بطاقات بحث
الطير الأخضر .. من الحكايات الفراتية
وثقها محمد جاسم الحميدي:
الراوية غازية الجاسم.
كان هناك رجل ومرته ولهما ولد وبنية ماتت الأم فتزوج الأب امراة أخرى لترعى ولديه الصغيرين لكن زوجة الأب كرهتهم كدم سنونها فهي تضربهم وتعذبهم وتترك شغل البيت كله على كاهل الفتاة الصغيرة فاذا تعبت هذه وتباطأت في عملها هددتها قائلة:
سأذبح أخاك! فتعود الفتاة لجلب الحطب وعلف البهائم وليس لزوجة الأب إلا زينتها!
وذات يوم راح الولد يبكي فخوفته خالته ان لم تسكت سألقيك للشوش/مما يخوف به الاولاد ويقصد به (الكلب) /لكن الولد استمر في بكائه فحملته من يده وخبطته بالارض فمات.
قامت زوجة الاب وقطعته ووضعته بالقدر وطبخته وقدمته طعاما لزوجها فأكل بنهم وهو يتلذذ ويمصمص اصابعه وقال لها: ان طعامك زين حتى ان الواحد يكاد يأكل اصابعه من وراه..!
حملت الفتاة عظام أخيها وهي دامعة العين ودفنتها في المرج الاخضر واستغيب الأب ابنه فسأل زوجته عنه فقالت :أنه يلعب مع ابن الجيران ثم راحت تشكو له من شيطنته وعفرتته وأنه يعذبها ويمرمرها…
مضى الوقت ولم يأت الولد فبحثوا عنه عبثا لقد ضاع الولد..
وحدها أخته كانت تذرف الدموع السخينة ولا تجرؤ على البوح،فزوجة أبيها هددتها: ستلحقين به لو فتحت فمك بكلمة!
راحت أيام وجت أيام فإذا بطائر أخضر جميل يقف فوق السطوح مغنياً: أنا الطير الاخضر أمشي وأتمختر/يتيه في مشيته/ أمي ذبحتني/يقصد زوجة الأب/ أبوي أكلني/كذلك تلفظ في العامية ولا يقولون (أبي) أختي الحنونة لمت عظامي في المرج الاخضر.
خرجت خالته لتطرده فقال لها افتحي فمك فتحت فمها فألقى فيه بالأبر والمخط فماتت.
ثم عاد يردد أغنيته فخرج أبوه اليه فقال له: أفتح فمك فلما فتح فمه ألقى فيه بالإبر والمخط فمات !
ثم عاود ترديد أغنيته فخرجت اليه اخته فقال لها: افتحي فمك فتحت فمها فألقى فيه سكراً(1).
(1) محمد جاسم الحميدي، دار الغد، عام 1985م، صـ 184.