وثائق سوريا
مذكرة الهيئة الشعبية الشهبندرية إلى المندوب الفرنسي عام 1939
بعيد اندلاع الحرب العالمية الثانية في الأول من أيلول عام 1939م، شكل الدكتور عبد الرحمن الشهبندر هيئة سياسية جديدة باسم “الهيئة الشعبية” والتي أطلق عليها في الأوساط الشعبية “الهيئة الشعبية الشهبندرية”، وكان تنظيمها يشمل معظم المناطق في سورية.
نشطت هذه الهيئة وضمت شخصيات سياسية مهمة مثل منير العجلاني.
في العاشر من كانون الأول 1939م، استقبل المندوب الفرنسي السامي المسيو بيو رئيس الهيئة الشعبية في قصر المفوضية في منطقة الصالحية او ما يعرف ” بالقصر الأبيض” لمدة 45 دقيقة. وخلال ذلك قدم الشهبندر مذكرة باسم الهيئة الشعبية تضمنت مطالب البلاد ورغبتها في الاستقلال، وتذكير الفرنسيين بتحقيق وعودهم.
ورافق منير العجلاني الدكتور عبد الرحمن الشهبندر في زيارته للمفوضية الفرنسية.
فيما يلي نص المذكرة:
يا صاحب الفخامة
في هذه الساعات الحاسمة في تاريخ الشعوب، تتقدم “الهيئة الشعبية” إلى فخامة ممثل فرنسا السامي، مسيو بيو، معربة له باسم البلاد السورية عن تأييدها للمبادئ الرفيعة التي تدافع عنها الديمقراطيات وأملها المخلص بأن يكتب لها النصر.
إن الأمة السورية مازالت متمسكة بأهدافها الوطنية قد اختارت في هذه الأزمة الرهيبة خطة السكينة والثقة التي أملاها عليها وفاؤها، ولكنها واثقة بأن الديمقراطية الفرنسية التي تقدر مواهب السوريين وتكرم تضحياتهم، تعلم أكمل العلم أنهم لا يطمعون الا في رؤية بلادهم مستجمة اجزاءها في دولة مستقلة موفورة القوى الروحية والمادية، وعلى رأسها حكومة تمثيلية تضمن للبلاد حرية في ظل العدل، ورخاء المثل العليا.
واذا كان السوريون يطمعون في الوصول إلى هذه الغاية، فمن أعز أمانيهم ان تضمنه لهم معاهدة صداقة وتحالف على مثال السابقة العراقية، يعقدونها مع الديموقراطية الفرنسية التي تدافع عن حرية العهود المقطوعة وحق الأمم المعتدي عليها.
بهذه الثقة الوطيدة تأمل سورية من ممثل فرنسا السامي أن ينقل إلى حكومته الكريمة رغبتها في أن يصدر الجانب الافرنسي عهداً رسمياً يتضمن الاعتراف بمطالب البلاد الوطنية وتعلن فيه التدابير الضرورية لتهيئة عهد الاستقلال والمعاهدة.
ان هذا العمل الذي ينسجم وتقاليد فرنسة النبيلة سيكون من أمجد الصفحات التي تسجلها حكومة الجمهورية الفرنسية في تاريخ المشرق، وان تنفيذه في هذا الوقت الدقيق ليزيد في قيمته، ويقوى في نفوس السوريين والعرب الأمل الذي يعلقونه على فوز الديموقراطيات.
اقرأ:
جميل مردم بك .. اغتيال الدكتور عبد الرحمن الشهبندر
صحيفة الجزيرة 1939 – الأرمن يطالبون بإنشاء دور خشبية لهم في حلب
صحيفة الجزيرة 1939 – مصير أملاك اللاجئين في لواء اسكندرون
اقرأ ايضاً:
سورية 1939 | |
04.03.1939 | مرسوم منح وسام الاستحقاق السوري إلى مجموعة من العسكريين الفرنسيين |
01.04.1939 | مرسوم تصديق اتفاق تنوير بلدة القامشلي بالكهرباء |
04.04.1939 | مرسوم ترخيص مدرسة السريان الكاثوليك في تل أبيض |
10.12.1939 | مذكرة الهيئة الشعبية الشهبندرية إلى المندوب الفرنسي |
أحداث التاريخ السوري المعاصر – أيام