ولد نافع باشا الجابري في حلب عام 1853م.
بدأ نافع أفندي الجابري (الباشا فيما بعد) حياته العملية حينما قام مجلس إدارة ولاية حلب الذي كان والده المفتي عبدالقادر لطفي أفندي
الجابري من أعضائه بحكم المنصب بانتخابه نائباً عن ولاية حلب في مجلس المبعوثان الأول، إلى جانب كل من حسني بك باقي زادة، وسعدي أفندي مسعود أفندي زادة، وعبدالقادر بك القدسي، ومانوق أفندي قره جة.
وكان الجابري يعد أصغر النواب سناً، وواحداً من أبرز ثلاثة نواب مثلوا بلاد الشام في المجلس، هما بالإضافة إليه يوسف ضيا أفندي الخالدي نائب القدس (الباشا فيما بعد)، وخليل أفندي غانم نائب بيروت.
عين في التسعينيات من القرن التاسع عشر مستشاراً في محكمة الاستئناف الحقوقية في ولاية حلب، ثم انتخابه عضواً في مجلس إدارة الولاية مرتين (1897-1898) و(1902-1903).
أصبح بعد رحيل والده المفتي الأسبق الشيخ عبدالقادر لطفي أفندي الجابري في العام 1907 عميد آل الجابري وكبيرهم.
أُعيد انتخاب نافع باشا الجابري نائباً عن ولاية حلب في مجلس المبعوثان، بعد إعادة العمل بالقانون الأساسي- الدستور، الذي كان قد مضى ثلاثون عاماً على تعطيله، إثر الحركة الانقلابية التي قام بها الضباط المنتسبون إلى جمعية “الاتحاد والترقي” المحظورة (تركيا الفتاة بالأمس).
وكان الجابري النائب الوحيد من مجلس المبعوثان الأول (1877) الذي عاد ليحتل مقعداً في الثاني (1908)؛ فلقبه أقرانه من النواب في المجلس بـ”شيخ المبعوثان”، تقديراً لدوره الرائد في الحياة النيابية العثمانية.
انتخب نافع باشا الجابري في أواخر العام 1909 نائباً لرئيس الحزب “الحر المعتدل” في الآستانة المناهض لجمعية “الاتحاد والترقي”، التي باتت بمثابة الحزب الحاكم في الدولة العثمانية بعد الإطاحة بحكم السلطان عبدالحميد الثاني.
وقد خاض الجابري الانتخابات النيابية في العام 1912 مرشحاً عن حزب “الحرية والائتلاف” المعارض، ولكن لم يحالفه النجاح فيها بسبب سيطرة الاتحاديين على الانتخابات في تلك الدورة، فلم يسمحوا لأي من المرشحين من خارج صفوف جمعيتهم بالفوز فيها.
وكان آخر نشاط لنافع باشا الجابري في الحياة العامة إلقاؤه كلمة ترحيب بأنور باشا وكيل القائد العام للجيوش العثمانية وناظر الحربية في المأدبة التي أقامتها البلدية على شرفه أثناء زيارته إلى حلب، وبرفقته أحمد جمال باشا ناظر البحرية وقائد الجيش الرابع العثماني، إبان الحرب العالمية الأولى في شباط/ فبراير من العام 1916.
حافظ نافع باشا الجابري على ولائه للدولة العثمانية حتى آخر لحظات حياته، فكان يدافع عنها، ويأمل بإحداث الإصلاحات في شتى المجالات. بينما كان شقيقه الأصغر الشاب سعد الله الجابري مندمجاً في الحركة القومية العربية المتشبثة بالاستقلال عن الدولة العثمانية، معبراً في ذلك عن تباين سياسي بين جيلين في مرحلة الانتقال من النظام العثماني إلى الهوية العربية السورية.
توفي عام 1917م.
للإطلاع على تسلسل أحداث التاريخ السوري المعاصر بحسب الأيام
انظر أيضاً – أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات