بطاقات بحث
الوفد السوري في مؤتمر الموسيقى العربية الأول في القاهرة 1932
مشاركة الوفد السوري في مؤتمر الموسيقى العربية الأول في القاهرة 1932
دعت وزارة المعارف المصرية في عام 1932 إلى عقد مؤتمر موسيقى عربي في القاهرة ينظر في توحيد أساليب الموسيقى وتنظيم مصطلحاتها وقواعدها.
افتتح المؤتمر في الثامن والعشرين من آذار عام 1932 بحضور إسماعيل صدقي مندوب الملك المصري ومحمود شوقي السكرتير الخاص للملك وعدد من الوزراء والسفراء والقناصل.
ترأس لجنة الاحتفال وزير المعارف حلمي عيسى بصفته رئيساً للمؤتمر، وألقى كلمة عند الافتتاح أوضح فيها أهداف انعقاد المؤتمر التي تتمثل في “خدمة الموسيقى العربية لسان العاطفة عند الأمم الناطقة بالضاد”.
أهداف المؤتمر
عند الدعوة إلى المؤتمر تم تحديد أهدافه بالنقاط التالية:
1- تنظيم الموسيقى العربية على أساس متين من العلم والفن تتفق عليه جميع البلاد العربية.
2- بحث وسائل تطور الموسيقى العربية.
3- إقرار السلم الموسيقى وتقرير الرموز التي تكتب بها الأنغام.
4- تنظيم التأليف الناطق والصامت الغنائي والآلي.
5- دراسة الآلات الموسيقية الصالحة وتنظيم التعليم الموسيقي.
6- تسجيل الأغاني والأنغام القومية في الأقطار العربية.
7- بحث المؤلفات الموسيقية من مطبوع ومخطوط.
لجان المؤتمر:
وتألف المؤتمر من عدة لجان، أهمها:
لجنة التعليم الموسيقي.
لجنة التاريخ الموسيقى والمخطوطات
لجنة الدلالات.
شاركت سورية في مؤتمر الموسيقى العربية الأول الذي عقد في القاهرة من الثامن والعشرين من آذار وحتى الثالث من نيسان 1932م.
وضم الوفد السوري المشارك في المؤتمر:
توفيق الصباغ
الياس الضباعي
نصوح الكيلاني
حمدي بابيل
فوزي القلقجي
عثمان عطرية(1)
يذكر صميم الشريف في كتابه “الموسيقا في سورية” أن الشيخ علي درويش كان من المشاركين في المؤتمر(2).
تكريم الفرقة الموسيقية السورية في نادي حزب الشعب السوري
خلال انعقاد المؤتمر أقام أعضاء حزب الشعب السوري في القاهرة أمسية موسيقية ساهرة في الثلاثين من آذار لتكريم أعضاء الفرقة السورية المشاركين في مؤتمر الموسيقى العربية.
كما دعا الحزب نخبة من المصريين والسوريين وعائلاتهم للمشاركة في هذه الأمسية، وكان في مقدمة الحضور الدكتور عبد الرحمن الشهبندر زعيم الحزب، و العمروسي بك ناظر مدرسة المعلمين العليا في القاهرة، وإبراهيم رشيد السكرتير الخاص لدولة لرئيس الوزراء المصري و عبد القادر الكيلاني سكرتير القنصلية العراقية والدكتور مظهر سعيد المدرس في معهد التربية وسامي الشوا الموسيقار المعروف وغيرهم.
افتتحت الأمسية بكلمة ترحيبية للفرقة ثم بدأت الأمسية بنشيد العروبة الذي لحنة محمد عبد الوهاب ومطلعه حق الجهاد عن الحرم.
ثم بدأ أعضاء الفرقة السورية بتقديم المقطوعات الغنائية والموسيقية والتي نذكر منها:
القطعة المشهورة باسم سخرية الطبيعة مع العزف على البيانو الذي أداه زاهر شفيق.
قطعة مالي يا يما مالي لـ توفيق استانبولية
قطعة أفراح القبة لـ بلانش حليم
ثم وقعت الفرقة السورية بعض الحانها وهي من وضع شفيق شبيب، وألقى مطرب الفرقة السيد صالح المحبك قصيدتين شعريتين وهما أغرودة العندليب وقصيدة “شاهدت اجناداً تسوق جماعة نحو السجون” من تلحين الاستاذ الأوبري.
وتخلل الحفل كلمات للدكتور عبد الرحمن الشهبندر والعروسي والدكتور مظهر سعيد والأنسة زينت حكيم.
ثم اتجهت أنظار الحاضرين إلى الاستاذ سامي الشوا فظل يعزف حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
وحينئذ القى الاستاذ أحمد الأوبري كلمة شكر باسم اخوانه أعضاء الفرقة وختمت الحفلة بالنشيد الملكي.
وقد كان المدعويين لهذه الحفلة معجبين جداً بالموسيقى السورية الحديثة ومعتبطين كل الاغتباط ببراعة أعضاء الفرقة المحتفل بهم.
ثم عزف الفنان سامي الشوا حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
وفي الختام ألقى أحمد الأوبري كلمة شكر باسم اخوانه أعضاء الفرقة وختمت الحفلة بالنشيد الملكي المصري(3).
اشتراك الفرقة السورية في حفل دار الأوبرا الملكية بعد انتهاء أعمال المؤتمر:
في نهاية أعمال المؤتمر أقيم حفل موسيقى كبير في دار الأوبرا الملكية استعرضت فيه أهم الفرق المشاركة في المؤتمر فنونها وألحانها.
ابتدأت الحفلة في الساعة الواحدة والنصف يوم الخامس من نيسان.
وشاركت الفرقة السورية في الحفل وخرج أعضاء الفرقة في أول ظهور لهم في الحفل بألبستهم الموحدة السوداء، وعزفت الفرقة في البداية أغرودة الصباح وهي من مقام نهاوند ومن تلحين شفيق شبيب رئيس الفرقة،ثم قدم توفيق الصباغ عزفاً موسيقياً، بعدما قدم مطرب الفرقة صالح المحبك قطعة سورية قديمة.
نالت الفرقة على إعجاب المشاركين وكان من الواضح للجميع تميزها.
وقال أحمد فهمي العمروسي ناظر مدرسة المعلمين العليا : “إنني ما طربت في حياتي مثل هذا الليلة وخصوصاً من اخواني السوريين”.
وقال الدكتور محجوب ثابت: “مرحي يا أحفاد الأمويين لقد سمعنا منكم نغمة عربية صريحة لم نألفها بعد”.
(1) صحيفة فلسطين العدد الصادر في 24 آذار 1932م.
(2) الشريف (صميم)، الموسيقا في سورية، أعلام وتاريخ، وزارة الثقافة، صـ 72.
(3) صحيفة فلسطين العدد الصادر في الحادي الثلاثين من آذار 1932م.