مقالات
المحامي عبد المجيد الجدوع – رجل المواقف .. شخصيات في ذاكرة الرقة
عبد المجيد أحمد العبيد العيسى الجدوع من عشيرة الأكراد الرقية .
شهدت الرقة مولده في 15/7/1940 .
انهى مرحلة الدراسة الابتدائية في مدرسة الرشيد الابتدائية بالرقة .
انتقل لمتابعة الدراسة الاعدادية في حلب وقد اقام في هذه الفترة بمنزل خاله سعيد عبد الهادي البليبل حيث درس في المعهد العربي الاسلامي حتى عام 1958 .
اقتضت متابعة دراسته الثانوية الانتقال الى دمشق والاقامة في بيت خاله خليل عبد الهادي البليبل الذي كان آنذاك ضابطا في الجيش.
حاز على شهادة الثانوية العامة الفرع الأدبي 1960 .
في نفس هذا العام التحق بكلية الحقوق بدمشق .
لم تمنعه دراسته من العمل كموظف لدى مديرية التربية في الرقة ولمدة ثلاث سنوات منذ 1/2/1962 وحتى استقالته في 13/3/1965 .
عين رئيسا للمركز الثقافي العربي في الرقة بتاريخ 18/9/1965 الى ان تم تسريحه بتاريخ 11/6/1966 وهذا التسريح التعسفي نتيجة لمواقفه السياسية الوطنية ورفضه للانصياع لقرار وزير الثقافة والارشاد القومي والسياحة بنقله الى عين العرب وكان رفضه للقرار برسالة مدوية شديدة اللهجة حملت من الحزم والثبات على مواقف ومبادىء” حتى الدبابات لا تثتيه عنها” كما قال رحمه الله في رسالته .
اعتقل على إثرها مدة تقارب ثمانية اشهر تقريبا .
كل هذه الاحداث الجسام لم تكن عائقا امامه للعب ادوار ايجابية للرقة من ابرزها انعاش الحياة الرياضية في المدينة حيث كان من المؤسسين الاوائل لنادي النهضة (الشباب حاليا) 1962 مشاركا في رياضتين القدم والطائرة .
ولرغبته الجامحة في التنوع والتعلم فقد التحق بكلية الاداب قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية عام 67/68 وعند دخوله الامتحان تم اعتقاله ضمن سلسلة الاعتقالات التي تعرض لها واعتادها نتيجة مواقفه الوطنية المناهضة للسلطة الحاكمة آنذاك .
كما اعتقل في سجن القلعة عام 1970 مدة تقارب الستة اشهر .
وكان آخر اعتقال سياسي له في القصاع بدمشق 1973 ..
في سنة 1972 التحق بنقابة المحامين فرع دير الزور ودامت ممارسته لمهنة المحاماة 42 عاما قام خلالها بالترشح لانتخابات النقابة في نهاية الثمانينات ولكنه سحب ترشيحه بطلب من المحافظ محمد سلمان لتهديده بالاعتقال من قبل توفيق صالحة عضو القيادة القطرية والمسؤول عن النقابات .
وللمكانة القانونية والحضور المميز له فقد شارك بمؤتمرين للمحامين العرب الاول في تونس عام 1997 ،اما الثاني ففي القاهرة عام 2002 …
في عام 2003 قام بمشاركة وفد شعبي سوري بزيارة العراق الذي كان يتعرض للحصار والتجويع وذاك قبل الغزو الامريكي بشهر واحد .
تقاعد عن عمله كمحام عام 2011 متصدرا جدول المحامين الاساتذة كأقدم محام في النقابة ..
كان قدوة ومثلا أعلى بين زملائه بعمله القانوني واسلوبه الراقي والمهذب الذي رفع من شأن المهنة في المدينة .. واجتماعيا كان واحة من المحبة والتسامح مما جعله هرما وقامة تتفاخر بها المدينة.
رغم ماتعرضت له الرقة من عدوان، أبى ان يترك الرقة التي كانت وهو صنوان، وكان يقول : إن حياة الشجاع في موته وموت الجبان بحياته لذلك فقد بقي في مدينته الى ان وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض بتاريخ 4/3/2016 عن عمر يناهز 76 عاما حيث دفن في مدينته المحبوبة الرقة ..
خلف اربعة من الابناء الذكور تتوزع اختصاصاتهم العلمية بين المحاماة والهندسة المعلوماتية وطب الاسنان وإدارة الاعمال ..