مسجد لالا مصطفى باشا 97/1564م
موقعه: يقع جامع لالا مصطفى باشا في سوق الهال القديم، وعندما بني سوق الهال هدم الجامع بنى السادة آل مردم بك أحفاد لالا مصطفى باشا بدله جامعاً في شارع بغداد سنة 1355ه[1].
تاريخه: يعود لعام 971هـ وتؤرخ الكتابة التي تعلو المدخل سنة 972ه[2]، ووصف هذه الجامع سيكون للجامع الأصلي الكائن في سوق الهال القديم ولذي بني في الفترة العثمانية. بناه سنة 971ه/7564 الوزير لالا مصطفى باشا[3] في ذات السنة التي تولى فيها ولاية دمشق.
عمارته: يتألف البناء من طابقين وهو في حالة مهملة جداً، ويستخدم اصطبلاً، ويضم القسم الشمالي منه سردابين تعلوهما شرفة، ويتألف القسم الجنوبي من حرم يخترقه صفان من الأعمدة والعقود، أما الجزء المتبقي فإنه مسدود؛ تتمتع الأجزاء العلوية من البناء بمداميك متناوبة الألوان، ويلي الطرف الرئيسي الضيق الذي يسير على جانبي الواجهة، ثمة بقايا جدران جبهة مثلثة أعيد بناؤها على شكل سقف يشبه سرج الحصان.
تعلو المدخل كتابة تتضمن تاريخ 972ه/1565م، ويتمتع الجزء العلوي من الداخل بثلاثة عشر مدماكاً من الحجارة النحتية والمتناوبة الألأوان، ويليه شريط من الخيوط المموهة المتشابكة والمنفذة بطريقة الحفر المائل، ثم شريط آخر من القاشاني المزين، بأزهار مسننة متعاكسة وملونة بالأزرق الداكن والفاتح واللون الأبيض، أما نهاية الجدران فإنها مبنية من الأجر ومجللة بالكلس[4].
يحف بقوس المحراب شريط من الخيوط المموجة، ويلتف هذا الشريط بشكل دائرة، فوق لمحراب نفسه، ويزدان المحراب بمقرنصات حادة التقعر؛ أما قوس المحراب فإنه يتخذ شكل الحدوة، ويتمتع القوس بقولبة مروحية الشكل، وثمة أزهار منفذة بالمعجون الملون؛ ويضم المحراب ثلاثة ألواح حجرية ورسماً يمثل الكعبة بشكل منظور، وهو منفذ بطريقة الحفر النافر، ونقرأ في مثمنين على يمين ويسار المحراب الجملتين التاليتين:
عجلوا بالصلاة قبل الفوت عجلوا بالتوبة قبل الموت
تتضمن الدائرة التي تعلو رأس المحراب عبارة: “لا إله إلا الله” ويعلو إطار المحرار كتابة تتألف في الأعلى من النص التالي:
خان مصطفى باشا المعمور في سنة 971ه
يليها في الأسفل النص التالي: (عمر عذا الربع الأرفع جعله الله مسار الشوارع في زمن السلطان الأروع سليمان خان ثبته الله على سرير السلطنة الأرفع، الجناب العالي مصطفى باشا أدخله الله في شفاعته المشفع لالا وارث الممالك العثمانية السلطان سليم خان لا روّع الله في أصالته ذو لمع بندره الأفاخر مظالة ووقع وريح الحدود سنة إحدى وسبعين وتسعمائة هجرية)[5]
مئذنته: لم نجد وصف لها في المصادر
[1] عبد الهادي، يوسف. (1943). ثمار المقاصد في ذكر المساجد. بيروت: المعهد الفرنسي، ص249.
[2] ولتسينجر، كارل. واتسينجر، كارل. الآثار الإسلامية في مدينة دمشق. ص97.
[3] في سنة إحدى وسبعين وتسعمائة تولى دمشق الوزير الأعظم والمشير الأفخم صاحب الرأي والتدبير لالا مصطفى باشا، صاحب الخيرات والحسنات، عمر تكايا وأماكن وعمر الخان المعروف بخان لالا مصطفى باشا تحت قلعة دمشق، والحمام الذي بسوق السروجية، وفتح مدينة قبرص التي عجز عنها الولاة والسلاطين. (انظر: بن جمعة، محمد. ولاة دمشق في العهد العثماني. ص15)
[4] ولتسينجر، كارل. واتسينجر، كارل. الآثار الإسلامية في مدينة دمشق. ص98.
[5] عبد الهادي، يوسف. (1943). ثمار المقاصد في ذكر المساجد. بيروت: المعهد الفرنسي، ص249.
جامع لالا مصطفى باشا
وعين الباشا : عبارة عن نبعة موغلة بالقدم ضمن جنينة مردم بك الكبيرة و الواسعة ، و تعود تسميتها الى الوالي العثماني مصطفى باشا حين شيد المسجد عندها و يُدعى : مسجد لالا مصطفى باشا .
وذكر المستشرق الألماني/ كارل ولتسينجر أن الحديقة تحتوي على جامعاً جميلاً ؛ يعود بنائه لعام 971 للهجرة الموافق 1563 للميلاد .( فيما تؤرخه الكتابة التي تعلو المدخل بسنة 972 للميلاد )
و كان بحالة مزرية ، وفي حالة مهملة جداً عندما شاهده المستشرق عام 1917 ، وقال : أن المسجد القديم قد هُدم .. بعد أن أصابه الإهمال لفترة طويلة ، فخرب و استعمل في النهاية اسطبلاً للخيول والدواب.
المصدر:
الباحث عماد الأرمشي