من الصحافة
صحيفة 1970- الأسد قد يتولى رئاسة الحكومة الجديدة .. وطلاس رئيساً للدولة
نشرت صحيفة الدفاع في العدد الصادر في يوم الاثنين السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970م، خبراً عن التطورات الجارية في سورية.
عنوان الخبر:
“الأسد قد يتولى رئاسة الحكومة الجديدة.. وطلاس رئيساً للدولة”.
نص الخبر:
بيروت – الدفاع
تفيد أنباء بيروت أن الفريق الجوي حافظ الأسد قائد القوات الجوية ووزير الدفاع السوري يحاول الآن تشكيل حكومة اتحاد وطني بالتعاون مع الأحزاب التقدمية، ومن ضمنها حزب البعث.
وتفيد الأنباء أن الأقامة الجبرية قد رفعت عن الدكتور نور الدين الأتاسي.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية في نبأ متأخر لها مساء أمس أن الفريق حافظ الأسد يحاول جهده ومستمر باتصالاته مع الجناح المدني لحزب البعث عن طريق وسطاء محاولاً ضم شخصيات معينة من هذا الجناح للحكومة التي التي يعمل على تشكيلها وخاصة الدكتور نور الدين الأتاسي. وقد أجرى معه اتصالات مطولة حول الموضوع وقد وعد الفريق الأسد بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والشيوعيين الذين اعتقلوا مؤخراً باستثناء صلاح جديد والسيد عيد عشاوي والسيد فوزي رضا.
وذكرت أنباء في بيروت أن الفريق الأسد أطلق سراح حوالي 200 سجين سياسي بينهم بعض البعثيين الموالين للبعث في بغداد.
وتقول بعض المصادر أن الفريق الأسد قد يتولى رئاسة الحكومة ويعين اللواء مصطفى طلاس رئيس أركان الجيش السوري بمنصب رئيس الدولة.
وذكرت مصادر أخرى أن الفريق الأسد قد يشكل حكومة من الخبراء.
الأولوية لشؤون الدفاع:
هذا وقد دعا تعليق أذيع من راديو دمشق التابع للدولة أمس إلى إعطاء الأهمية والأولوية لتوفير كل الإمكانات لشؤون الدفاع. وقال التعليق انه يجب على القوات المسلحة أن تملك حرية الحركة على الصعيد العربي – لمواجهة العدو الصهيوني لأن المعركة قومية وعربية ولابد ان نستفيد من جميع الطاقات العربية.
وأضاف التعليق يقول أنه “يجب توفير كل الإمكانات لشؤون الدفاع قبل مشاريع التنمية”.
ويعتقد مراقبون في بيروت أن هذه الدعوة تظهر بوضوح سيطرة الفريق الجوي حافظ الأسد قائد القوة الجوية ووزير الدفاع السوري على الإذاعة السورية بعد الإجراءات الشديدة التي أقدم عليها ضد زعامة حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم يوم الجمعة الماضي، وأدت إلى توليه السلطة دون منازع.
ويعرف عن الجناح العسكري في حزب البعث بزعامة الفريق الأسد أنه يريد إعطاء الأفضلية للمجابهة مع إسرائيل ويرى أن التعاون العسكري مع العراق والأردن في الجبهة الشرقية أكثر أهمية من النزاع العقائدي معهما.
أما الجناح المدني الذي يتزعمه اللواء المتقاعد صلاح جديد الأمين العام المساعد لحزب البعث فإنه يريد إعطاء الإنماء الاقتصادي أفضلية على النفقات الدفاعية.
هجوم القيادة القومية على أسد:
ومن ناحية أخرى جددت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا حملتها أمس على الفريق الجوي حافظ الأسد. وقد ورد الهجوم في بيان للقيادة القومية نشرته صحيفة الراية المؤيدة لهذه القيادة هنا أمس.
وحذر البيان من أن الحركة التي قام بها الفريق الأسد الذي يشغل منصب وزير الدفاع وقائد السلاح الجوي ضد الجناح المدني في الحزب الذي يتزعمه اللواء صلاح جديد تهدف إلى إعادة سوريا والعالم العربي (إلى حظيرة النفوذ الاستعماري).
وقال البيان أن (الحفنة العسكرية المرتدة المتخاذلة أمام الحلول الاستسلامية قامت بتمردها على سلطة الحزب والثورة لأن الحزب قرر أن المهمة الرئيسية للنضال في هذه المرحلة هي مهمة التحرير وأن كل شي آخر يخضع لخدمة تحقيق هذه المهمة.
ووصف البيان الفريق الأسد ومؤيديه بأنهم (حفنة من المغامرين الخارجين على الحزب ومرتدين عن القضية المقدسة لأمتهم ووطنهم وترابه المحتل).
وأضاف يقول أن هذا التمرد يستهدف بالدرجة الأولى إجهاض النضال التحرري العربي في مرحلة من أخطر مراحله وطعنه في الخلف وهو يخوض معركته الحاسمة والمصيرية مع الإمبريالية والصهيونية والرجعية العميلة.
وأعرب البيان عن أمل القيادة القومية للحزب بأن تقف (كل الجماهير العربية والقوى التقدمية في الوطن العربي) معها (لإسقاط هذا التمرد الخائن).
أهداف حافظ أسد كما تدعي القيادة القومية
وعدد البيان عشرة أهداف ادعى أن (التمرد) الأخير يهيئ نفسه لتحقيقها، وهي:
– تمرير الحلول الاستسلامية.
– عرقلة مهما العمل الفدائي والتضييق عليه تمهيداً لتصفيته.
– محاولة القضاء على المكاسب التقدمية التي حققتها الجماهير العربية الكادحة بقيادة الحزب في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
– تحويل أنظار الجيش العربي السوري وصرفه عن مهماته الرئيسية في الاستعداد لمعركة التحرير.
– محاولة تصفية وابعاد واعتقال وتشريد مناضلي الحزب والتنكيل بالفئات والمنظمات الشعبية والتقدمية في سوريا وإسقاط القطر العربي السوري في أحضان الرجعية والإمبريالية.
– إضعاف قدرة الصمود العربي بشكل عام.
– تخريب مشاريع التنمية واستخراج الثروات وخاصة تجربة استثمار النفط وطنياً.
– اساءة العلاقات مع الجمهورية العربية المتحدة ومحاولة عزلها عن النضال العربي بتبني سياسة المحاور.
– تخريب العلاقات مع الاتحاد السوفياتي وبقية الدول الاشتراكية.
– تحويل كامل الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط إلى مسرح للنفوذ الامبريالي وقواه العدوانية.
صحيفة البعث:
وقالت الصحيفة أن القيادة القومية أصدرت قراراً كذلك بتعليق صدور صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الذي حكم سوريا إلى حين وقوع (الانقلاب) يوم الجمعة.
وقال القرار أن بعض الأجهزة التابعة لحركة التمرد استولت على صحيفة البعث بدمشق ولذلك لم تعد الصحيفة ناطقة باسم الحزب.
وذكرت صحيفة الراية أنها علمت أن بياناً مهماً سيصدر خلال أيام في دمشق عن القيادة القومية.
وفي الوقت ذاته واصل راديو دمشق أمس برامجه العادية مثله في اليومين الماضيين دون أن يشير في نشراته الإخبارية إلى وقوع أية أحداث أو تغييرات داخلية.
ولا يزال المراقبون هنا ينتظرون صدور مراسيم تشكيل حكومة جديدة في سوريا قبل معرفة مدى سيطرة الفريق الأسد ومؤيديه على الوضع هناك.
انظر:
زيارات وجولات حافظ الأسد الخارجية
زيارات وجولات حافظ الأسد الداخلية
كلمات ومقابلات ورسائل حافظ الأسد
الموقف الإقليمي والعربي من وصول حافظ الأسد إلى السلطة 1970
قرار تعيين اللواء حافظ الأسد وزيراً للدفاع 1966