الوثيقة من الأرشيف العثماني الرسمي باسطنبول وتتعلق بالخلاف الذي حصل بين القطعة العسكرية في حمص و إدارة المدرسة العلمية بخصوص بناء المدرسة على أرض قريبة من الثكنة , و قد تم إيقاف بناء المدرسة من قبل نظارة الحربية حتى قام مدير المدرسة محمد علي بمراسلة نظارة المعارف وصولًا للصدارة العظمى , و هذا نص الوثيقة بعد الترجمة الحرفية :
الى جناب مفتشية التدريسات الإبتدائية في حماة
هذا جواب على الأسئلة والمواد الواردة في التحريرات الصادرة من نظارة / وزارة المعارف الجليلة بتاريخ 20 جمادى الأول سنة
1332 / 3 نيسان 1330 رقم 174509/101 من تبليغ النظارة بتاريخ 24 نيسان 1330 رقم 80
مادة 1 : بخصوص قطعة الارض المتروكة لمكتبنا ( مدرستنا ) وهي من الأراضي الأميرية ( ملكية الدولة ) مساحة 3000 متر مربع , وحتى في حال عدم وجود امر رسمي من النظارة الحربية , فإن تحريرات ومراسلات ترك الأرض للمكتب كانت قد كتبت الى نظارة الحربية من قبل مفتشية الفيلق الخامس / رديف في سورية بتاريخ 5 تشرين الاول 1328 / رقم 710 – 25
تشرين الاول 1328 رقم 717
مادة 2 : الإدعاء بأن قطعة الارض ليست فارغة وانما معمورة ببناء المعسكر , والقسم الآخر منها هو جزء من تعليم خانه ادعاء غير صحيح.
سوف يتبين لكم لدى التحقيق ان هذا الادعاء صادر عن جهات تريد الحاق الاذى بمكتبتنا ووطننا والإضرار بالرابطة العثمانية التي تتم محاربتها من قبل المكاتب الأجنبية.
إن الأرض المذكورة وبالرغم على إحتوائها خرابة ترابية الا انها من الأراضي المدورة ( الأميرية ) من أولها الى آخرها , وكل سنة يتم تأجيرها للقهوجية وهي ملاصقة لإحدى القهاوي وهي لاتخص الجهة العساكرية التي ورد ذكرها سابقاً , ومراسم وضع الأساس تمت بحضور جميع الضباط العسكريين والقائد سراج الدين بك هو من وضع حجر الأساس بنفسه , واستمرت الإنشاءات شهرين دون ممانعة من الجهة العسكرية.
مادة 3 : لقد قام هذا العاجز ( كاتب العريضة محمد علي ) بتوضيح موضوع إدعاء نسبة الأرض للجهة العسكرية في المراسلات التالية :
إلى مديرية المعارف بولاية سورية 5 كانون الثاني 1327 – رقم 11 , 20 شباط 1327 – رقم 15 , 2 مارس 1328 – رقم 24 , 15 تموز 1328 – رقم 20 , 18 أيلول – رقم 29 ,
إلى نظارة المعارف الجليلة ؛ في عريضة أهل حمص بتاريخ 7 تشرين الأولى 1328 – رقم 449 , و معها التحريرات إلى ولاية سورية بتاريخ 14 مارس 1328 – رقم 22 , و إلى ولاية سورية بتاريخ 2 حزيران 1328 – رقم 109 , و إلى متصرفية حماة من قبل قومسيون / هيئة المعارف من خلال المضبطة المرسلة بتاريخ 30 مارس 1328 – رقم 8 , و بحسب الإشعار من ولاية سورية إلى نظارة المالية بتاريخ 25 الأول 1328 – رقم 880 .
و بالنسبة لوضع الأساسات ؛ الأمرنامه الصادر من نظارة المالية إلى الحكومة المحلية بتاريخ 20 حزيران 1328 و كما ورد فيه بوجب قانون الميزانية المادة 27 بترك الأرض إلى نظارة المعارف و بناءً عليه تمت مراسم وضع الأساس بحضور القائد و جميع الضباط العسكريين و المأمورين بدعوة و معرفة الحكومة المحلية , و تم تعطيل البناء من قبل الجهة العسكرية بعد صرف 250 ليرة عثمانية , بناء ً عليه يتبيّن أننا بدأنا الأعمار بعد جواب نظارة المالية .
مادة 4 : بخصوص السؤال عن إكمال البناء في هذه الأيام ؛
ببيان الحكومة المحلية عن ضرورة استمرار البناء في الأرض المذكورة التي تم تركها مجانًا للمكتب بناءً على قرار مجلس شورى الدولة و بتعهد إكمال البناء من أهل الحمية في حمص و بالفعل تم جمع 800 ليرة في عدة ساعات , و لكن بردت هممهم بعد الإنقلاب / الضربة الذي حصلت ( هنا قد يكون قصد الكاتب إنقلاب الباب العالي أو أحداث ما قبل دخول الدولة العثمانية في الحرب العالمية ) و مع الزمن فقدوا الأمان بخصوص هذا الأمر , و لذلك رأينا تأخير إكمال البناء ريثما نستحصل على سند الطابو .
و بخصوص عدم مداومة البناء لم يأتِ أمر من الجهة العسكرية بهذا الخصوص .
و في حين يتم دعم المكاتب ( المدارس ) الأجنبية التي تأسست في وطننا , يتم دعمها من قبل الحكومات الأجنبية بشكل سنوي و كلنا نعرف سبب تأسيس هذه المكاتب , و حتى المكاتب العثمانية المسيحية التي تدخل تحت رعاية القيصر الروسي و منها مكتب الروم الأورثودوكس في حمص و الذي تم دعمه بمبلغ 800 ليرة سنويًا و ومكتب البروتستانت الذي يتقاضى مع مكتب الروم الأورثوذوكس إعانات بعشرات آلاف الليرات لإتمام بناءهم العظيم و المهيب , بينما مكتبنا الذي اكتسب شهرة واسعة و يأتيه الطلاب من حلب و دمشق و نابلس و عكا وطرابلس و القدس , و الممتلئ بـ 350 طالب نهاري و 80 طالب ليلي من جميع أنحاء ولاية سورية , و الذي تم تأسيسه على أساس تأييد و تحكيم الإسلام و تقوية الرابطة العثمانية و الحس العثماني الذي تم الإخلال به , و هو بانضمام المتطوعين من المدرّسين ينافس المكاتب الأجنبية بالتفوّق و ذلك بشهادة والي سورية و متصرّف حمص و قائمقامها و مدير المعارف و مفتّشيها الذين زاروا حمص , هذا المكتب يحتاج لتأمين بقاءه و وجوده عن طريق إتمام البناء بأرسع وقت و إعطاء المبالغ و التخصيصات اللازمة له , فقد يُغلق في حال عدم إدارة الموضوع , و سيتوجه طلبته حينها للمكاتب الأجنبية.
مكتبنا الذي يتابع غاياته الرفيعة التي تهدف إلى نفع الأمة و السلطنة , كتعظيم الحس العثماني و تعميم اللغة العثمانية وتعليمها , و الذي نعلم تمامًا أن جهوده سيتم تقديرها من محبّي الامة و الوطن كما من دولتنا الحاضرة و العادلة التي تقدّر حسنا الوطني و مجاهدتنا ضد الماسونيين و منافستنا آلاف المكاتب الأجنبية التي لا تكفّ عن نشر السموم ,
و كي نتابع التقدّم بخطى متينة نطلب تخصيص حصة لمكتبنا من مخصصات ” الكلية العثمانية ” و ” دار العلوم ” في بيروت , والسماح بمتابعة البناء في الأرض التي أعطيت لنا من قبل مجلس شورى الدولة بأسرع وقت لكسب قلوب جميع السوريين , و بناءً عليه أقدّم هذه العريضة ملفوفة إلى وزارة المعارف مع الإحترام . 5 مايس 1330
مدير مكتب الكلية العلمية الإسلامية
محمد علي
اقرأ:
من الأرشيف العثماني 1877 -كتاب شكر من أهالي حمص إلى السلطان عبد الحميد الثاني
من الأرشيف العثماني 1914- رسالة مدير المدرسة العلمية في حمص إلى نظارة المعارف
من الأرشيف العثماني 1910- عريضة للصدارة العظمى من مدير المدرسة العلمية الأدبية في حمص