قضايا

سورية وأحداث أيلول الأسود في الأردن عام 1970م

الموقف السوري من أحداث أيلول 1970 في الأردن


أصدر المكتب الصحفي في رئاسة الدولة في سورية بياناً في الثالث والعشرين من أيلول ذكر فيه أن الدكتور نور الدين الأتاسي أكد للرؤساء العرب في القاهرة ضرورة اتخاذ موقف حاسم لتدعيم الثورة الفلسطينية، وبين لهم أن سورية تؤيد الثورة بغير حدود.

ونفى إبراهيم ماخوس وزير الخارجية السورية السابق، وعضو القيادة القومية لحزب البعث من باريس في الخامس والعشرين من أيلول عام 1970م أن تكون سورية قد تدخلت في الأردن. وقال أنها فقط وضعت إمكانياتها تحت تصرف الثورة الفلسطينية.

وأشار إلى أن مبادرة السلام الأميركية لم تكن مرمي إلى غير تصفية الشعب الفلسطيني.


الحكومة الأردنية تؤكد دخول قوات سورية إلى الأردن:

أكدت الحكومة الأردنية دخول قوات سورية مدرعة إلى الأراضي الأردنية. وفي الثالث والعشرين من أيلول وزعت السفارة الأردنية في بيروت بياناً كشفت فيه أن وفد الملوك والرؤساء العرب الذين زاروا الأردن استقبل “الأسرى السوريين الذين أعطوا للفريق محمد صادق أسمائهم وأسماء وحداتهم المدرعة السورية التي عبرت الحدود الشمالي في الأردن.


دعم الحكومة السورية لحركة المقاومة الفلسطينية:

استمرت الحكومة السورية في دعم حركة المقاومة الفلسطينية خلال أحداث ما عرف بـ أيلول الأسود ليس فقط على الصعيد العسكري بل الإعلامي أيضاً، حيث تحولت إذاعة دمشق إلى منصة لإذاعة البيانات التي كانت تصدرها حركة المقاومة الفلسطينية. ومنها البيان الذي أصدرته اللجنة المركزية لحركة المقاومة الفلسطينية وبثته عبر إذاعة دمشق في الرابع والعشرين من أيلول، والذي قالت فيه أن الامكان الوحيد لتسوية الأزمة في الأردن هو تشكيل سلطة وطنية يؤيدها الشعب بأسره، وتكون قادرة على الدفاع عن هذا الشعب وحمايته، وليس ضربه، ومحاولة تصفيته.


صحيفة تحذر:

حذرت صحيفة “نيويورك تايمز” في افتتاحيتها يوم الثامن والعشرين من أيلول 1970م من خطر تصادم سوفيتي – أميركي في الشرق الأوسط رغم تجنب دخول القوات السورية في الأردن، وطالبت أن تتعاون الدول الكبرى لاحتواء أي نزاع يسببه “المتطرفون” في الأردن، وخارجه لحث دول الشرق الأوسط للتوصل إلى تسوية للنزاع العربي- الإسرائيلي.

الموقف من انسحاب القوات السورية من الأردن:

في الرابع والعشرين من أيلول علقت صحيفة “فايننشال تايمز”  على حادثة الانسحاب فقالت: أن انسحاب القوات السورية من الأردن كان موضع ترحيب في إسرائيل.

وأوضحت الصحيفة أن الانسحاب سببه الضغط الأميركي المتزايد والتهديد بالتدخل الإسرائيلي إذا ما تحركت المدفعية والدبابات السورية إلى وادي الأردن مقابل المستوطنات الإسرائيلية، وكذلك بسبب الخسائر الحقيقية في الدبابات والمدفعية، نحو 50 دبابة” وأخيراً الإنذار السوفيتي بعدم التدخل إلى جانب سورية في حال تدخلها في الأردن، وقد جاء ذلك في أعقاب انذار أميركي للسوفييت بأن تدخلهم لجانب السوريين سيدفع بالأميركيين لتأييد إسرائيل.

وكشفت الصحيفة أن السوريين لم يستشيروا الحكومة السوفيتية قبل عملية التدخل، ولكن وضعوها أمام الأمر الواقع.

في حين لم تشير الصحيفة إلى أن أحد أهم أسباب الانسحاب والخسائر في المدرعات هو رفض حافظ الأسد قائد سلاح الجو السوري -وزير الدفاع تغطية القوات البرية التي دخلت دون غطاء جوي.

وذكرت صحيفة “ديلي تلغراف” في 24 أيلول أنه بعد انسحاب القوات السورية من الأردن وسيطرة القوات الأردنية على الوضع في الأردن يجب استبعاد فكرة التدخل الخارجي وتحويل الجهود بدلاً من ذلك إلى عمليات الإغاثة.

أما نيويورك تايمز قالت: أن انسحاب القوات السورية  وانتصار القوات الأردنية منح حياة جديدة للنظام الملكي المهتز في الأردن، وبالتالي جنب المنطقة خطر حرب جديدة في الشرق الأوسط.


اقرأ:

سامر الموسى: أيلول الأسود عام 1970


اتفاق عرفات – الملك حسين

وقع ياسر  عرفات باسم منظمة التحرير الفلسطينية والملك حسين اتفافاً نص على انهاء كل العمليات والتحركات العسكرية من جانب الطرفين الأردني والفلسطيني، وسحب الجيش والفدائيين من عمان وتركيز الفدائيين في أماكن ملائمة.

وتتحمل سلطات الأمن الداخلي حفظ الأمن تحت الإدارة المدنية، وإطلاق المعتقلين لدى الجانبين فوراً، وتكوين لجنة عليا لمتابعة تطبيق الاتفاق.

المراجع والهوامش:

(1). اليوميات الفلسطينية، مركز الأبحاث في منطقة التحرير الفلسطينية، المجلد 12، بيروت 1971م، صـ 404

(2). اليوميات الفلسطينية، مركز الأبحاث في منطقة التحرير الفلسطينية، المجلد 12، بيروت 1971م، صـ 392

(3). اليوميات الفلسطينية، مركز الأبحاث في منطقة التحرير الفلسطينية، المجلد 12، بيروت 1971م، صـ 393

(4). اليوميات الفلسطينية، مركز الأبحاث في منطقة التحرير الفلسطينية، المجلد 12، بيروت 1971م، صـ 397

(5). اليوميات الفلسطينية، مركز الأبحاث في منطقة التحرير الفلسطينية، المجلد 12، بيروت 1971م، صـ 420

(6). اليوميات الفلسطينية، مركز الأبحاث في منطقة التحرير الفلسطينية، المجلد 12، بيروت 1971م، صـ 401

(7). اليوميات الفلسطينية، مركز الأبحاث في منطقة التحرير الفلسطينية، المجلد 12، بيروت 1971م، صـ 401

(8). اليوميات الفلسطينية، مركز الأبحاث في منطقة التحرير الفلسطينية، المجلد 12، بيروت 1971م، صـ 401

(9). اليوميات الفلسطينية، مركز الأبحاث في منطقة التحرير الفلسطينية، المجلد 12، بيروت 1971م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى