ولد الملحن عدنان قريش في دمشق عام 1911.
نشأ في عائلة مثقفة محبة للموسيقى. درس الموسيقى على يد الموسيقي التركي شوقي زوربا، كما تتلمذ على يد عدد من الموسقيين السوريين الكبار، مثل عمر البطش الذي علّمه أصول الغناء، وتوفيق الصباغ [ر]، وأمير البزق محمد عبد الكريم .
بدأ قريش ممارسة نشاطاته الموسيقية في النادي الموسيقي السوري الذي تأسس عام 1928، وانضم إلى جوقة المغنين فيه، كما قدم غناءه المنفرد.
وفي عام 1932 انضم إلى فرقة الفنان الشعبي حكمت محسن[ر] التمثيلية، ومثل فيها مسرحية «أبو زينب بياع الحلاوة» التي عرضت في أحد بيوت دمشق أولاً، ثم في حديقة المنشية ببلدة قطنا، وعلى مسرح لونا بارك الصيفي بدمشق.
في عام 1935 خاض عدنان قريش غمار التلحين لأول مرة. فلحن أغنية «يا طول عذابي من هواك» التي كان مقرراً أن يغنيها بشير الشويكي ـ مطرب نادي الآداب والفنون ـ في «راديو الشرق» ببيروت، لكن تغيّب المطرب اضطر قريش ليغنيها بصوته.
مع بدايات البث التجريبي للإذاعة السورية في شباط 1947، كان عدنان قريش أول العاملين فيها. إذ باشر عمله عازفاً بآلة العود ضمن فرقتها الموسيقية، إضافة إلى قيامه بتدوين الألحان، إذ كان من الموسقيين القلائل الذين يجيدون كتابة النوتة الموسيقية. لكن انطلاقته الكبيرة في التلحين كانت عام 1950 مع المطربة كروان التي لحن لها ثلاث أغنيات هي «شدّوا لي الهودج»، و«زين يابا زين»، و«دخيلو ربك»، و«يابا وياباي». ورسخت هذه الأغنيات أقدامه في التلحين، ليقدم بعدها كثيراً من الألحان الشعبية الجميلة للمطربين السوريين. فمما لحنه لياسين محمود «خلي يا خلي»، و«واردة الحلوة من العين».
وعدنان قريش أول من أدخل الفنان رفيق سبيعي مجال الغناء الانتقادي، حين لحن له عام 1962 أغنية «داعيكم أبو صياح معدل ع التمام»، ثم لحن له أغنيات انتقادية أخرى، مثل «الخنافس»، و«الحب ثلاث ألوان»، و«الهوى رماك يا ناعم»، كما لحن له أغنية شعبية «صفّر صفّر يا بابور». ولحّن للممثل فهد كعيكاتي أغنيات انتقادية عدة منها «فهمية يا فهمية»، و«قصة حبّ أبو فهمي»، ولحن له أغنية ضاحكة «إن كان حبيبي لابس قمبازو». ولحن لمطربات ومطربين آخرين، مثل نورهان، ومحمد مرعي، وموفق بهجت، ونجاح سلام، ودلال شمالي والثلاثي الفني. كما وضع أربع مقطوعات موسيقية في قالب اللونغا (ذات الإيقاع السريع) من مقامات عجم كرد، ويكاه، ونهاوند، وراست. ويعدّ لحنه الرائع لأغنية «زيّنوا المرجة» من أجمل الألحان الوطنية ذات الخصوصية.
وبعيداً عن التلحين، خاض عدنان قريش غمار العمل الإداري الموسيقي، فتولى مهام معاون رئيس الدائرة الموسيقية في إذاعة دمشق، ثم رئيس الدائرة من 27/4/1967 حتى 21/9/1968. كما أعد وقدم العديد من البرامج الموسيقية عبر إذاعة دمشق، من أهمها «من تراثنا الشعبي» الذي قدمه في الستينيات من القرن العشرين، وشارك قريش الفنان رفيق سبيعي في إعداد برنامج «حكواتي الفن» واستمر فيه حتى رحيله(1).
(1) أحمد بوبس، الموسوعة العربية.