شهادات ومذكرات
من مذكرات جمال الفيصل – دعم ثورة تموز 1958 في العراق ومعالجة تداعياتها (2/2)
معالجة الإنزال الأمريكي في لبنان:
كان لبنان قبيل الثورة العراقية مسرحاً لاضطرابات داخلية بسبب السياسات الغربية التي اتبعها رئيس الجمهورية السيد كميل شمعون وقد انفجرت هذه الاضطرابات بشكل علني إثر اغتيال الصحفي السيد نسيب المتني المعروف بسياسته العربية وأخذت هذه الاضطرابات شكلاً طائفياً كما انقلبت إلى حرب أهلية طائفية بين المسيحيين والمسلمين. وخشي الرئيس شمعون من أن تنتقل عدوى الثورة إلى لبنان فاستدعى الوحدات العسكرية الأمريكية للقيام بإنزال في لبنان.
وقد قامت الجمهورية العربية المتحدة بمد يد المساعدة إلى العناصر الوطنية التي كانت تنادي بالشعارات العربية فأمدتهم ببعض الأسلحة للدفاع عن أنفسهم ، إلا أن الثورة بدأت ولم تنتهي إلا بانتهاء مدة ولاية الرئيس شمعون وانتخاب اللواء فؤاد شهاب قائد الجيش اللبناني رئيساً للجمهورية والذي عمل على إحلال الوفاق بين مختلف الأحزاب اللبنانية.
وأثناء تلك الأحداث قامت الحكومة اللبنانية بطرد السوريين العاملين في لبنان والذين يبلغ تعدادهم أكثر من مئتي ألف عامل . وخلال فترة بقاء القوات الأمريكية في لبنان اتخذ الجيش السوري بعض التدابير الوقائية العسكرية وانتشرت الوحدات المحاربة على طول الحدود بين سوريا ولبنان.
وخلال زيارة الرئيس عبد الناصر الثالثة في دمشق اجتمع مع الرئيس اللبناني فؤاد شهاب على الحدود السورية اللبنانية وقد تم الاجتماع في كوخ خشبي أقامه الجيش الأول على الحدود بينما كان الثلج يهطل بكثرة في مكان الاجتماع وقد تم في الاجتماع المذكور تصفية كافة المسائل التي نتجت عن الجرب الأهلية في لبنان. كما تم تصفية الذيول التي خلفها دخول القوات الأمريكية إلى الأراضي اللبنانية بعد ثورة ١٤ تموز في العراق.
وكان من أهم الأمور التي تم الاتفاق عليها:
إقرار مبدأ عروبة لبنان.
السماح للعمال السوريين بالعودة إلى لبنان.
تعهد الجانب اللبناني بالقضاء على التآمر ضد مصالح الجمهورية العربية المتحدة.
مكافحة العناصر الهدامة والجاسوسية العالمية التي كانت تعمل من لبنان ضد الجمهورية العربية المتحدة.
جمع الأسلحة وإعادتها إلى سوريا.
وبعد انتهاء الاجتماع عاد الرئيس عبد الناصر إلى دمشق ثم سافر بالطائرة بصورة مكتومة من أحد المطارات الحربية.
الإنزال البريطاني في الأردن :
بعد قيام ثورة العراق قام الملك حسين ملك الأردن باستدعاء الوحدات البريطانية لحماية نظامه فقام الجيش البريطاني بإنزال قطعات عسكرية بريطانية في الأردن عبر إسرائيل مما وضع على عاتق الجيش الأول أعباء عسكرية أخرى حيث اضطر إلى نشر القوات العسكرية على الحدود الأردنية السورية وبقيت هذه الوحدات بالإضافة إلى الوحدات التي انتشرت على الحدود اللبنانية مدة شهرين توقفت خلالها برامج التدريب كما توقفت عملية تنظيم الجيش.
اقرأ:
دعم حركات التحرر العربية في مذكرات جمال الفيصل – ثورة 14 تموز 1958 في العراق (1/2)
الانفصال في مذكرات الفريق جمال الفيصل – وفاءٌ للقسم (3/3)
الانفصال في مذكرات الفريق جمال الفيصل – تنفيذ الانقلاب (3/2)
الانفصال في مذكرات الفريق جمال الفيصل – ما قبل الانفصال (3/1)
النقيب أحمد عنتر مع جمال الفيصل في الكويت في الستينيات
الفريق جمال الفيصل بريشة الفنان مروان السباعي عام 1957م
للإطلاع على تسلسل أحداث التاريخ السوري المعاصر بحسب الأيام
انظر أيضاً :
أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات