هي نجاح أديب الساعاتي.
والدها الشاعر والصحفي أديب الساعاتي؛ صاحب جريدتي “فتى الشرق” و”فتى العرب” اللواتي أغلقتهما سلطات الإنتداب الفرنسي، شارك في الثورة السورية الكبرى. وكان متقنًا للفرنسية والتركية إلى جانب اللغة العربية.
والدتها من آل السطلي. أخوالها د.علاء الدين السطلي والصيدلي جمال السطلي، وهما من أوائل الأطباء والصيادلة بحمص.
الدراسة الأساسية والثانوية:
ولدت في حمص عام 1924م.
تلقّت العلوم الابتدائية في مدرس الروم الاورثوذوكس بحمص، واستحصلت على الشهادة الابتدائية منها عام 1938م.
درست المرحلة الإعدادية في مدرسة راهبات القلبين الأقدسين، ونالت شهادتها عام 1942م.
وفي تلك الفترة خرجت على رأس مظاهرة طلّابية نسائية ضد الاحتلال الفرنسي كانت أول مظاهرة لطالبات المدارس تشهدها حمص.
توجّهت إلى دمشق وانتسبت إلى مدرسة التجهيز لمتابعة تعليمها الثانوي، فواجهت صعوبة في التحصيل الدراسي كونها تتقن الفرنسية على حساب العربية، لكنها استحصلت على شهادتيّ بكلوريا؛ الأولى عامّة علمي عام 1944م والثانية في الفلسفة عام 1945م.
وكانت لها مشاركة فعّالة في الحركة النسائية بدمشق من خلال جمعية الثقافة التي كانت تترأسها السيدة أديبة كبا.
في معهد الطب وأول صيدلانية سورية:
انتسبت عام 1946م إلى فرع الصيدلة بمعهد الطب في جامعة دمشق، فكانت الفتاة الوحيدة بين الطلبة الذكور، وتخرّجت عام 1949م لتكون أول فتاة سورية تتخرج من قسم الصيدلة بجامعة دمشق، حيث أعلن عريف حفل تخريج طلاب كلية الصيدلة في الجامعة (15 تشرين الأول) عن منح أول شهادة في الصيدلة لفتاة سورية وعربية هي نجاح الساعاتي، فضجّ المدرج بالتصفيق وقوفاً وصدرت الصحف والجرائد تحتفي بها وبنجاحها.
عادت بعد ذلك إلى حمص، فعملت مديرة فنّية في صيدلية “الاستقامة” التي كان يملكها رشيد الفيصل، ريثما أنجزت بناء صيدليتها الخاصة في شارع الحميدية، التي افتتحتها عام 1951م وسمّتها “صيدلية النجاح”.
وفي ذلك الأمر تقول:
“لاقيت صعوبات كثيرة وكبيرة منذ أن قررت افتتاح الصيدلية، كانت التهديدات تطلب إغلاق الصيدلية والعودة إلى البيت، وكان يتم ذلك عن طريق إرسال كتب [رسائل] مغفلة من التوقيع وإشغال هاتف الصيدلية لمنعي من الإتصال بمستودع الأدوية والأطباء، إلى أن وصل الأمر بهم إلى تهديدي بحرق الصيدلية بمن فيها، إلّا أن القوى التقدمية ومحافظ حمص وقتئذ وقفوا إلى جانبي واعتقل مرسل الكتب وقاطع الهاتف”.
الهلال الأحمر ودار ابن الوليد:
انتسبت في الخمسينات إلى الهلال الأحمر السوري، وكان لها دور مهم في حادثة حريق “الشمّاس” الذي أصيب فيه عدد كبير من الأشخاص، حيث قامت بإسعاف المرضى ومساعدة الأطباء في المشفى.
وحين تأسيس أول نقابة للصيادلة في حمص برئاسة سرّي الأتاسي؛ انتخبت خازنة لها، وفي الدورة الثانية انتخب لأمانة السر.
وأسّست مع زوجها د.بدر الدين السباعي والسادة: برهان دراق السباعي، بشير السبيتي، شقيقها د.زياد الساعاتي، فاروق الحسيني، زهير الخاني، زهير الصابوني، دار نشر سمّيت “دار ابن الوليد”.
وافتتحت تلك الدار نشرياتها عام 1955م بكتاب “معركة التروستات” للسياسي اليساري هينري بيري، وهو من ترجمة نجاح الساعاتي.
وفي ذات العام (1955) حضرت مؤتمر الأمهات العالمي في مدينة لوزان بسويسرا، وانتخب لعضوية لجنة الأمهات العالمية الدائمة، وهذه اللجنة تضمّ 35 امرأة مثّلن العالم كلّه.
وعندما تأسست لجنة جمع التبرعات لبناء الجيش العربي السوري وتجديد سلاحه بعد الإستقلال عن فرنسا، كانت عضوًا بارزًا في هذه اللجنة، فجمعت ما يزيد على 20 ألف ليرة سورية بالإضافة إلى كمية كبيرة من الحلي والمجوهرات.
انتسبت عام 1957م إلى الحزب الشيوعي السوري، وعند قيام الوحدة السورية المصرية عام 1958م ولوحق الشيوعيون اضطرت إلى بيع صيدليتها في حمص خوفًا من مصادرتها، وانتقلت إلى دمشق فعملت مديرة مستودع أدوية لستة أشهر، ثم عملت في المكتب الصحفي الروسي في مجلة الأخبار السوفييتية.
ثم انتقلت إلى لبنان وبقيت هناك ستة أشهر حتى عقد مؤتمر أنصار السلم في بغداد، فألقت هناك كلمةً في التلفاز العراقي، وكلمةً أخرى بمناسبة عيد العمّال العالمي، مما أثار حفيظة المتشدّدين من أنصار اليمين، فأقدموا على اغتيالها في شوارع بغداد، إلا أن محاولتهم بالفشل، فتركت بغداد وسافرت إلى موسكو وتابعت دراستها فيها، فنالت عام 1965م شهادة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي عن أطروحة “خصائص تطوّر رأس المال الوطني في سورية”، فكانت أول امرأة سورية تدرس هذا الاختصاص أكاديميًا.
استُدعيت في ذات العام (1965) إلى دمشق بعد تعيينها عضوًا في المجلس الوطني الموسّع لقيادة الثورة، مع سبع نساء أخريات، فكانوا المظهر الأول للتمثيل النسائي في السياسة بسورية، وكانت هي في عضوية لجنة الشؤون العربية والخارجية بالمجلس.
أصبحت عضوًا في مجلس الإتحاد النسائي الديموقراطي العالمي، ساهمت في تأسيس (رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة) انتخبت أمينًا عامًا للرابطة، وتابعت نشاطها النسوي على المستوى العربي والدولي، وأسّست مع زوجها د.بدر الدين السباعي في دمشق عام 1966م “دار الجماهير الشعبية للنشر” التي عُنيت بنشر الكتب الإشتراكية العلمية والفلسفية المادية والكتب الفكرية التقدّمية.
حضرت ما يقارب الخمسين مؤتمرًا عربيًا ودوليًا كان معظمها بدعوة من اليونسكو، ومؤتمرات التضامن مع أطفال الحجارة، ومؤتمرات النساء العربيات، ومؤتمر النساء والتعبئة، وظلّت خلال وجودها في حمص عضوًا بارزًا في الهلال الأحمر السوري.
وكذلك شغلت عضوية لجنة الصداقة السورية السوفييتية أكثر من ستة عشر عامًا، وساهمت في ابتعاث العديد من الطلاب السوريين للدراسة مجانًا في روسيا، وكذلك عضوية المؤتمر العام للإتحاد النسائي السوري منذ عام 1987م.
اقترنت عام 1952م بالدكتور بدر الدين السباعي، ولم تنجب بسبب إجهاضها عام 1956م أثناء العدوان الثلاثي على مصر إثر اشتراكها في المقاومة الشعبية وانتقالها إلى حقل التدريب، ما حرمها الإنجاب بعد ذلك.
توفيت في طرطوس يوم الثلاثاء بتاريخ 14 شباط 2017م، ودفنت في مقبرة تل النصر بحمص.
آثارها في حقل الترجمة:
1- معركة التروستات، هنري بيري، دار ابن الوليد (حمص، 1955).
2- الصين في طريق الاشتراكية، ترجمة بالاشتراك مع د.بدر الدين السباعي، دار ابن الوليد (حمص، 1956)
3- الإشتراكية -الجزء الثاني، نخبة من المؤلفين، ترجمة من الروسية، دار الجماهير العربية.
4- الإشتراكية- الجزء الرابع، نخبة من المؤلفين، ترجمة من الروسية بالاشتراك مع د.بدر الدين السباعي، دار الجماهير العربية.
5- الماركسية في القرن العشرين، فيدوسييف، ترجمة من الروسية بالاشتراك مع د.بدر الدين السباعي، فؤاد مرعي، طارق المعصراني، دار الجماهير العربية.
6- القومية والأمم البروليتارية، دار الجماهير العربية.
7- شيوعيون أمام المحاكم، دار الجماهير العربية.
8- قضية باشرناك، دار الجماهير العربية.
9- دور الفرد والجماهير الشعبية في التاريخ والاقتصاد، دار الجماهير العربية.
10- الأرقام السياسية لتطور الإتحاد السوفياتي، دار الجماهير العربية.
11- الحركة العمالية العالمية، دار الجماهير العربية.
12- القوانين الأساسية لبناء الاقتصاد الاشتراكي، دار الجماهير العربية.
13- قضية المرأة، دار الجماهير العربية.
إعلان عن صيدلية نجاج ساعاتي عند افتتاحها.
الإعلان نشر في صحيفة السوري الجديد العدد 13 كانون الأول 1950م
انظر:
قانون تشكيل المجلس الوطني للثورة وتسمية أعضائه عام 1965
أسماء أعضاء المجلس الوطني للثورة الذي عقد في شباط 1966
المراجع والهوامش:
(1). حنا، (عبد الله)، الأحزاب السياسية في سوريا القرن العشرين.
(2). التدمري، (محمد غازي)، من أعلام حمص (2/84)
المراجع والهوامش:
(1). حنا، (عبد الله)، الأحزاب السياسية في سوريا القرن العشرين.
(2). التدمري، (محمد غازي)، من أعلام حمص (2/84)