تعديل
فتاتان دمشقيتان في المنزل الذي كان مقراً للقنصلية الإسبانية
الصورة من سنة 1946 اخذت ضمن تحقيق موضوعه جلاء الجيش الفرنسي من سوريا ولبنان.
من اليمين ليديا والبا سركيس ، والدهن جدي السيد حنين سركيس، وكانت العائلة تقطن قصرا في باب توما لا يزال قاءما الى يومنا وكان في الماضي مقر القنصلية الاسبانية.
قبل أن تجر مياه عين الفيجة لإرواء مدينة دمشق كانت دمشق تسد احتياجاتها من المياه من مياه فرعي نهر بردى: قنوات وبانياس التي كانت تتغلغل في أزقة وحارات دمشق عبر شبكة من الأقنية تصل مياهها إلى كل بيت.
فضلاً عن ذلك فقد احتفرت بعض الآبار النقية في بعض الدور. كانت أقنية المياه من الدقة والتنظيم إلى درجة الابداع حتى لكأن تحت مدينة دمشق مدينة أخرى من متصرفات المياه والمسارب المتوافقة مع الطبيعة الطبوغرافية لمدينة دمشق.
كانت هذه المياه تصل إلى الدور والمرافق العامة عبر مجموعات من القساطل إلى ما يعرف بالطالع…وفي هذا الطالع ترتفع (تطلع) المياه إلى مستوى يضمن توزيع المياه إلى الدور التي تتغذى بالمياه بوساطة ذلك الطالع عبر ما يعرف باسم موزع المياه في الطالع.
وموزع الماء هذا عبارة عن قطعة رباعية الشكل من حجر البازلت، منحوت بها تجويف بعمق نحو عشرة سنتيمترات وفي مركزها فوهة قطرها بين خمس إلى عشر سنتيمترات يطلق عليها اسم الإمّاية. ومن فوهة الإمّاية هذه يتدفق الماء من الطالع عبر القساطل.
وعلى أطراف ذلك الموزع فتحات تعرف باسم العتبات، وهي منحوتة في أطراف الموزع بعمق واحد. أما عرض الفتحة فيحدده الفرضيّ ( والفرضي هو من يقوم بتبيان حقوق الشركاء بالمياه الواردة للطالع وبالتالي المحافظة على كميات المياه المستحقة الواردة عبر الطالع إلى كل بيت أو مرفق) لعلمه بمقادير حقوق الماء في ذلك الطالع. ولذلك فإن عرض العتبة يكبر أو يصغر بحسب كمية الماء المراد أخذها من مياه الطالع إلى أصحاب حق الماء في الطالع.
في الموقع الذي يقوم عليه الآن مبنى وكالة “سانا” للأنباء كان المنهل الأساسي الذي كان يوزع الماء على الطالع وتسيل فيه مياه نهر القنوات
من كتاب دمشق الشام ذاكرة الزمان – منير كيال