وثائق سوريا
بيان الأمير محمد سعيد الجزائري حول إعلان الحكومة المؤقتة في دمشق عام 1918
المنشور الذي نشره الأمير سعيد الجزائري بصفته رئيساً للحكومة في دمشق في يوم رفع العلم العربي في ساحة المرجة والذي حضره علماء دمشق في 27 أيلول عام 1918م.
نداء الأمير محمد سعيد الجزائري إلى الأمة العربية ..
إن العلم العربي في هذه الساعة يخفق فوق دار الحكومة العربية المقدسة، فسلام أيها العلم.
إن الواجب المقدس الذي يتحتم قضاؤه عليكم في هذه الساعة التاريخية، هو أن تحتفظوا بالتُودءدة والسكون، وأن تؤيدوا القوة الساهرة على تأييد استقلالكم وكيانكم العنصري تأييداً يظهركم بمظهر الشعب الجديد بالحياة.
إن ساعة العمل قد حانت، وهذا الملك الفسيح الذي خفقت فوقه راية التمدن العربي القديم، قد أخذ ينتعش بعد رقدته وخموده، فيجب أن تقدسوا هذه البرهة التي أنفذتكم وبددت ظلمات اليأس الذي كان مستولياً عليكم وعلى قلوبكم وأفئدتكم. وحافظوا على السكون ولئن قمتم بذلك فإنكم تبرهنون على أنكم جديرون بالاستقلال والتحرير. إن في البيوت والمنازل والخدور نسوة أقعدهن العجز وأمسك بهن الخور عن العمل، فإلى هذا السرب المطمئن نلفت أنظاركم وإلى الكهول والأطفال والنساء.
إن فيكم دم محمد “صلى الله عليه وسلم” ودم أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم، فلا يجب أن تأتوا بعمل يخل براحة النساء، وأنتم أبناء هذا الوطن المقدس الذي يفدون الرخيص والغالي في سبيل صون نسائه وأطفاله وكهوله. إن القوة الساهرة على حفظ هذه البلاد تجازي بكل شدة وقسوة الذين يتجسرون على الإخلال بمصالح الأمة العربية والإعتداء على حقوق أفرادها، إن إطلاق الرصاص والظهور بمظهر المعادي المقلق يوجب الإخلال بالأمن العام، فالذين يتظاهرون بمثل هذ المظهر المستنكر الذي لا يتنفق مع صالح الأمة العربية المستقلة نلحق بهم العقاب المؤلم، ويعتبرون أعداء ألداء للوطن العربي وللأمة العربية ولسلطان العرب.
تعالوا معنا إلى حفظ كيان هذا الملك العربي ببذل دمائكم وأموالكم وتضحية المآرب الشخصية والمنافع الذاتية.
أيها العرب الذين استبشروا بهذا الفجر المؤتلق، فجر الاستقلال، لا باعث إلى القلق، إذ كان هنالك خوف فإن اليد التي أنيط بها حفظ هذه المرابع الجميلة به قادرة فعالة تستطيع أن تقوم بواجباتها خير قيام، ساعدونا وساعدوا العرب يا رجال العرب وشبان العرب وعشاق تمدن العرب.
رئيس الحكومة العربية السورية
الأمير محمد سعيد الحسني الجزائري
انظر:
حكومة الأمير سعيد الجزائري عام 1918
الأمير سعيد الجزائري في الثلاثينيات
نوري السعيد وإغتيال عبد القادر الجزائري في دمشق 1918
انظر ايضاً:
قصر الأمير سعيد الجزائري عام 1950