاب نفسه يقوم بإدارتها، وكان هدفها تحقيق الاستقلال التام، ومقاومة فرنسا.
موقف فيصل من اللجنة:
كان فيصل وأعضاء حكومته يباركون عمل اللجنة التي دعت الأمير فيصل إلى حفل استقبال بعيد عودته من فرنسا في كانون الثاني عام 1920.
والقى فيصل كلمة في حفل الاستقبال.
موقف بريطانيا:
لم تخف بريطانيا ارتياحها لنشاط اللجنة حتى تجبر فرنسا على تعديل إتفاقية سايكس – بيكو لصالحها لأنه لو قبل الوطنيون بمطالب فرنسا في سورية.
تزامن تشكيل اللجنة مع تعيين غوو وواتفاق 13 ايلول(3).
اللجنة الوطنية في حلب
عقدت اللجنة الوطنية مؤتمراً شاركت فيه وفود في مختلف المناطق. ففي حلب شارك وفد مؤلف من : إحسان الجابري، فاتح المرعشلي، مصطفى برمدا، مندوبين عن اللجنة الوطنية في حلب لحضور مؤتمر اللجان الوطنية العام الذي عقد في مشق في السادس من كانون الثاني عام 1920م(4).
اجتمع مؤتمر اللجان وحضر مندوبو حلب وحماه والسلط والنبك وعجلون وغيرها من الجهات.
ودارت مباحثات هامة وتكلم على أثرها مندوب حلب ومندوب الشركس ومندوب النبك وأكدوا على استعداد الأمة لكل ما يقرره هذا المؤتمر.
قرارات المؤتمر:
- أن تكون العاصمة إماماً لغيرها من الأعمال لا بالآراء والنظريات.
- ان تشترك بلاد المنطقة جميعها في العمل.
- 3- إيقاد رسامين يصورون المدن التي خربها الفرنسيين وجثث القتلى وهياكلهم لترسل إلى أوربا
- انتخاب ثلاثة مندوبين عن اللجنة يجتمعون مع مندوبي الجهات ويضعون خطة عامة(5).
(1) جريدة العاصمة – دمشق، العدد 60 الصادر يوم الاثنين الخامس من كانون الثاني عام 1920م.
(2) علي سلطان، حكم فيصل بن الحسين، دار طلاس، صـ 430
(3) علي سلطان، حكم فيصل بن الحسين، دار طلاس، صـ 104
(4) جريدة حلب، العدد 113، الصادر في يوم الخميس الثامن من كانون الثاني عام 1920م.
(5) جريدة حلب، العدد 114 الصادر في يوم الاثنين الثاني عشر من كانون الثاني عام 1920.
انظر:
خطاب فيصل بن الحسين في حفل اللجنة الوطنية في كانون الثاني عام 1920