عزت باشا العابد في وثائق الأرشيف العثماني

هو أحمد عزت بن هولو باشا العابد. من مواليد دمشق 1852م (1268هـ).

درس في مكاتب الصبيان (الكتّاب) مقدّمات العلوم، ودرس المرحلة الإعدادية في المدرسة الرشدية بدمشق وتخرّج منها بشهادة، ثم تابع دراسته في مدرسة البطريركية ببيروت ودرس بها الهندسة والجغرافيا واللغة الفرنسية، كما درس الفقه والفلسفة واللغة الإنكليزي على يدي معلّم خاص. وبذلك أتقن العربية والتركية قراءةً وكتابةً، والإفرنسية والإنكليزية تحدثًا، كما كان قد ترجم المجلّد الاول من “تاريخ جودت” الشهير إلى اللغة العربية.

دخل السلك الإداري وهو في الرابعة عشر من عمره عن طريق ملازمة قلم ولاية سورية عام 1865- 1866م، وتوظّف به بشكل رسمي بعد عدة أشهر في صيف 1866م، وقد استمرّ في دائرة القلمية حتى عام 1877م، وتدرّج في وظائفه إلى ان وصل لمنصب الكاتب الأول لقلم الولاية، إضافةً إلى ذلك فقد كان محرّر صحيفة ولاية سورية الرسمية ما بين عامي 1873-1877م.

عيّن بعدها في منصب باش كاتب (الكاتب الأول) لمجلس إدارة ولاية سورية في 1878م، ونُقل في العام ذاته إلى منصب مميّز قلم الولاية، ومن ثم مديرًا لتحريرات متصرفية سورية المركزية (سنجق دمشق) في 1879م، إلى أن تم تعيينه في رئاسة محكمة دمشق الابتدائية في أيلول 1880م، وتم تحويل مأموريته [ترفيعًا] في اغسطوس 1881م ليتسلّم منصب مفتش العدلية في ولاية سورية.

وقد تدرّج في الرتب القلمية أثناء فترة عمله؛ فنال الرتبة الرابعة في 1868م (1285هـ)، الرتبة الثالثة في 1875م (1292هـ)، وبعدها بفترة رتبة “المتمايز”، وفي تموز 1881م حصل ترفيعه إلى الرتبة الأولى- صنف ثاني. وكان والي سورية حمدي باشا قد أشار إلى حسن خدمته واستقامته وأهليته واقتداره أثناء فترة عمله، وصادق على ذلك ناظر العدلية عاصم باشا.

وفي تشرين 1884م صدر القرار بنقل عزت بك إلى ولاية قونية ليشغل منصب مفتش العدلية في الولاية، ووجّه إليه في السنة ذاتها النيشان المجيدي الثالث، واستمرّ في وظيفته حتى نقله إلى ولاية سيلانيك في نيسان 1885م ليقوم بذات الوظيفة في الولاية، وقد تم ترفيعه في الشهر ذاته إلى الرتبة الأول- صنف أولى.

نُقل عزت بك بعدها إلى دار السعادة اسطنبول في شباط 1886م ليرأس دائرة الجزاء في المحكمة الابتدائية بالعاصمة، وكان قد صدر قرار نقله إلى مفتشية العدلية بولاية حلب، لكن إلغاء مقام المفتشية في الولاية حال دون ذلك، فتقرّر إبقاؤه في رئاسة دائرة الجزاء بمحكمة العاصمة حتى شباط 1887م، حيث تقرّر تعيينه في رئاسة قسم الجنحة بمحكمة الاستئناف في العاصمة، وأخيرًا وجّهت إليه رئاسة الدائرة الأولى للمحكمة التجارية بالأستانة في أيار 1887م.

وجّه إليه نيشان “شير وخورشيد” الثاني من طرف دولة إيران في كانون الثاني 1890م، وتقلّد النيشان العثماني الثالث في أيار من ذات العام، وفي حزيران 1892م رفّعت رتبته إلى رتبة “بالا”، الرتبة القلمية الأعلى بعد رتبة الوزارة، وبناءً على أهليته ولياقته؛ وجّه إلى عهدته النيشان المجيدي الأول في تشرين الثاني من ذات العام، وأصبح من أعضاء مجلس شورى الدولة في أيار 1893م.

دخل عزت العابد الدائرة المقرّبة من السلطان عبدالحميد الثاني بعد أن ضمّه لسلك “القرناء” (موظّفي المابين السلطاني=جهاز التنسيق بين القصر والحكومة) في كانون الاول 1895م وبمعاش 20 ألف قرش [وأصبح لاحقًا: سرقرناء، أي مدير موظفي المابين]، ووجّه إليه النيشان العثماني المرصّع في 8 كانون الثاني من عام 1896م، وكذلك ميدالية اللياقة الذهبية، وعيّن بعدها الكاتب الثاني للـ “المابين السلطاني/ ما بين همايون” في نيسان من ذات العام، ووجّهت إليه في أيار قلادات الإمتياز الفضية والذهبية.

وجّهت إليه دولة رومانيا وسام “أنوال دوروماني” من الرتبة الأولى في 29 كانون الأول 1896م، ونال قلادة التأسيسات العسكرية وقلادة حرب اليونان (يونان محاربه سى) في شباط 1897م، ومن إمارة بلغاريا وسام “سانت اليكساندر” من الرتبة الأولى في حزيران 1898م، والنيشان المجيدي المرصّع في شباط 1899م، ومن بادشاه إيران وسام “شير وخورشيد” المرصّع في تشرين الأول 1900م، ونيشان “الافتخار” العثماني العالي في آذار 1901م لقاء خدماته الحسنة وولائه، ووسام “طاقوه” من الرتبة الأولى من طرف حكومة صربيا في نيسان 1901م، وقلادة الإنقاذ (تخليصيه ميداليه سى) -التي تُعطى لمن يضحّي بحياته لإنقاذ الأرواح أثناء الكوارث- في حزيران 1901م، ومن فخامة دوق أولدنبيرغ في ألمانيا وسام “مريت” من الرتبة الأولى في نيسان 1902م.

وقد وجّه إليه السلطان عبدالحميد الثاني بشكل شخصي رتبة الوزارة، أعلى رتبة في الدولة العثمانية، وذلك في 31 اغسطوس 1902م/ 26 جمادى الأولى 1320هـ، [وأصبح من بعدها يُخاطب في التحريرات الرسمية بـ دولتلو، أي: صاحب الدولة].

نال عزت باشا كذلك وسام “سان موريس ولازاري” (Saint Maurice) من الدرجة الأولى من طرف حكومة إيطاليا في شباط 1903م، ووسامي “قرون دوبروس” و “اغل روج” من الدرجة الأولى من طرف دولة ألمانيا، ووسام “سنت آن” (Saint Anna) من الدرجة الأولى من طرف دولة روسيا، ووسام “ليجيون دونور/ جوقة الشرف” من الدرجة الأولى من طرف جمهورية فرنسا، وفي أيلول 1904م وسام الامتياز العثماني المرصّع، وفي اغسطوس 1905 وسام “قرون دوفر” من الدرجة الأولى من طرف دولة النمسا، وفي كانون الأول 1905م وسام “سافور” (Saviour) من الدرجة الأولى من طرف دولة اليونان.

تواجد عزت باشا كذلك في كافة عضويات هيئات الإصلاحات المالية المتشكّلة ما بين عامي 1897-1903م (1315-1321هـ)، كما تواجد في الهيئة العليا لخط الحجاز الحميدي، وصدرت الإرادة السنية تصديقًا لقرار هيئة الوكلاء بتعيينه في العضوية الأولى لهيئة المهاجرين الإسلامية في كانون الأول 1905م.

حوكم غيابًا في ديوان الحرب العرفي لدوره في “الأفكار الفسادية والحركة الإرتجاعية (1909)”، بالإضافة إلى “أفعال الخيانة في الماضي” و”دوره في تلقين الفساد لأولاد الوطن حيثما تواجد”، وبناءً على ذلك تقرّر رفع جميع رتبه واسترداد جميع الأوسمة والنياشين منه، والحجز على أمواله وأملاكه، وذلك حسب قرار ديوان الحرب الثاني بإشعار من قيادة الجيش وبتصديق الإرادة السنية من السلطان محمد رشاد بتاريخ 30 أيار 1909م.

التعليق تحت الصورة: السلطان الثاني في العهد الحميدي عزت باشا SALT Arş.