فارس الأتاسي: نجم الدين بك الدروبي

فارس الأتاسي – التاريخ السوري المعاصر

هو أحمد نجم الدين بك الدروبي، ابن أحد تجار حمص المعتبرين؛ نجيب بك الدروبي.

ولد في حمص عام 1872م (1289هـ).

أكمل دراسته للمرحلة الابتدائية في مكاتب الصبيان بحمص، ودرس سنتين في المدرسة الحميدية بطرابلس الشام والمكتب السلطاني ببيروت، وتابع تحصيله للعلوم بالعاصمة اسطنبول في “الكلّية المُلكية الشاهانية” لدرجة الإعدادي (الثانوي) والتعليم العالي، وقد كان زميل هاشم بك الأتاسي رئيس الجمهورية في الصفّ الدراسي بالكلّية المذكورة.
أتمّ تعليمه العالي واستحصل على شهادة بالقسم الثانوي بدرجة وسط، وبقسم التعليم العالي بدرجة “أعلا” (جيد جدًا)، وذلك في اغسطوس 1893م، وهو يتقن إلى جانب العربية لغته الأم؛ اللغة التركية والفرنسية قراءةً وكتابةً وتحدّثًا.

بدأ مسيرته المهنية في السلك الإداري بالعمل متدربًا بولاية سورية منذ عام 1894م، وفي ذات الوقت تم تعيينه في المكتب الإعدادي (المدرسة الثانوية) بدمشق أستاذًا لمواد الكوزموغرافيا (علم الأكوان) والمثلثات والميكانيك، ثم ترقّى في تدريبه وتعيّن متدربًا بمعاش في تشرين الثاني 1895م، وأسند إليه في 1896م تدريس مواد الهندسة وأصول الدفاتر (المالية)، وكذلك تدريس مادتي الجبر والحساب النظري بالوكالة، واستمرّ مدرسًا في المكتب الإعدادي (الثانوي) بدمشق حتى تموز 1897م.

عيّن نجم الدين أفندي عضوًا فخريًا في قومسيون/ هيئة التأسيسات العسكرية بولاية سورية عام 1897م، كما عيّن عضوًا فخريًا كمدعي عمومي لمجلس إدارة ولاية سورية في 1898م، واستمر في وظائفه حتى انتهاء فترة تدريبه وبالتالي انفكاكه عنها في تشرين الثاني 1898م، وكان قد أبدى في فترة عمله التدريبيه الغيرة وحسن الخدمة، وأثبت أنه من أهل الاقتدار واللياقة أثناء عمله مدرسًا في المكتب الاعدادي بدمشق، كما أظهر الخدمات الحسنة والممدوحة أثناء دوامه كعضو فخري في هيئة التأسيسات العسكرية، حسب المذكرات الواردة من مديرية المعارف ورئاسة هيئة التأسيسات العسكرية ومجلس إدارة ولاية سورية.

صدرت في آذار 1899م الإرادة السنية بتعيينه قائمقام لقضاء جبل سمعان بولاية حلب، ونجح أثناء فترة تعيينه بإحاله 400 ألف قرش من ضرائب أعشار قضاء كلس إلى الخزينة العامة عام 1902 وأبدى مساعيه الجديّة في مزايدات الأعشار واقتداره ودرايته في استحصال منافع الخزينة العامة، حسب مجلس إدارة ولاية حلب، كما استطاع تحصيل 240 ألف قرش من الزيادات أثناء وظيفته مأمورًا بجمع إضافات الضرائب الزراعية في قضاء عنتاب عام 1904م وسجّلت جهوده في الحفاظ على مصلحة الخزينة وزيادة مواردها من قبل مجلس إدارة قضاء عنتاب، وبناءً على استكماله مدة الخدمة الرسمية تم ترفيعه ليتولّى قائمقامية أقضية من الدرجة الثانية عبر منشور الانتخاب الذي حصل عليه في نيسان 1904م.

وفي تموز1905م صدرت الإرادة السنية بتعيينه قائمقام لقضاء “ديادين” في أرضروم شرق الأناضول، واستمر في موقعه إلى أن قدم استقالته في تشرين الثاني 1907، واستحقّ خلال فترته كقائمقام الترفيع إلى قائمقامية من الصنف الأول، حسب منشور الانتخاب الذي حصل عليه في نيسان 1907.

تم تعيينه بعد ذلك قائمقام لقضاء عينتاب في 1907م واستمر في منصبه عامًا واحدًا قبل أن يتم عزله إداريًا، وتعيينه قائمقام لقضاء كلّس في ولاية حلب في تشرين الثاني 1908م، وقائمقام لقضاء “چول مرك” (هكّاري) من آب 1909م إلى نيسان 1912م، ولمعرفته اللغة العربية تم تعيينه قائمقام لقضاء مرجعيون في حزيران 1913، ونقله إلى قضاء النبك بمنصب القائمقام في شباط 1914، وقائمقام قضاء السلمية في آذار 1915م، ولقضاء جزره (الجزيرة) في كانون الثاني 1916، ولقضاء “ چيرمك” بديار بكر في حزيران 1917، وأخيرًا صدر القرار بتعيينه قائمقام لقضاء “ديرك” بماردين في تموز 1918م، أي قبل شهرين من دخول الجيش العربي سورية، إلا أنه تعلّل بمرضه بحمى التيفوس وانحاز لحماة مع عائلته حتى انسحاب الإدارة العثمانية من سورية. وقد تسلّم في العهد الفيصلي وظيفة متصرّف حماة في اغسطوس 1920م.

المراجع: