مختارات من الكتب
نيقولاس فان دام: التكتل الطائفي والإقليمي والعشائري في النخبة العسكرية البعثية
من كتاب الصراع على السلطة في سوريا (12)
فان دام (نيقولاس)، الصراع على السلطة في سوريا- الطائفية والإقليمية والعشائرية السياسية 1961- 1995.
الفصل الثالث – الاستقطاب الطائفي في القوات المسلحة السورية بين السنيين والأقليات الأخرى
التكتل الطائفي والإقليمي والعشائري في النخبة العسكرية البعثية
بدأ الصراع على السلطة يظهر بين قادة اللجنة العسكرية عقب الإنقلاب الناصري الفاشل في 18 يوليو (تموز) 1963، حيث لجأ هؤلاء القادة بغية تقوية مراكزهم إلى تجميع رجال عسكريين حولهم ممن تربطهم بهم روابط طائفية أو عشائرية أو إقليمية. ونتيجة لذلك قوضت بنية القيادة والإنضباط داخل القوات المسلحة وتنظيم الحزب العسكري بشكل كبير. وفي تقرير يرجع تاريخه إلى 19 أكتوبر (تشرين الأول) 1965 وصف أمين المكتب التنظيمي العسكري البعثي هذه العملية بما يلي:
(وجاءت ثورة الحزب في الثامن من آذار فوجدت القيادات الحزبية أنه قد أصبح من المحتم ضرورة إقامة تنظيم حزبي عسكري موسع في الجيش يضم كافة العسكريين أصدقاء الحزب والذين وقفوا إلى جانبه وأسهموا بثورته وهنا لا بد من الإشارة أنه قد وقعت أخطاء في أسلوب وطريقة التنظيم وكانت صفة العضوية تعطي هبة للعشرات بل للمئات لأن الأساس التي قام عليها التنظيم لم يكن هدفها الإيمان بالحزب بل مع الأسف الحماية لقادة التنظيم على مختلف المستويات من قائد فرقة حتى القيادات العليا وتجميع الاتباع والمحاسيب بالجملة وخاصة بعد 18 تموز.
لم يقف الأمر عند هذا الحد بل امتد إلى أكثر من ذلك عندما أصبح الاتباع قادة في التنظيم ينظمون ما شاءوا بل وأكثر من ذلك أصبحوا يقيمون الحزبيين الذين عاشوا نضال الحزب بكامله ووهبوا حياتهم له.
وإذا عدنا إلى تنظيم أي فرقة نجد أن التنظيم فيها قد تم من قبل أمين الفرقة والذي هو قائد الوحدة وبحسب أهوائه الشخصية أو السياسية أو الإقليمية أو الطائفية وأمين الفرقة هذاهو الموجه الحزبي لفرقته ولكن السؤال من أين له الثقافة والخبرة الحزبية التي تؤهله لذلك. الجواب حتى القيادات الحزبية العليا آنذاك كانت بمعزل عن مراقبة التنظيم وتوجييه بسبب انشغالها بمجابهة ظروف الثورة القاسية في بداية الأمر ثم انغماسها في شؤون السلطة والصراع العنيف من أجلها مما ولد في الحزب ضعفاً في الانضباط والثقافة الحزبية وبالتالي فقدان وحدة الفكرة والروح والاتجاه. ووصل التنظيم إلى حالة من التشويه لم يعد من الممكن تحملها من قبل الرفاق وحل الولاء الشخصي والتكتلي محل الولاء الحزبي) (1).
(1) حزب البعث العربي الاشتراكي، القطر السوري، مشروع تقرير عن واقع الحزب في التنظيم العسكري، 19 اكتوبر (تشرين الأول) 1965، لمزيد من التفاصيل انظر:
Van Dam, De Rol van Sektarisme, Regionalisme en Tribalisme, pp. 1224.
اقرأ:
من كتاب الصراع على السلطة في سوريا – الفصل الأول :
نيقولاس فان دام (1): العوامل التي ساهمت في الولاءات الطائفية والإقليمية والعشائرية في سورية
نيقولاس فان دام (2): الإقليمية في سوريا خلال فترة الاستقلال
نيقولاس فان دام (3): الأقليات الدينية المتماسكة .. العلويون
نيقولاس فان دام (4): الأقليات الدينية المتماسكة .. الدروز والإسماعيليون
من كتاب الصراع على السلطة في سوريا – الفصل الثاني:
نيقولاس فان دام (5): التداخل الطائفي والإقليمي والعشائري والإجتماعي الإقتصادي
نيقولاس فان دام (6): التمثيل القوي لأعضاء الأقليات في حزب البعث
نيقولاس فان دام: (7) الحواجز الإجتماعية التقليدية أمام التوسع الطبيعي لحزب البعث
نيقولاس فان دام: (8) الشقاق الحزبي الإنصرافي داخل جهاز حزب البعث المدني
نيقولاس فان دام (9): انتخابات حزب البعث المحلية عام 1965
نيقولاس فان دام (10) : أعضاء الأقليات في القوات المسلحة السورية قبل عام 1963
نيقولاس فان دام (11): الاحتكار البعثي للسلطة في سورية 1963