أقام الأمير فيصل بن الحسين في أوربا مدة خمسة أشهر قضاها في الاجتماع مع الحلفاء والمشاركة في مؤتمر الصلح.
في أواخر شهر نيسان عام 1919 عاد إلى سورية، وفي يوم الخميس السابع من أيار اجتمع في دار الحكومة وجهاء المناطق والمدن ورؤساء الطوائف في سورية. ألقى فيصل خطاباً هاماً في هذا الاجتماع وبايع الحضور فيصل على الطاعة والسير خلف إدارته في سورية.
نص الخطاب:
أتشرف بأن ألقي بعض كلمات على مسامعكم الكريمة. وهذه الكلمات ستكون تاريخية بالنسبة لحياة الأمة العربية الجديدة في ماضيها واستقبالها. وأرجو العفو والعذر اذا سمعتم بعض أغلاط تقع مني في أثناء الحديث لكوني لست من رجال هذا الموقف وأرجوكم أن تنظروا إلي بعين العذر وقد دفعني إلى الكلام.
أولاً أن أكثر هؤلاء الكرام الذين اتشرف بمخاطبتهم مجتمعون هنا من كافة أنحاء سورية وقد أتوا إلى بيروت لملاقاتي وأداء التحية باسم جميع المواطنين الذين ينتدبون عنهم وحضروا إلى هنا ليسمعوا مني ما حصل في الغرب في مؤتمر السلام بخصوص بلاد العرب عامة وسورية خاصة ولاشك في أنني مكره على القاء هذه الكلمات لأطمئن أهل البلاد على بلادهم وعلى استقلالهم مع أني بعض الأحيان لا يمكنني أن أصرح بكل شيئ لبعض الموانع السياسة التي تجبرني على السكون عنها للوفد القادم ولما كان أكثر الذوات لا يعرفون ما هي الحركة الثورية التي قامت في الحجاز وما هو السبب الدافع اليها ولربما أنهم قبل يومنا هذا كانت أفكار بعضهم ممن لا يعلم السياسة العمومية داعية إلى اتهام هذه الثورة بتهم لا محل لذكرها وبقوله ان من قام بهذه الحركة أتي بخيانة للوطن أو للأمة أو للجامعة العثمانية التي كنا نحن من افرادها ولكن على أثر انكسار الاتحاديين وتشتت شمل الاتحاد الجرماني على المجموع ان من قام بالثورة هو رجل أو رجال عالمون بسير الحركة السياسية والعسكرية في العالم وأن من قام بهذه ما قام الا لحفظ قسم من جسم البلاد العثمانية وانقاذه مما سيقع به بعد الحرب ولا شك أن المسؤول في الحركة أي الحركة الثورية العربية هو أولاً والدي ثم الحجازيون مادة الذين قاموا بها فعلاً أما السوريون فإنهم مسؤولون عنها معنى لأنهم قد شوقوا الحجازيين لهذه الحركة فنرى ولله الحمد أن الفخر وان كان أولاً للحجازيين فهو فخر للجميع لأن هذه الثورة هي ثورة قومية لا يمكن ان نسندها الا إلى الأمة جمعاً.
نعم ان والدي قام بالثورة في أثناء النزاع العظيم الدنيوي بعدما رأى أن الأتراك انقادوا إلى التيار الألماني وأوردوا الأمة العثمانية موارد الهلاك ورأى ان دوام العرب في الحرب مع الأتراك المتحدين مع الألمان سيوقع البلاد التركية في ذات الموقع ورأى أن الأمة العربية التي كالما تمنت الخروج من نير الاستعباد والنهوض إلى ما كانت عليه في سابق التاريخ طامحة بأنظارها إلى الافلات من اشراك اعدائها لهذا قام بالحركة بعد أن أتيت إلى سورية وقابلت بعض الرجال الذين منهم كثيرون في مجلسنا هذا سواء من البدو أو من الحضر عقب مجيئي إلى هنا ولا شك في أنهم يذكرون ذلك.
ولما وصلت إلى دمشق ورأيت ما رأيته من رجال الثورة رجعت إلى الحجاز وأخبرت والدي كيف أنهم قاموا بواجبي. وعليه قام. ولكن تقدير الباري جعل السوريون في موقف لا يمكنهم من موآزرة الحجاز بما قام به لأسباب تعلمونها وهو ضغط الأتراك عليهم وما أتوه من الأفعال التي سيسطرها التاريخ ويخلد ذكر من قتل ومن استشهد في تلك الأثناء من السوريين بأحرف ذهبية.
قام والدي ولم يفكر فيما يقع على الحجاز والحجازيين من القيام ضد الأتراك ولم يتيقن من النتيجة. الا أن الباري سبحانه وتعالى يسر هذه الأمور فجلا الأتراك عن سورية كافة.
لا شك أنه قبل ذلك أتى ببعض مذكرات أو معاهدات بينه وبين الأمم المحالفة أمم الحلفاء. واتكالاً على الباري سبحانه وتعالى ثم على العهود التي أخذها قام بالواجب إلى أن انتهت الحرب وبدأ في الصلح.
ذهبت عن والدي إلى باريس عقب جلاء الأتراك، ولتنفيذ الخطط العسكرية في البلاد المحتلة جعلت البلاد السورية مقسمة على ثلاث مناطق وهذا لتنفيذ الخطط العسكرية ليس الا واسست الحكومة العربية العسكرية في داخلية سورية وهي ليست حكومة دائمة.
ولذلك ذهبت إلى المؤتمر الذي انعقد في باريس لأخذ كل مستحق حقه.
وصلت إلى باريز ودخلت المؤتمر وجمعية الأمم لبث رغائب الشعب على قدر اجتهادي وتمكنت من قول ما أريد. وعند ذهابي رأيت أمم الغرب في حالة جهل عميق عن أحوال العرب.
كانوا لا يعرفون العرب الا ما كانوا يعرفونه عنهم في حكايات ألف ليلة وليلة ليس الا. كانوا يظنون العرب عبارة عن الأمم السالفة العربية ولا يفتكرون بوجود الأمم الحاضرة ولا يعرفون شيئاً عن الأفكار السياسية والنهضة التي حصلت فيها. يفتكرون العرب هم عبارة عن عرب البادية الذين يسكنون الصحراء وأما باقي سكان البلاد المعمورة فهم يعدونهم غير عرب. ولا شك أن جهلهم هذا جعلني أصرف وقتاً طويلاً لأفهم هذه الأمم الحقيقية وأثبت أن العرب أمة واحدة تقطن في البلاد التي تحداها البحار من الشرق والجنوب والغرب وتحدها جبال طوروس من الشمال.
قلت هذا للمؤتمر وأخبرتهم بمقاصد العرب ونواياهم. وبما أنهم قاموا لأنصاف المظلوم فبعد أن فهموا المقاصد والمطالب وما فعله العرب من المعاونة للحلفاء في هذا الحرب اعترفوا باستقلال العرب مبدئياً ولكونهم ليسوا عالمين الدرجة التي حازتها الأمة العربية اليوم من الرقي الأدبي والسياسي ولتأمين السلم في البلاد بأجمعها روأ أن ينتدبوا هيئة دولية لترى الحقيقة بأبصارها وها هي قادمة اليكم كانت مدافعتي عن بلاد العرب على قسمين
القسم الأول – البلاد العربية لا يمكن تجزئتها.
القسم الثاني – بما أن البلاد العربية بين سكانها اختلافات في طبقات العلم والتعليم ليس الا فالظروف ليست كافية لتجعلهم أمة واحدة وحكومة واحدة لذلك رأيت الدفاع كما يلي.
ان سورية والحجاز والعراق قطعات عربية وكل قطعة فيها يطلب أهله الاستقلال وقلت أن نجداً والبلاد المساوية للحجاز من الأقطار العربية هي تابعة للحجاز ليس الا وهذه يرأسها والدي.
أما سورية فيجب أن تكون مستقلة وكذلك لا نرضى في سورية أن نبيع استقلالنا بما نحتاج اليه من المعاونات في ابتداء تشكلنا بل أن الامة السورية هي أمة تريد أن تستقل وتأخذ ما تحتاجه من المعاونة بثمنه أي بدراهم معدودات.
دافعت هذا الدفاع ولا حاجة إلى غير ذلك لأن مجلسى هذا هو خاص بسورية فانني أقول عن سورية.
دافعت عن سورية بحدودها الطبيعية. وقلت ان السوريين يطلبون استقلال بلادهم الطبيعية ولا يريدون ان يشاركهم فيه شريك وقد توفقنا والحمد لله.
العراق بلاد مستقلة بلا علاقة بسورية كما أن سورية لا علاقة لها بسائر البلاد العربية. مع أن العرب أمة واحدة. وكلنا يعلم أن المقاطعات العربية بالنسبة للتاريخ والجغرافية والصلات القومية هي بلاد واحدة. وان هذه المقاطعات تكون جماركها ومصالحها الاقتصادية موحدة لا حاجز يحجز المناسبات الودية والاقتصادية بينها.
كانت مدافعتي عن البلاد بهذه الصورة وكانت الأمم تنظر إلى طلباتي نظر الارتياح والقبول وما حصل من الجدال ما هو الا من عدم معرفة تلك الأمم مقاصد العرب وطواياها خوفاً من وقوع مالا تحمد عقباه بما بذره الأتراك ولكون الأمم الغربية تنظر إلى المجموع التركي العثماني كمجموع واحد. وما يحصل من الأتراك يظنونه من العرب فبعد أن وقفوا على حقيقة الأمر وعرفوا ما هي مقاصد السوريين اذعنوا لهم وأعطوهم ما يطلبونه وها أنا بين أيديكم قد قدمت اليكم من مؤتمر السلم أبلغكم ذلك وستصل اليكم الهيئة الدولية وتخبركم بما أخبرتكم به. ويتطلب منكم أن تعربوا لها عن ضمائركم بأية صورة كانت لأن الأمم لا تريد اليوم أن تجدكم أمة أخرى الا برضاها.
وقد جعلت جمعية الأمم مانعاً للحرب ووكلت بحل الاختلافات والنظر فيها وسيكون للعرب مندوب في جمعية الأمم هذه التي تنظر إلى ما هو حاصل أو ما يحصل بين الأمم من الاختلافات بعد رجوع هذه الهيئة إلى باريس وستبدي رأي كل شعب من الشعوب التي كانت تحت يد الترك وتعلن مطالب العرب وغيرهم أما استعباداً أو حكماً ذاتياً استقلالياً على قدر علم وعرفان واقتدار الأمم التي انسلخت عن الأتراك.
فالموقف اليوم هو بيدكم. ان التسويات الخارجية قد تمت بفضل الباري سبحانه وتعالى وبحسن نية من حالفنا من الدول العظام الذين لا يمكنني أن افرق بين الواحدة والأخرى في حسن النية وهم بكل ارتياح قد قبلوا ما نثرت بين أيديهم من الأقول.
انا الآن سأبتدئ في قولي عما يجب علينا عمله ولكن قبل كل شيء يلزمني أن أرجع ثانياً إلى الماضي فأقول:
ان الثوار قاموا ولم يستشيروا الأمة لعدم مساعدة الوقت فتحملوا المسؤولية وعملوا ما عملوه حتى اليوم.
والآن ذكرت ما حصل في السابق إلى تاريخنا هذا وأريد ممن حضر من ممثلي الأمة الذين في حالتهم الحاضرة ليسوا ممثلين بالصورة الحقيقية ولكنهم بموقعهم الأدبي يمثلون الأمة تمثيلاً معنوياً. أطلب منهم أن يصرحوا لي بأفكارهم وأن يقولوا لي هل ما قمنا به في السابق هو حسن أم لا؟
(فأجيب الأمير على سؤأله “حسن حسن” وأعقب بالتصفيق والهتاف).
وهل هو موافق لرغائب الأمة أم لا.
(فأجابه الحضور موافق موافق مع الهتاف الشديد).
وهل أعمالنا هي مقرونة برضى الأمة أم لا؟
(فأجاب الجميع نعم نعم وكل الرضى وفوق الرضى “تصفيق وهناف”).
هذه أعمالنا في السابق ولكن بعد اليوم يجب على رجال الثورة أو رجال الحكومة الحاضرة (قولوا ما شئتم) أن يظلوا سائرين عليها بأعمالهم لأننا إلى الآن ما تمكننا من تأسيس حكومة أساسية.
ولكن بما أن الوقت قد ساعد واجتمعت هذه الوفود فلا يمكنني أن أرجعهم قبل الإطلاع على أفكارهم الخصوصية.
هل يريدون أن نداوم على عملنا أم لا؟ الجواب (نداوم نداوم مع الهتاف).
هل الأمة معتمدة على من هو قائم بأمرها أم لا . فأجابوه “معتمدة معتمدة معتمدة”.
أرجوكم الأصغاء لبعض كلمات تجول في خاطري
هل تسمح الأمة بأن أدير الحركة السياسية الخارجية والداحلية بعد اليوم أم لا؟
الجواب : “نعم نعم نعم” تصفيق شديد وهنا قوطع بالهتاف الشديد وقال الجمع: (فليحيى أميرنا فيصل) تكراراً ويتكلهم بعض الحضور باختصار، ثم عاد إلى الكلام فقال:
أشكر هذه الهيئة وأشكر هؤلاء الذوات على ما هم ناظرون إلىّ به من الارتياح والطمأنينة ولكنني ايضاً أجلب نظرهم إلى مسئلة وهي.
لا شك أن الوكيل أو الشخص الذي يدافع في الحقوقيات لا يمكنه المدافعة عن حقوق موكله الا اذا كان بيده وثائق تخوله ذلك. كذلك السياسيون لا يمكنهم الدفاع عن الأمة إلا إذا كانوا حائزين على الشروط التي تمكنهم من العمل. فالهيئة الحاضرة تسأل الأمة هذا السؤال وتريد الإجابة عليه وهو:
هل الأمة تؤيد كل أعمالي في الداخل والخارج قولاً وفعلاً؟
وهل تساعدني بإعطاء جميع ما أطلب منها بدون شرط ولا قيد أم لا؟
فأجيب : “نعم لك الأمر ….”.
هذا الذي أريد. لا شك أن هذه النقطة الأساسية التي تكون مستنداً للشخص أو للذوات أو للهيئة الذي سيعملون لتدبير الشؤون بعد اليوم إلى حين انعقاد المؤتمر السوري الذي سينعقد في هذه الأيام.
ولكن لكي أعمل إلى ذلك الوقت يلزمني الاعتماد وقد طلبته منكم وأعطيتموني إياه وسأعمل أرجو الباري سبحانه أن يوفقنا إلى ما فيه الخير واني أريد من الأمة أن تنظر إليّ بالنظر السابق. وانتظر من الأمة ان تغتر وتقول الأمم اعطتنا استقلالنا فان اعتراف تلك الأمم ما هو الا اعتراف معنوي فلا نعطى شيئاً الا ما نأخذه بأيدينا. فالأمر بيد الأمة وعليها القيام وان لم نقم وابعنا الأهواء وقلنا نحن مستقلون وكل منا تقاعد عن واجبه الوطني فلا استقلال لنا.
أقول هذا لأني رأيت الأمة عند قدومي قابلتني بكل ترحيب وأريد أن الأمة تؤيد أقولاها بأفعالها هذا طلبي وهو مختصر جداً ولعدم علمي ما سأطلبه لا يمكن أن أقول شيئاً ولكن بعد أن أحرزت ثقتكم ونلت اعتمادكم فعلى قدر ما اراه من الحاجة سأطلب من الأمة أن توآزرني معاً .
فقام أحد موفدي حوران (سعد الدين افندي الخليل) وقال أن حوران تقدم لسموه ما يطلب. قام موفد آخر وتكلم بحماسة شديدة. ثم قام أحد موفدي فلسطين وقال ان دماء الفلسطينيين وأموالهم للأمير وقال أحد موفدي العامريين : ( إننا قد لبسنا للحرب عدتها. نحن وجميع العرب من لم يقتل فليمت.
فقال له الأمير أرجوك التوقف لأن ما قيل بلسان العموم أريد أن ينتدب أحد منكم للكلام.
فقام حضرة نوري باشا الشعلان شيخ مشايخ الرولة فقال:
(نحن العرب عيالهم وبيوتهم الشعرية فداك وطوع يديك ومن لا يفعل ذلك يخرج عن دين الإسلام).
نسيب بك الأطرش:
(نحن جميع عشائر سورية العربان والدروز نضحي حياتنا تجاه خدمتك وخدمة الأمة العربية والحائد عن ذلك يكون خائن الناموس والشرف والعرب).
الشيخ عبد الحسين صادق “جبل عامل”:
(إنني باسم أهل جبل عامل أبايعك على “الموت”).
الأمير:
(لم يحن زمن المبايعة نحن اليوم في دمشق وكلامي موجه للدمشقيين وللسوريين وأريد أن اسأل أهل دمشق ثم أهل المقاطعات).
محمد فوزي باشا العظم ومحمد أبو الخير أفندي عابدين والشيخ أسعد الصاحب وغيرهم : (نحن رهينو أمرك نفديك ونعتمدك).
غبطة بطريرك الروم الكاثوليك: (كما تأمرون سموكم فمروا بما تشاؤون).
ثم سأل الأمير فيصل غبطة بطريرك الروم الأرثوذكس فأجاب غبطته : (بيننا وبين سموكم اتفاق في هذه القاعة على شرائط معدودة لا تبرح من ذاكرتكم الشفافة فنحن عليه راسخون).
ثم استأنف غبطة بطريرك الروم الكاثوليك وقال:
(اني اعتمد نفس الاعتماد الذي اعتمده غبطة بطريرك الروم الأرثوذكس).
مطران السريان الكاثوليك: (أنني اعتمد سموكم بنفس الاعتماد الذي اعتمده غبطة بطريرك الروم الأرثوذكس).
سيادة مطران السريان القديم: (أقول بلسان السريان في سورية أنها طوع أمرك تبايعك بقلوبها وتعتمد عليك).
سعيد باشا سليمان “بعلبك”: (عموم أهل قضاء بعلبك تحت أمرك مئات وألوف رهن اشارتك).
عمر بك الـأتاسي “حمص”:
(قدمت من حمص وما ودعت الحمصيين الا بعد أن اعتمدوني وهم يسلمونك دماءهم وأرواحهم).
إبراهيم أفندي الخطيب “جنوب لبنان”: (فوضناك أن تكون سلطاناً “سمو الأمير باسماً أبق ذلك الآن – جبل لبنان جزء متمم لسورية لا ينفك عنها).
عبد القادر أفندي الكيلاني “حماة”: (نعاهدك على أنفسنا وأموالنا ونعطيك كل اعتماد).
الشيخ رضا الرفاعي “حلب”:
(أهالي ولاية حلب حاضرتها وباديتها لا يقلون عن سائر البلاد وهم يعتمدون علي سموكم).
شوكت أفندي الحراكي “المعرة”:
(ستون ألفاً من قضاء المعرة تعتمد سموك).
الشيخ عبد المجيد أفندي المغربي “طرابلس”:
(تفديك الأمة بأموالها وأنفسها وأرواحها).
رضا بك الصلح “بيروت”:
(ان الأمة العربية تعتمد سموك).
رياض بك الصلح “صيدا”:
(ان آمال الأمة معلقة على سموك وهي تفديكم بأرواحها ودمائها وأني أتطوع منذ الآن بصفة جندي بسيط).
شاب شركسي “عمان”:
(أموالنا وأولادنا فداي للدولة العربية).
منح أفندي هارون “اللاذقية”:
(أوفدني اللاذقيون وقد منحوني مضابط تخولني حق التكلم باسمهم فأنا ورفيق آخر موكلون تفويض سموكم بكل صالح لهم والاعتماد عليكم).
أديب أفندي وهبة “السلط”:
(ان أهالي السلط عبيد بين يدي سموكم ويفدونكم بأرواحهم ويبذلون دماءهم لأجلكم).
الأمير أسعد الأيوبي “عن مسلمي لبنان”: (نفوض سموكم التفويض التام للاستقلال التام).
مصطفى بك العماد “عن دروز لبنان”: (نوكلك وكالة مطلقة فكل ما تراه حسن فهو حسن).
عبد الرزاق أفندي الدندشي “حصن الأكراد”: (ان أهالي حصن الأكراد الذين يبلغون نحو خمس سكان لواء طرابلس يوكلون سموكم ويبذلون دماءهم فداء عنكم).
رئيس الحاخامين “دمشق”: (أموالنا ونفوسنا بين يديك).
الأمير
لقد حصل المطلوب
مطران الأرمن المهاجرين : (تكلم باللغة التركية فشكر ما لقيه مهاجرو الأرمن من عطف العرب وانسانيتهم خلال سني الحرب الأربع وقال ان تاريخنا سكتب اسم العرب بمداد من ذهب فأنا أبارك لكم واشكركم).
واستأنف الأمير الكلام، فقال: (لا شك انني بعد ما أخذت هذا الاعتماد من هذه الهيئة سأداوم وأثابر على أعمالي كما سبق لحين انعقاد المؤتمر العام الذي أخبرتكم عن انعقاده في هذه الأيام والذي سيسن القوانين التي توضع لإدارة شؤون سورية كافة ولا شك ان فكري في إدارة سورية هو انني أرى مطاليب الأقلية من الشعب تكون مرجحة على آراء ورغائب الأكثرية، وهذا أولاً بالنسبة لما بذل الأتراك من الشقاق والنفاق بين العناصر. فالبلاد ستقسم إلى مناطق بموجب الحالة الجغرافية والسياسية التي اكتسبها السكان بالنسبة إلى اختلاف مناطقهم. وانني أعلم يقيناً ان القسم الجنوبي من البلاد السورية لا يدار كما يدار الساحل ولا يدار الساحل كما يدار داخل سورية مثلاً وحوران وجبل الدروز والمنطقة الجنوبية. وقولي هذا قول شخصي لأنني فرد ولكنني أؤثر على المجموع بما له من الاعتماد علي وان شاء الله أرى منهم اعتماداً دائماً ويأخذون أقوالي ويعملون بها لأن النتيجة حسنة ان شاء الله “تصفيق وسكوت برهة” وأني اطلب من الجميع كبيراً كان أو صغيراً ان يعتمدوا على الباري سبحانه ثم على من هو منهم أي شخصي الحقير لأني سأدافع عنهم وسأنظر اليهم على اختلاف أديانهم نظرة واحدة.
لا فرق عندي بينهم بل أرى الصالح والمتعلم مقدمين في نظري. أقسم على هذا بشرف آبائي وأجدادي كما أني أطلب من الأمة أن لا تنظر إلى شخصياتها في المعاملات العامة وليس لأحد منا أن يقول كنت كذا ناظراً لشأنه العائلي. بل لينظر كل منا إلى النفع العام في جميع الأمور التي يجب أن تقدم على المصالح الخاصة ولا شك أن الشخص بذاته محترم عند الجميع ولكن العمل يجب أن يكون بالعلم فقد يكون الرجل وجيهاً في البلاد وهو غير قادر على إدارة وظيفة فليعلم كل انسان انني لا أتحزب لشخص لأنه من عائلة أو أسرة ذات شأن وقوة بل انظر إلى اقتداره الشخصي لا لمقامه الاجتماعي في الأمة فأستخدمه في العمل الذي يليق به لأن الحرمة الشخصية معنوية والعمل عائد للأمة جميعها فلا يمكن ادخال الشخصيات في العموميات.
وأرجو ان تعتمد الأمة على الأمم التي حالفتها وناصرتها والتي لولاها لم نستطع الاجتماع الآن. ولكننا واثقون ان حلفاءنا لا يريدون لنا الا الفلاح ولا طمع لهم بغير نجاحنا فعلينا ان نثبت لهم انا أمة تريد ان تستقل ونحافظ على كبيرنا وصغيرنا وجارنا ومستجيرنا ونحترم كل ما يأتينا من الأمم الغربية لخدمتنا في بلادنا.
هذا وأرجوكم رجاء خاصاً وأدعوكم به إلى الاتحاد وجمع الكلمة فهذه وظيفة الأمة لا وظيفتي الخاصة اذا انا فرد منكم. ولا استقلال لكم الا اذا لزمتم السكون وعملتم بما يقوله من انتم معتمدوه.
هذه أقوالي وربما أطلت أو أخطأت ولو خطب في هذا الموقف غيري لتكلم الساعات الطوال ولكن عجزي يجعلني أقول السلام عليكم.