وثائق سوريا
بلاغ عن أعمال المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي السوري 1969
تأسس الحزب الشيوعي السوري عام 1924م، وعقد طوال هذا التاريخ الطويل، وكانت مؤتمرات الحزب قليلة. في المؤتمر الثالث للحزب الذي عقد في حزيران 1969 تفجرت فيه خلافات حادة في صفوف الحزب.
النص الرسمي للبلاغ الصادر عن أعمال المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي السوري عام 1969
(في أوائل حزيران من عام 1969 انعقد في دمشق المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي السوري.
لقد سبق انعقاد هذا المؤتمر الوطني التاريخي أعمال تحضيرية واسعة، سياسية وفكرية وتنظيمية. فقد أعدت اللجنة المركزية لهذا المؤتمر 3 وثائق هامة هي:
1- النظام الداخلي للحزب.
2- برنامج التدابير الاقتصادية.
3- البرنامج الزراعي.
وقد جرت مناقشة هذه الوثائق في كافة منظمات الحزب مدة تتراويح بين سنة وسنتين.
وعقدت جميع اللجان المنطقية في البلاد مؤتمرات محلية تمثلت فيها جميع المنظمات الحزبية التابعة لها وتم فيها القاء تقارير عن نشاط هذه اللجان، وعن سياسة الحزب ونشاطه طوال الفترة المنصرمة وعن المهام الموضوعة أمامه في الظرف الحالي.
كما بحثت هذه المؤتمرات الوثائق المعدة لتقدم إلى المؤتمرات لمناقشتها، ووضعت الملاحظات حولها. وتم فيها انتخاب المندوبين للمؤتمر الثالث.
لقد اشترك في أعمال المؤتمر الثالث للحزب (101) مندوباً يمثلون جميع المنظمات الحزبية في سائر محافظات البلاد، ومندوبون آخرون يمثلون بعض المنظمات التابعة للجنة المركزية، وممثلو بعض المنظمات الموجودة في أوربا، كما اشترك فيها، بصفة مراقبين، عدد من الرفاق الحزبيين.
كذلك حضر المؤتمر، بصفة ضيف ممثلان عن الحزبين الشيوعيين الشقيقين: العراقي والأردني.
وتلقى المؤتمر، وما يزال، رسائل التحية من الأحزاب الشيوعية والعمالية الشقيقة: من الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي، وبلغاريا، وبولونيا، وألمانيا الديمقراطية، والمجر، وتشيكوسوفاكيا، ورومانيا، وكوريا، وكوبا، ومن الأحزاب الشيوعي العربية الشقيقة، ومن عدد كبير من الأحزاب الشقيقة في أوربا وآسيا وأميركا اللاتينية، كالحزب الشيوعي الفرنسي، والحزب الشيوعي الهندي، والحزب الشيوعي البرازيلي، والحزب الشيوعي الأرجنتيني، وغيرها وغيرها.
استمرت أعمال المؤتمر قرابة أربعة أيام، وجرت تحت شعارات: “ياعمال العالم اتحدوا”، و”في سبيل ازالة آثار العدوان الإسرائيلي الاستعماري، في سبيل توطيد النظام الوطني التقدمي في سوريا العربية، في سبيل الاشتراكية والوحدة العربية).
أقر المؤتمر جدول ونظام أعماله، ثم استمع إلى تقرير اللجنة المركزية للحزب الذي قدمه الأمين العام الرفيق خالد بكداش، وقد ركز التقرير على العدوان الإسرائيلي الاستعماري وطرق إزالته، كما تعرض إلى أهم المواقف في سياسة وتاريخ الحزب، منذ المؤتمر الوطني الثاني حتى الآن، فعالج القضايا الكبرى المرتبطة بنشاط الحزب مثل الأممية والقومية ومسائل الوحدة العربية وفلسطين والصداقة مع الاتحاد السوفيتي وحزب لينين المجيد، وقضية الجبهة الوطنية التقدمية والنضال المطلبي والمهام الموضوعة أمام الحزب والبلاد في المرحلة الحالية، هذه المهام المتعلقة بتوطيد النظام الوطني التقدمي، وحماية التحولات الاقتصادية والاجتماعية العميقة، وبخلق المقدمات اللازمة للانتقال إلى الاشتراكية.
كما عالج التقرير القضايا التنظيمية الاساسية التي تهم مجموع الحزب. وبعد أن ناقش المؤتمر هذا التقرير مناقشة واسعة وبروح ديمقراطية عالية وعلى أساس الانتقاد والانتقاد الذاني وادخل عليه عدداً من الملاحظات وأقره بالاجتماع.
واطلع المؤتمر على أعمال لجنة البرنامج السياسي للحزب، كما أطلع على الخطوط العريضة لمشروع هذا البرنامج ثم كلف اللجنة المركزية بصياغة هذا المشروع بصورته النهائية وعرضه للمناقشة الواسعة في جميع منظمات الحزب، ومن ثم لاقراره في مجلس وطني عام أو في مؤتمر استثنائي يعقد لهذا الغرض.
واستمع المؤتمر إلى تقرير اللجنة التي بحثت “مشروع التدابير الاقتصادية الضرورية لتوطيد التقدمية في سورية ولبناء المقدمات اللازمة لمرحلة الانتقال للاشتراكية”، وبعد ان ناقشه أدخل عدداً من التعديلات على هذا البرنامج وأقره بالاجماع.
واستمع المؤتمر إلى تقرير لجنة البرنامج الزراعي للحزب وبعد المناقشة ادخل عدداً من التعديلاتً على هذا البرنامج وأقره بالإجماع.
كذلك استمع المؤتمر إلى تقرير لجنة النظام الداخلي، وبعد أن ناقشه أقر ادخال عدد من التعديلات على هذا النظام وأقره بالاجماع.
واستمع المؤتمر إلى تقرير لجنة البرنامج الزراعي للحزب وبعد المناقشة ادخل عدداً من التعديلات على البرنامج وأقره بالاجماع.
كذلك استمع المؤتمر إلى تقرير لجنة النظام الداخلي، وبعد ان ناقشه اقر ادخال عدد من التعديلات على هذا النظام وأقره بالاجماع.
ثم استمع المؤتمر إلى تقرير لجنة القرارات والبيانات والرسائل، فأقر بالاجماع:
1- بياناً حول الذكرى الثانية للعدوان الاسرائيلي الاستعماري الغادر ضد سورية العربية وبقية البلدان العربية الشقيقة.
2- رسالة إلى الأحزاب الشيوعية والعمالية في العالم، وإلى القوى التقدمية الأخرى، يشكرها فيها لتأييد نضال العرب من أجل إزالة آثار العدوان الإسرائيلي ومن أجل استراداد حقوق عرب فلسطين في وطنهم، ويدعوها إلى مزيد من أعمال التأييد والتضامن في هذه القضية النبيلة العادلة.
3- رسالة تحية وشكر وتضامن إلى الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي، اعترافا بدوره التاريخي الرائد في عملية انتقال البشرية من الرأسمالية إلى الاشتراكية، وفي دعم قضايا البلدان العربية العادلة، ودعم نضال الشعوب من أجل الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي، وفي النضال ضد الإمبريالية العالمية، ومن أجل الدفاع عن السلم.
4- قراراً حول أهمية وضرورة الاحتفال، في بلادنا، بالذكرى المئوية الأولى لميلاد قائد الشغيلة العظيم فلاديمير ايليتش لينين.
5- رسالة تحية واعجاب لحزب الشغيلة الفييتامي، تعلن تضامن حزبنا وشعبنا مع الشعب الفييتنامي البطل في نضاله ضد العدوان الامبريالي الأميركي، ومن أجل حرية ووحدة وطنه وأراضيه.
6- قراراً يكلف اللجنة المركزية للحزب ببذل كل الجهود للمساهمة في الأعمال الرامية لانجاح الاجتماع العالمي للأحزاب الشيوعية والعمالية الذي سينعقد في موسكو في الخامس من حزيران، ولا قرار الوثيقة الأساسية في هذا الاجتماع.
7- رسالة تحية، باسم المؤتمر، إلى زوجة أولاد الرفيق الشهيد القائد فرج الله الحلو الذي ضحى بدمائه، في سجون دمشق، دفاعاً عن رأية الماركسية اللينينية وفي سبيل وجود الحزب.
8- رسالة تحية إلى حركة المقاومة العربية في فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن أجل إزالة آثار العدوان.
ثم انتقل المؤتمر إلى انتخاب الهيئات القيادية في الحزب، فانتخب، بالاقتراع السري، أعضاء اللجنة المركزية والمرشحين لعضويتها، كما انتخب لجنة المراقبة. وبالإنتهاء من هذه النقطة انتهت أعال المؤتمر الثالث التاريخي للحزب الشيوعي السوري.
لقد تمت أعمال المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي السوري تحت لواء الأمانة التامة لتعاليم الماركسية اللينينية، ومبادئ الأممية البروليتارية.
وكانت مظاهرة اجتماعية كبرى للصداقة الأبدية الخالدة مع حزب لينين العظيم والاتحاد السوفيتي الصديق. ولقد سادت هذه الأعمال روح رفيعة من الشعور بالمسؤولية الكبرى ازاء مصائر البلاد وأهدافها الكبرى، كما تمت على أساس الثقة التي لا تتزعزع بالدور التاريخي الملقى على عاتق الحزب حاضراً ومستقبلاً.
وجرت المناقشات في المؤتمر على أساس رفيع مع الديموقراطية البروليتارية، وفي ضوء مبادئ الانتقاد والانتقاد الذاتي اللينينية.
ولقد كان المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي السوري مرحلة جديدة في تاريخ الحزب وهو سيسهم، بكل تأكيد، في زيادة تلاحم وتوطيد صفوف الشيوعيين السوريين، على أساس مبادئ الماركسية اللينينية، وفي زيادة وتقوية دورهم، بالاستناد إلى منطلقات سياسية وفكرية وتنظيمية واضحة، وعلى أساس الجبهة الوطنية التقدمية، في النضال الوطني العام لإزالة آثار العدوان الإسرائيلي الاستعماري، لتقوية وتوطيد النظام الوطني التقدمي في البلاد، لخلق المقدمات الضرورية اللازمة للانتقال إلى الاشتراكية، وللعمل من أجل الوحدة العربية).
اقرأ: