من الصحافة
صحيفة 1920 – صدى احتلال دمشق في الصحافة البريطانية
نشرت صحيفة النفير الصادرة في تقريراً بعنوان : (صدى احتلال دمشق) تضم أبرز ما نشر في الصحافة البريطانية حول شروع فرنسا باحتلال بعض المناطق في سورية والتحضير لاحتلال دمشق.
يلاحظ أن موقف الصحافة البريطانية لم يعارض الاحتلال بل حاولت ايجاد المبررات له، مع التلويح للأمير فيصل بعرش العراق، وهذا ما جرى لاحقاً.
نص المادة كما وردت في الصحيفة:
صدى احتلال دمشق
علقت الصحف البريطانية على خبر احتلال الفرنسويين لدمشق، فقالت التيمس بمقال افتتاحي في 19 يوليو بعنوان :”فرنسا وسورية” وردت فيها على رسالة نشرتها في اليوم عينه للورد ليمتن قال فيها ان بريطانيا وعدت الملك حسيناً باستقلال سورية فلا يسعها أن تنفض يدها من المسألة. وقالت التيمس اننا لا نشاطره هذا الرأي وليس هناك تناقض بين انتداب فرنسا واستقلال سورية لأن الانتداب يكون شرطاً لاستقلال سورية ووسيلة اليه كما أن انتداب بريطانيا للعراق وفلسطين سيكون كذلك.
قالت والقيد الوحيد الذي تقيدت به بريطانيا في تعريف سورية المستقلة هو ان تشمل سورية المستقلة دمشق وحلب وحماة وحمص ولم يطأ الجنود الفرنساويين هذه المدن ولا يحتمل أن يطأوها اذا تدرع العرب بالفطنة وأصالة الرأي.
ثم أشارت إلى الأمور التي استفزت الفرنساويين كالاغارات على المنطقة الفرنساوية والنهب والسلب والتعدي على غير المسلمين. إلى أن قالت هذا والفرنساويون لا يبغون التطوح في أعمال عسكرية وحمل أعباء جديدة في سورية كما هو ظاهر من تصريح المسيو ملران. ويلا يعقل ان تقدم فرنسا على ذلك وهي ترى ما أصابنا في العراق والمأمول ان بريطانيا وفرنسا تعملان معاً لا ان تعمل كل منهما على انفراد لأن كل اضطراب يقع في منطقة الواحد منهما ينتقل إلى منطقة الأخرى.
وحبذا لو أتيح لنا في العراق رجل ذو نفوذ كفيصل في سورية ولكن يحتمل أن تحل مشكلة العراق حلاً شريفياً أيضاً “أي بأجلاس احد ابناء الملك حسين على عرض العراق” فان ذلك يكون حلاً حكيماً، واذا تم لنا ذلك في العراق وسويت مسألة فرنسا في سورية كان ذلك خيراً وأبقى وعسى ان لا يغوي فيصلاً الغواة الأشرار لحمله على اتخاذ سبل الشدة والعنف والتطرف فانه اذا سلكه لا يلقى شيئاً من المعونة منا ويخاطر بأكثر من سورية.
وكتب الكاتب السياسي لجريدة الديلي تلغراف رسالة سابقة وقال منها في 20 يوليو اذا احتلت فرنسا بعض مدن العرب الداخلية احتلالاً عسكرياً فإنها تخطو خطوة خطيرة الشأن وقد يكون حق فرنسا القانوني في خطو خطوة كهذه قوياً اعتماداً على اتفاق سايكس- بيكو. ولكن المفهوم ان هذا الحق ضيق بعض تضييق بالاتفاقات التي عقدت بعده بين المستر لويد جورج والمسيو كلمنصو ولكن الذي يبعثنا على الرجاء بأن حليفتنا الصادقة “فرنسا” لا تتسرع هو مراعات المصلحة فإنها إذا فقد توقع صراعاً يمكن تلافيه بطول الاناة والمفاوضة فان هذه الصراع قد يحمل العرب على الانضمام الى الاتحاديين الترك.
وهنالك أمور تبعث على الظن بأن جماعة الاستعماريين ولاة الأمور الفرنسويين لسحق حزب الاستقلال السوري مقابل حزمنا في معاملة الترك فاللذين يشيرون بهذه الخطة يذهلون عن الفروق بين الحالتين فالترك حاربوا العرب الذين وقفوا إلى جنب الحلفاء وهذه حقيقة قد يذهل عنها. وقد يكون العرب مفرطين في بعض مطالبهم لكن يجب استنفاد وسائل اصلاح ذات البين قبل الإقدام على اجراءات الشدة.
وقالت الديلي كرونكل من مقالة افتتاحية ان علة المشكلة هي أن الأمير فيصلاً بارع في السياسة وقد عقد مع المسيو كلمنصو في العام الماضي اتفاقاً حسناً على الورق ولكن انصاره من الوطنيين السوريين يأبون تنفيذ هذا الاتفاق. وقاعدة الاتفاق ان مبدأ استقلال سورية لا يناقض انتداب فرنسا وهذا مبدأ صحيح بشرط أن يتذرع الفريقان بالفطنة لتنفيذه بالصدق والولاء (1).
(1) صحيفة النفير، حيفا، العدد الصادر في 1 آب 1920
اقرأ:
دخول القوات الفرنسية دمشق عام 1920