من الصحافة
صحيفة – فارس الخوري يشرح بنود المعاهدة السورية – الفرنسية عام 1936
نشرت صحيفة فلسطين خبراً عن محاضرة فارس الخوري عضو الوفد السوري في المفاوضات الفرنسية – السورية 1936 التي ألقاها يوم الثلاثاء العاشر من تشرين الثاني عام 1936 على مدرج جامعة دمشق، والتي شرح فيها بنود المعاهدة السورية – الفرنسية.
عنوان الخبر:
محاضرة لشرح بنود المعاهدة السورية ومقارنتها بالمعاهدتين العراقية والمصرية
نص الخبر:
(دمشق في 10 ت2- منذ الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم أخذت جماعير الأهلين تفد على دار الجامعة السورية في مختلف أنحاء المدينة لسماع محاضرة الأستاذ فارس الخوري عضو الوفد السوري عن المعاهدة وشرح بنودها.
وقد وضع مكبر للصوت على منصة الخطابة لاسماع الخطاب إلى جماعير الشعب التي احتشدت في ساحة الجامعة الخارجية وفي الطرقات المؤدية إليها لأنها لم يتسن لها دخول قاعدة المحاضرات بالنظر لضيق المكان.
وحوالي الساعة الثانية لم يعد مكان لأحد ضمن القاعة الداخلية كما أن الساحة الخارجية وكذلك الطرق المؤدية إلى دار الجامعة قد امتلأت بالأهلين. وكانت فرق الشباب الوطني تحافظ على النظام ضمن القاعة الداخلية وفي الخارج أيضاً.
وحوالي الساعة الثالثة إلا قليلاً وصل إلى دار الجامعة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء يستبق وزراؤه فمحافظ المدينة وكبار موظفي الحكومة وجاء ايضاً رجال الكتلة الوطنية يتقدمهم رئيسهم دولة هاشم الأتاسي فقوبلوا بعاصفة من التصفيق وقد حضر الحفلة أيضاً الرؤساء الروحيون لمختلف الطوائف وعدد كبير من وجهاء المدينة ورجال الهيئات الاقتصادية والتجارية والصناعية وغيرها.
وفي تمام الساعة الثالثة وقف المحاضر الأستاذ فارس الخوري أمام المكرفون وأمامه نسخة عن المعاهدة السورية الافرنسية الأخيرة. فقوبل بتصفيق متواصل وهتاف شديد فأخذ يشرح المعاهدة بنداً بنداً وكلما انتهى من مادة شرح للاهلين الأسباب الدبلوماسية التي أرغمت الوفد السوري على وضعها في قالبها الحاضر وقد كان حضرة المحاضر صريحاً جداً في خطابه حتى أنه لم يبخل على الشعب في سرح جميع الأدوار التي مرت على الوفد في مفاوضاته الطويلة مع الافرنسيين وما تخلل هذه المفاوضات من صعوبات وما رافقها من لين وشدة وفقاً للظروف والملابسات.
وقد وقف المحاضر طويلاً أمام البنود العسكرية وقارن بدقة بين المعاهدة السورية وبين معاهدتي العراق ومصر وعالج قضية استلام التأسيسات المنوه عنها في المعاهدة ووضعية الموظفين الأجانب والتمثيل الخارجي وضمان الحقوق الدستورية المتعلقة بالأقليات والحقوق المكتسبة ومؤسسات الخير والإسعاف وتعادل العملة والمصالح المشتركة مع الحكومة اللبنانية والنظام الخاص الذي سيوضع لجبل الدروز وبلاد العلويين بعد ضمهما إلى سوريا عند تصديق المعاهدة.
ثم تكلم عن نفقات الانتداب والنظام القضائي المقبل ومن ثم تطرق إلى موقف لبنان فرجا بأن تتمكن سوريا المقبلة من أن تؤلف مع الحكومة اللبنانية المستقلة كياناً موحداً من شأنه أن يزيل كثيراً من المصاعب والمشاكل ولاسيما الاقتصادية منها التي تعتري كلا البلدين في وضعيتهما الحاضرة.
وقبل أن يختم محاضرته عرض لموقف البلدان العربية الحاضر وأكبر فيها هذا العطف الذي أبدته وتبديه نحو البلاد السورية.
وشكر ملوك الرب لموقفهم وتضامنهم ازاء فلسطين وتمنى أن تخرج فلسطين من هذه المحنة وأن تنال في وقت قريب ما نالته كل ما اخواتها العراق ومصر وسوريا من حرية واستقلال واستقرار.
وقد دامت المحاضرة نحواً من ثلاث ساعات ثم خرج الجميع لمشاهدة استعراض فرق القمصان الحديدية التي مرت بشكل عسكري بديع أمام رئيس الكتلة الوطنية وأعضائها ورجال الحكومة ومن ثم طافت بموسيقاها ومشاعلها مختلف شوارع العاصمة وظلت كذلك حتى ساعة متأخرة من الليل).
انظر:
نص محاضرة فارس الخوري التي شرح فيها مواد معاهدة عام 1936
قانون تصديق معاهدة التحالف والصداقة بين الحكومتين الفرنسية والسورية 1936