ولد عيسى يوسف جرجس سلامة في تشيلي عام 1916م.
والده بوسف جرجس سلامة، هاجر مع زوجته رحمة نادر من مرمريتا إلى البرازيل عام 1890، حيث أنجب يوسف أولاده جرجس، انطون، نقولا، نوري، عيسى، أما جميلة فولدت في مرمريتا لدى عودة العائلة إليها.
درس عيسى سلامة على الشهادة الثانوية عام 1936 من مدرسة اللاييك في طرطوس.
انتسب إلى معهد الحقوق (قبل أن تصبح كلية) في دمشق (حالياً الجامعة السورية) وحصل على إجازة في المحاماة عام 1940.
بعد تخرجه عمل محامياً متدرباً في مكتب المحامي (عصام الإنكليزي) بدمشق عام 1941.
انتقل في نهاية عام 1941 انتقل للعمل في مدينة اللاذقية وفتح مكتباً مشتركاً مع المحامي عبد العزيز ارناؤوط.
بعد استقراره مادياً ومعنوياً انصرف مع زملائه في تأسيس مجلة القيثارة وكان يعمل في تحريرها مع كل من: عبد العزيز أرناؤوط، ومفيد عرنوق، وكمال فوزي شرابي، وأديب عازار.
في عام 1934 انتسب للحزب القومي السوري الذي تأسس عام 1932 في أول زيارة قام بها مؤسس الحزب أنطون سعادة إلى المنطقة الساحلية في سورية، وكان عندها طالباً في مدرسة اللاييك، وانصرف اهتمامه في تلك الفترة للنشاط الحزبي السري الذي انكشف أمره في لبنان عام 1935.
أما الأشخاص الذين انتسبوا للحزب في ذلك الوقت هم:
إبراهيم عبد الرحيم، ياسين ديب، عبد الرحمن إبراهيم، بدر مرقبي، الياس جرجي قنيزح، عبد الكريم الشيخ.
شارك المحامي عيسى سلامة وكان طالباً في جامعة دمشق في إرسال عريضة إلى الحكومة اللبنانية تتضمن احتجاج السوريين القوميين على المعاملة القاسية التي يتعرض لها الموقوفون وملاحقة عناصر الأمن لأفراد الحزب الوطنيين.
عين عيسى سلامة منفذاً للحزب السوري القومي الاجتماعي خلال ممارسته مهمة المحاماة من 1941 ـ 1955 في اللاذقية.
أصبح في عام 1950 أمين سر نقابة المحامين في اللاذقية.
خاض المعركة الانتخابية للدخول إلى البرلمان عام 1954 ممثلاً عن حزبه في منطقة وادي النضارة، فلم يحالفه الحظ.
ساهم في تأسيس ثانوية النهضة في مرمريتا.
بُعيد اغتيال العقيد عدنان المالكي في عام 1955 اضطر عيسى سلامة للالتجاء إلى بيروت وتابع هناك نشاطه الحزبي فأصبح في عهد الأمين أسد الأشقر ناموساً للرئاسة ثم عضواً في المكتب السياسي والمجلس الأعلى للحزب.
ومن عام 1956 ـ 1957 أصبح عميداً للخارجية ثم نائباً لرئيس المحكمة الحزبية في عهد الأمين عبد الله قبرصي عام 1957.
في عام 1961 وفي عهد الرئيس اللبناني فؤاد شهاب جرت محاولة من الحزب السوري القومي الاجتماعي للاستيلاء على السلطة في لبنان، في عهد الأمين عبد الله سعادة، وحكم على المحامي عيسى سلامة غيابياً بالإعدام، فاضطر للتواري عن أنظار السلطات اللبنانية واللجوء إلى الأرجنتين.
استمر نشاطه الحزبي في الأرجنتين، وبعد جولة استمرت أكثر من سنتين عاد إلى سورية عام 1964م.
أعاد بعد عودته الى اللاذقية فتح مكتبه حتى عام 1966، تاريخ إلقاء القبض عليه ودخوله سجن تدمر مع زميله المحامي يوسف حبيب.
أثار اعتقاله تحركاً فورياً لنقابة المحامين في اللاذقية ووجه نقيب المحامين السوريين مذكرة في الحادي عشر من تموز عام 1966 إلى كل من رئيس الدولة آنذاك أمين الحافظ ورئيس مجلس الوزراء السوري ووزيري الداخلية والعدل ونقابة المحامين بدمشق جاء فيها:
((أثار اعتقال الزميلين الأستاذين عيسى سلامة ويوسف حبيب، القلق في نفوس المحامين، لما يعرف عنهما من حسن الخلق وعفة اليد، وللكيفية التي تم بها الاعتقال إن المحامين مع حرصهم الدائم على عدم التدخل في شؤون السلطة وتدابيرها، إلا أنهم كحماة للقانون، لا يسعهم إلا المطالبة بتطبيقه في حدوده الدنيا على أقل تقدير، وذلك بأن يتم التوقيف والتحقيق من قبل القضاء فقط، وأن يحال الموقوف إلى المحكمة ليتمكن من الدفاع عن نفسه.
إن المحامين الذين آمنوا برسالتهم، رسالة الحق والعروبة التي لاتقوم إلا على أسس كون الحرية والكرامة أولى مفاهيمها، وسيادة القانون أولى معانيها، يطلبون إما الإفراج عن الزميلين المعتقلين أو إحالتهما إلى القضاء، مع توفير حق الدفاع المقدس لهما في سائر أدوار التحقيق والمحاكمة، بما في ذلك اختيار المدافعين عنهما وتسهيل الاتصال بهما، إحقاقاً للحق الذي هو حرية وكرامة وعدل وقانون)).
11/7/1966
نقيب المحامين السوريين.
أخلي سبيل عيسى سلامة عام 1967 بعد صدور قرار العفو عن المساجين السوريين المتهمين في قضية اغتيال المالكي.
في نهاية 1967، كان عضواً في وفد المحامين السوريين إلى مؤتمر المحامين العرب في الخرطوم. غادر بعدها إلى غانا في أفريقيا وبقي فيها عدة أيام في ضيافة رفيقه رجاء يازجي ومن هناك سافر إلى الأرجنتين واستقر فيها.
كانت حياة عيسى سلامة من عام 1968 ـ 1981 مليئة بالعمل، فقد أتقن عدة لغات هي اللغة العربية الأصلية، والفرنسية يتحدث ويكتب بها بطلاقة منذ وجوده في اللاييك ودراسة المحاماة باللغة الفرنسية، إضافة إلى اللغات الثلاث الإنكليزية والإسبانية والبرتغالية.
لدى عودته إلى الوطن عام 1981، حمل معه ثروة لا تقدر بثمن أودعها مكتبة الأسد لتشكل رديفاً لمجاميع الكتب في المكتبة المذكورة.
افتتح في الأرجنتين مدرسة لتعليم اللغة الفرنسية وأبدل اسمه ليصبح ((روبير جيرار))، ليوحي بالثقة من تمكنه باللغة الفرنسية.
توفي في دمشق الحادي عشر من آب عام 1997م ودفن في مرمريتا بدون أي مشاركة رسمية من الحزب وبدون أية أجواء إحتفالية وكانت جنازته بسيطة جداً بناءً على طلبه.
شارك عصام المحايري في الجنازة تقبل التعازي مع أسرة الفقيد في مرمريتا.