وثائق سوريا
بيان أحرار البحرين في دمشق عما يجري في البحرين عام 1965
في العشرين من آذار عام 1965م، أصدرت مجموعة من القوميين الذين من أبناء البحرين الذين اتخذوا دمشق مركزاً لنشاطهم القومي، و كان عددهم محدود ولكن لهم امتداد في البحرين، ومنهم بعثيين وقوميين عرب، أصدروا بياناً حول ما يجري في البحرين.
فيما يلي نص البيان:
بيان من أحرار البحرين في دمشق إلى جماهير الشعب العربي عما يجري في البحرين
دمشق 20 / 3 / 1965
يا جماهير شعبنا
في هذه الفترة التاريخية الحرجة تجتاح أمتنا العربية مؤامرة استعمارية واسعة تستهدف حرية الشعب العربي وتقدمه، وقد ظهرت بأشكال لم تخف على الشعب العربي المناضل، إذ توارد خلال الفترة الأخيرة المبعوثان الاستعماريان، تالبوت وهاريمان، ثم تبوأ مركز التحدي المهين رسول أمريكا المقنع بو رقيبة، فكشر عن نابه بتصريحاته التي لم تكن إلا حركة فعلية لمعرفة مدى صمود العرب تجاه سياسة أمريكا والإمبريالية العالمية.
وقد كان الرد الشعبي برهانا على صلابة الأمة العربية وتحديها للسياسات الإمبريالية وخططها.
يقف في الوقت نفسه عمال البحرين ببطولة وتلاحم مع الطلبة المناضلين؛ ليتحدوا رصاص الاستعمار البريطاني الرهيب والرجعية العميلة، وذلك حينما استمرت بريطانيا بتنفيذ سياسة التفقير ضد الشعب عن طريق واجهتها شركة نفط البحرين (بابكو) التي بدأت بفصل العمال عن وظائفهم بشكل جماعي وتعسفي.
إن هذه العملية حلقة من سلسلة السياسة الرهيبة التي تمارسها سلطات بريطانيا الاستعمارية بالتعاون مع حكومة البحرين العميلة منذ أن فرضت حالة الطوارئ على الشعب في عام 1956، وتوسيع القاعدة الحربية البريطانية والأمريكية بانتشار الجيش البريطاني العدائي، وتركيز الرؤوس النووية، وتعميق الموانئ وانتشار المطارات الحربية، وتوسيع نطاق الهجرة الإيرانية لمحاولة طمس عروبة البحرين وإبقائها بعيدة عن الوطن الأم.
إلا أن نضال شعب البحرين المستمر ضد الاستعمار، وتقديم الضحايا على طريق الحرية منذ عام 1937 يزداد عنفا.
وإن الوحدة الوطنية التي مارسها شعب البحرين بموقفه الصامد عام 1953 وتقديمه كوكبة من مناضليه من العمال والفلاحين والطلبة كانت المرتكز الأساسي في تطوير نضال البحرين العنيد من أجل الديمقراطية العادلة.
إن شعب البحرين إذ يجدد جولته الكفاحية هذه الأيام بصلابة وحزم فإنما يشارك الأمة العربية في معركتها الحاسمة نحو التحرير والتقدم، كما إن شعب البحرين ينظر إلى البترول المتدفق في أراضيه ثروة قومية يجب أن يعاد النظر في اتفاقية استثماره لصالح الشعب حتى يتسنى له تقديم ثرواته لأمته العربية لخدمة قضاياها.
إن نضال البحرين البطولي، المتمثل بتلاحم قوى الشعب، سيؤدي إلى النصر وتحقيق المطالب التالية:
رفع حالة الطوارئ التي فرضت على الشعب منذ عام 1956.
إرجاع جميع العمال المفصولين وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في الحال ووقف جميع الملاحقات.
تشكيل لجنة غالبيتها من العمال المنتخبين للنظر في شؤون جميع العمال في البلاد.
تشكيل لجنة يشترك فيها العمال للتحقيق في حوادث إطلاق النار الأخيرة.
عودة الأحرار الذين أبعدوا عن الوطن منذ عام 1956.
إطلاق الحريات العامة كإصدار الصحف والمجلات وعقد الاجتماعات العامة.
السماح بتأسيس اتحاد عام للعمال وآخر للطلبة.
إدخال الأنظمة الديمقراطية التقدمية إلى أجهزة الدولة، كالقوانين المدنية والتشريعية، ورفع المستوى العلمي وتوسيعه.
تطهير جهاز الأمن العام من جميع العناصر الأجنبية كالإنكليزية والإيرانية وغيرها.
وقف الهجرة الإيرانية التي تشكل خطرا على عروبة البحرين