من الصحافة
صحيفة 1935- ملك يهودي على عرش سورية
في عام 1935م، كانت للرقابة الوطنیة الشعبیة دوراً كبيراً في إحباط المساعي المبذولة لتسرب الأراضي السورية الى الوكالة الیھودية، وقد كان للصحف السورية دورھا المرموق في فضح تلك المطامع والممارسات.
صحيفة القبس نشرت ضمن متابعاتها خبراً في عددها الصادر في الخامس عشر من كانون الأول عام 1935م، بعنوان: (ملك يھودي على عرش سوريا).
نص الخبر:
ملك يھودي على عرش سوريا
“ألقى السیر ھربرت صموئیل محاضرة في جامعة لندن بعنوان (انكلترا وفلسطین) وقد أحدثت ضجة عنیفة في مختلف الأوساط السیاسیة، ولعل أھم ما جاء في ھذه المحاضرة الخطیرة تصريح السیر ھربرت صموئیل بأن الحكومة الانكلیزية كانت وضعت مشروعا بتأسیس مملكة يھودية مستقلة من قبل تصريح بلفور بتأسیس الوطن الصھیوني، ولم يقف السیر ھربرت عند ھذا الحد بل اعترف أن فكرة تأسیس ھذه المملكة كانت موضع بحث بینه وبین الدكتور حايیم وايزمن الزعیم الصھیوني الكبیر أبان الحرب العظمى، وأنه اجتمع في 9 تشرين الثاني 1914 الى السیر ادوار غراي وزير الخارجیة البريطانیة، إذ ذاك وفاتحه بتأسیس ھذه المملكة وكاد وزير الخارجیة يقتنع بفائدة ھذا المشروع الضخم لان السیر ھربرت كان يريق علیه الوانا جذابة حتى أن وزير الخارجیة السیر غراي راح يساعد ھربرت بشتى الوسائل السیاسیة والدبلوماسیة على تحقیق فكرته.
وقد كان مشروع السیر ھربرت صموئیل يقتصر على فلسطین فقط بحدودھا الحالیة، ولكن السیر ادوار غراي كان يحلم بملك أوسع، لأن مملكة مساحتھا كفلسطین لیست بذات أھمیة كبرى، فاقترح السیر غراي ضم سوريا ولبنان الى ھذه المملكة المستقلة، على أن يعلن علیھا ملك من بني اسرائیل، ولم يعارض السیر ھربرت صموئیل السیر ادوار غراي في ھذا الاقتراح، ولكنه طلب منه أن يمھله لیدرسه درسا دقیقا، وبعد أسابیع عاد وبین لوزير الخارجیة الأضرار الكبرى التي تنتظر ھذه الملكیة في فلسطین اذا ما دخلتھا العناصر العربیة في دمشق وبیروت، وقال له: ان العرب في دمشق لن يمكنوا الیھود من صف حجر واحد في دمشق. فاقتنع السیر ادوار غراي وأخذ يوجه اھتمامه وتفكیره الى تأسیس أمبراطورية يھودية خالصة في فلسطین”.
اقرأ:
من مذكرات أكرم الحوراني – الوباء