وثائق سوريا
كلمة عبد الرؤوف الكسم في حفل تكريم الفنانيين عام 1981
عبد الرؤوف الكسم : البعث العربي والبعث الفني متلازمان
كلمة عبد الرؤوف الكسم في الحفل الذي أقيم لتكريم الفنانيين: سعيد تحسين ورشاد مصطفى ونصير شورى.
أيها الأخوة الفنانون
أيها السيدات والسادة
إنه لشرف كبير لي، أن أمثّل السيد رئيس الجمهورية، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، بتكريم ثلاثة من كبار الفنانين في هذا القطر: “سعيد تحسين ورشاد مصطفى ونصير شورى”، كما يسرني في الوقت ذاته، أن أنقل: صوتكم وتحياتكم، وحبكم وتقديركم إلى رئيسنا وقائد مسيرتنا.
أيها الأخوة
ليس غريباً أن تكرم الدولة والحزب، كل من الفنانين الثلاث الذين أمضوا حياتهم في العطاء، لهذا الشعب ولهذه الأمة، إسمحوا لي بهذه المناسبة السعيدة أن أذكر بأسف، إنا فقدنا خلال السنوات الأخيرة فنانين عظام أيضاً، كما نتمنى لو كانوا معنا، فقدنا الأستاذ المربي الكبير “محمود جلال” وفقدنا الفنان “أدهم إسماعيل”، الفنان الإنسان، الفنان ذو القلب الكبير، فقدنا “نعيم إسماعيل”، فقدنا “لؤي كيالي”، الفنان المعطاء هؤلاء أيضاً، شاركوا وأعطوا لشعبنا وأمتنا.
إن الحركة الفنية في هذا القطر، وإن كانت قد بدأت منذ عشرات من السنوات فقط، إلا أنها أثبتت أصالة هذه الشعب العظيم. كما ذكرت في مناسبة سابقة، كان الثبات طويلاً، ولكن كان البعث عظيماً، فكان البعث العربي والبعث الفني متلازمان يعطيان لهذا الشعب وليثبت كل منهما أن هذا الشعب هو شعب فنان معطاء أصيل.
ليس في بلدنا فقط يشارك الفنان في العطاء، وفي الثورة، وفي الدفاع عن حدود الوطن، كلنا يعرف كيف شارك “دولاكروا” في الثورة الفرنسية وكيف كان من رواد الثورة الفرنسية، كيف كانت رسومات “غويا” تنتقل أكثر من المناشير، وكانت أقوى من الرصاص في ضرب الأعداء الغزاة لإسبانيا.
وهكذا، أقول هذا أيها الأخوة، لأني أؤمن أن ريشة الفنان يمكن أن تكون أقوى من البندقية، وأن ألوان الفنان على لوحته تكون كدماء الأبطال في ميادين المعركة.
لا أقول كل هذا عندما يكون الفنان مع الشعب لأن كل فنان يمكن إلا أن يكون مع الشعب، لأن كل فنان هو إبن الشعب، ويعيش أحاسيس الشعب، ويتألم بآلام الشعب، فهو منه، وبذلك أيها الأخوة جاء هذا التكريم من سيادة الرئيس، ليقول لكم، ثابروا ومزيداً من العطاء، لأمتنا وشعبنا وسنكون معاً لتحقيق أهداف أمتنا، بقيادة قائد مسيرتنا الرئيس القائد حافظ الأسد.
ألقيت في حفل تكريم الفنانيين الرواد وتوزيع الأوسمة عليهم